"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -
تؤكد الدراسات المتلاحقة من مختلف مراكز الأبحاث في العالم أن التلوث بلغ حدا أكبر مما كان يعتقد سابقا، وأخطر بكثير مما كان يمكن أن نتصور يوما، ما يفترض دق ناقوس الخطر.
وما هو قائم لا يمكن تلخيصه إلا ببضع كلمات "الكوكب يختنق"، وهذه الحقيقة الصادمة لا يمكن تجاوزها بمؤتمرات دولية، ولا باتفاقات ومعاهدات، خصوصا وأن "اتفاق باريس" بات أعجز من أن يلجم ويحد من تداعيات تغير المناخ، وهذا يفترض جهودا دولية أبعد بكثير مما هو قائم حاليا.
تحذير
وفي هذا السياق، أطلقت "منظمة الصحة العالمية" الـــ WHO، يوم أمس الأربعاء تحذيرا، من أن "أكثر من 90 بالمئة من سكان العالم، يتنشقون هواء ملوثا"، لا بل وأعلنت أن "التلوث مسؤول عن سبعة ملايين حالة وفاة سنويا"!
وقالت المنظمة، في بيان، "في السنوات الست الأخيرة بقيت مستويات التلوث في الهواء الطلق مرتفعة ومستقرة نسبيا مع تراجعها في بعض مناطق أوروبا وأميركا الشمالية بشكل خاص".
وأوضحت المنظمة الأممية أن "9 أشخاص من كل 10 في العالم يتنشقون هواء يحوي مستويات عالية من الملوثات"، وهو الرقم نفسه الذي ظهر في التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية قبل نحو سنتين.
وتعتمد إحصائيات الـــ WHO على نوعية الهواء المسجلة في أكثر من 4300 مدينة في 108 بلدان أي أكثر بألف مدينة مقارنة بالتقرير الأخير.
نوعية الهواء
ووفق هذه البيانات، فإن نحو 7 ملايين شخص يموتون سنويا نتيجة استنشاقهم جزئيات دقيقة تتسلل عميقا إلى الرئتين وفي النظام القلبي - الوعائي، ما يسفر عن أمراض مثل الجلطات الدماغية ومشاكل القلب وسرطان الرئة.
ولا يشكل النشاط البشري المصدر الوحيد لتلوث الجو، إذ تؤثر العواصف الرملية، ولا سيما التي تهب بالقرب من صحارى، كذلك على نوعية الهواء، وفق ما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).
وتبين الأرقام أيضا أن المناطق التي تشهد أعلى مستويات تلوث في الهواء موجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، مع معدلات سنوية تتجاوز المستوى المحدد من قبل المنظمة بأكثر من خمس مرات.