"غدي نيوز"
عقد في قاعة "رفقي أبوظهر" في مبنى بلدية صيدا، لقاء حواري مع الخبير البيئي الدكتور المهندس ناجي قديح، خصصته البلدية لمناقشة تقريره الذي عممته البلدية قبل نحو شهرين، والذي أنجزه بناء على تكليف من البلدية حول "حالة معمل فرز ومعالجة النفايات والمصادر المحتملة للروائح في صيدا".
شارك في اللقاء، رئيس اتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، حسن غدار عن بلدية الغازية، المهندس نبيل زنتوت والمهندس سامي بيضاوي عن شركة "IBC" مشغلة معمل معالجة النفايات المنزلية الصلبة في سينيق - جنوبي صيدا، عضوا المجلس البلدي في صيدا المهندس محمود شريتح وكامل كزبر، مستشار السعودي المهندس محمد السيد، جمع من ممثلي هيئات مجتمع مدني وأهلي وجمعيات وناشطون عاملون في قضايا البيئة والشأن العام.
بداية رحب السعودي بالحضور، مؤكدا أن "البلدية من خلال دعوتها إلى هذا اللقاء الحواري، إنما تفسح في المجال أمام الجميع وكل من يهتم بقضايا المدينة، لمناقشة مضمون تقرير الخبير الدكتور قديح، وهو مستعد للرد على كافة الأسئلة والاستفسارات".
قديح
ثم عرض قديح مضمون تقريره وكيفية إعداده، مؤكدا أنه "عمل ليكون التقرير مقاربا للواقع وشفافا"، وقد زار منطقة سينيق وعاين "أداء معمل معالجة النفايات ومصادر الروائح المحتملة، لا سيما أن منطقة سينيق تضم إلى جانب معمل معالجة وفرز النفايات، بركة الحاجز المائي، التي كانت تصب فيها مياه مجرى عين زيتون الآسنة، ومحطة ضخ مياه الصرف الصحي ودباغات وما يصب أيضا في نهر سينيق".
ونوه بـ "ما تقوم به بلدية صيدا بشخص رئيسها المهندس محمد السعودي، من جهود حثيثة في تطبيق التوصيات، التي خلص إليها التقرير، والتي ستساهم بشكل جدي وفعال في معالجة موضوع الروائح في صيدا".
ومن خلال ثلاث نقاط أساسية، شرح عمل معمل فرز ومعالجة النفايات المنزلية الصلبة، كالتالي:
الأولى: القدرة الاستيعابية للمعمل للتعامل مع النفايات الواردة إليه، على طول يوم عمل من 14 ساعة (يمكن زيادتها إلى 16 ساعة عند الحاجة) هي 560 طنا باليوم، وتكون نسبة المتبقيات النهائية 77 طنا باليوم، أي بنسبة 14 بالمئة، وعليه تكون فعالية فصل المواد عن بعضها وفعالية عمليات الفرز جيدة جدا".
الثانية: في ما يتعلق بجبل المتبقيات المتراكم في الباحة الغربية للمعمل، والتخلص منه يتم عبر تخفيف كمياته، وخلطها مع كميات من الحجارة الصخرية، وتمريرها في كسارة لتخفيف رائحة المتبقيات ورطوبتها، وتخفيف تركيزها عبر إغراقها في وسط طاغ من كسر الحجارة، وأن التحاليل المخبرية لعينات من هذا الخليط، دلت على أن تركيز المعادن الثقيلة يبقى ضمن الحدود المقبولة وفق المواصفات العالمية للتربة. مما يعني أنه يمكن إستعمالها لتأهيل مواقع المقالع المشوهة أو مواقع المكبات العشوائية.
الثالثة: فيما يتعلق بمصادر الروائح المحتملة في المعمل، هناك مصدر رئيسي للرائحة من المعمل يتمثل بجبل المتبقيات المتراكمة، ويحتمل أن تنبعث الروائح مع تحريك لمواد هذا الجبل ونقلها وعمليات تعبئتها وتفريغها. هناك مصادر ثانوية للروائح من باحة تفريغ شاحنات النفايات عند دخولها المعمل. وكان خزان الاستقرار والتهوئة والتسبيغ الهوائي، مصدرا محتملا ثانويا لانطلاق روائح، من وقت الى آخر، ولكن تم مؤخرا إنجاز عمليات توسعة وتأهيل، شملت خزانات الاستقرار والتهوئة وكذلك البيوفلتر الذي من شأنه التعامل مع الروائح وتخفيفها".
ثم كانت مداخلات للحضور حول التقرير ومضمونه ومصادر الروائح وغير ذلك، رد عليها قديح.
السعودي
من جهته، أشار السعودي إلى أن "بلدية صيدا مستعدة لتخصيص جلسة حوارية ثانية مع الخبير قديح".
كما أعلن أنه "يمكن للمهتمين الحصول على كامل تقرير الدكتور قديح من بلدية صيدا، التي سبق أن عممته على مختلف وسائل الإعلام فور إنجازه وصدوره".
وحول مجرى عين زيتون، أشار إلى أنه "تم تحويل مجرى عين زيتون كليا عن بركة الحاجز المائي، مع انتهاء الأعمال في إنشاء تحويلة المجرى مؤخرا"، كاشفا أنه "ستتم المباشرة بأعمال ردم بركة الحاجز المائي بردميات نظيفة، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد منحنا موافقة مجلس الوزراء، الذي وافق في جلسته الأخيرة قبل يومين على إعطاء بلدية صيدا حق إستعمال (لمدة 99 سنة) لمساحة الأرض المردومة والبالغة نحو 550 ألف متر مربع، وهذا الحق هو مشابه تماما لحق استعمال أرض ملعب صيدا البلدي".
وختم مؤكدا أن "بلدية صيدا وضعت منطقة جنوبي صيدا - سينيق، في إطار خطة إنمائية شاملة، تشمل نقل الدباغات من المكان إلى منطقة محاذية لمعمل معالجة النفايات، بحيث تراعي المواصفات البيئية خلال تشغيل هذه الدباغات، كي تبقى المنطقة كلها صديقة للبيئة".