"غدي نيوز"
احتفلت "مؤسسة رينه معوض" بتصدير كمية من البطاطا العكارية المؤصلة والتي عملت المؤسسة، بالتعاون مع وزارة الزراعة والسفارة الهولندية والتعاونيات الزراعية، على انجاز مشروع تطوير زراعة البطاطا وتأصيلها، في قاعة المحاضرات في ادارة مرفأ بيروت واستثماره، في حضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود ممثلا الوزير غازي زعيتر، سفير هولندا يان ولتمانس، النائبة السابقة نايلة معوض، المديرة العامة للاقتصاد والتجارة عليا عباس، العقيد عادل فرنسيس ممثلا المدير العام للجمارك، رئيس مجلس ادارة مرفأ بيروت واستثماره حسن قريطم، المدير العام ل"مؤسسة رنيه معوض" نديم معوض، رئيس اللجنة الزراعية في اتحاد غرف التجارة رفلي دبانة، رئيس تجمع رجال الاعمال اللبنانيين الهولنديين محمد سنو، ممثلة الاتحاد الاوروبي فيرجيني كوسول، ورؤساء التعاونيات الزراعية في عكار وحشد من رجال الاعمال والمزارعين.
معوض
استهل الاحتفال بالنشيدين اللبناني والهولندي، ثم كلمة النائبة السابقة معوض عبرت فيها عن فخرها بـ "هذا اليوم الذي نصدر فيه منتجات لبنانية ذات مواصفات عالية تتوافق مع المواصفات الاوروبية، بالتعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص والمزارعين والتعاونيات والاتحاد الاوروبي بدعم من السفارة الهولندية".
واكدت "ان الهدف هو كرامة المزارع الذي نريده ان يبقى في ارضه ويعيش بكرامة. وبالتعاون مع السفارة الهولندية، فكرنا في ايجاد نوعية جيدة من البطاطا تتوافر فيها الشروط والمواصفات الاوروبية وتم ذلك بالتعاون التام مع وزارة الزراعة والمزارعين بحيث انجز هذا المشروع بنجاح بعدما اعتمدنا خطوات عملية كثيرة وواجهتنا صعوبات جمة، ولكن بمساعدة الجميع تمكنا من تحقيق الاهداف المرجوة بالحصول على نوعية جيدة من البطاطا".
وأملت ان "نقوم بخطوات مستقبلية لدرس واقع كل الاراضي الزراعية لتطوير الانتاج الزراعي، لان النوعية الجيدة يمكن تسويقها بسهولة في كل الدول العربية والاوروبية".
وشكرت الله على "نجاح هذا المشروع الذي يعود بالخير اولا على المزارعين ثم على الاقتصاد الوطني".
لحود
وألقى لحود كلمة الوزير زعيتر فرحب بالحضور واشاد بـ "مؤسسة رنيه معوض"، وتحدث عن "أهمية هذا المشروع من اجل تطوير المنتجات الزراعية اللبنانية وبقاء المزارع في ارضه مما ينعكس ايجابا على الواقع الزراعي"، مشيرا الى "دور وزارة الزراعة في دعم مثل هذه المشاريع التي تساهم في تحديث المنتجات الزراعية وتطويرها".
وطرح آلية تصدير البطاطا المعدة للاستهلاك الى الاتحاد الاوروبي وهي:
- يسمح لمزارعي البقاع وعكار الانتساب الى برنامج انتاج البطاطا المعدة للاستهلاك وتصديرها الى الاتحاد الاوروبي وعلى من يريد الانتساب ان يلتزم الشروط المطلوبة كافة.
- على المنتج الذي يريد ان يقدم طلب تسجيل في البرنامج لدى وزارة الزراعة عبر اقرب مركز زراعي ثلاثة اسابيع قبل الزرع على الاقل.
- تقوم المصالح الاقليمية بأخذ عينات التربة والمياه من الحقول المراد التصدير منها، لفحصها في مختبرات مصلحة الابحاث العلمية الزراعية وعند التأكد من عدم وجود اي آفة حجرية توافق وزارة الزراعة على انضمام المنتج الى البرنامج وتعطى ارقام دفعات البطاط.
- يتم الكشف دوريا على الحقول مرتين على الاقل خلال موسم الزرع للتأكد من عدم اصابتها.
- عند الحصاد يتم أخذ عينات من البطاطا (200 درنة لكل 25 طنا)، وفي حال أكدت نتيجة المختبر خلوها من الآفات الحجرية، توافق وزارة الزراعة على تصدير البطاطا من هذه الحقول.
- كل عبوة بطاطا تخرج من مركز التوضيب الى المراكز الحدودية يجب ان يوضع عليها ملصق يحمل على الاقل المعلومات التالية (مصدر البطاطا المنطقة المنتجة، منطقة الانتاج، اسم المنتج، رقمه ورقم الدفعة) في احدى اللغات الرسمية للاتحاد الاوروبي، باستخدام نموذج الملصق الذي وافقت عليه وزارة الزراعة.
- يقوم المفتش عند المراكز الحدودية بعملية الكشف قبل اصدار شهادة الصحة النباتية عبر التحقق بصريا من الشروط التي يجب توافرها لناحية عدم وجود درنات متسقة او مشوهة او وجود عفن جاف او رطب او وجود درنات متضررة من الجرب، وخلو الدرنات من اي رائحة و/أو طعم غريب. وفي المجموع يجب ألا يتجاوز عدد الدرنات التي لا تتطابق مع الحد الادنى من الشروط 4 بالمئة من حيث الوزن.
- بالاضافة الى المنتج، على المصدرين والموضبين الراغبين في الانضمام الى البرنامج التقدم بطلب تسجيل قبل موعد التصدير المتوقع بشهرين على الاقل وفي حال مطابقتهم للشروط المطلوبة توافق الوزارة على انضمامهم الى البرنامج.
سفير هولندا
وألقى سفير هولندا كلمة، قال فيها: "تشكل مملكة هولندا أكبر خامس جهة مانحة للبنان، ونحن ندعم لبنان في معالجة أثر الأزمة السورية من خلال التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل (الصندوق الاجتماعي-الاقتصادي للتنمية، وبرنامج التكنولوجيا الزراعية "أغريتيك"، ومنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" في إعادة تأهيل المدارس المهنية والمشروع الأخضر)، وحقوق الانسان، وترسيخ الاستقرار، والسلام والأمن، وأخيرا العمل مع الشباب. وهذه بضعة أمثلة فقط عما تقوم به هولندا في لبنان:
- في مؤتمر "سيدر"، أعلنت وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الانمائي في هولندا عن تقديم هبة إضافية بقيمة 200 مليون دولار أميركي (وأشدد على كلمة "هبة") إلى لبنان للسنوات الأربع المقبلة، مع مبلغ إضافي مشروط بقيمة 100 مليون دولار أميركي، مما يعني أن مملكة هولندا باقية على التزامها لجهة دعم المجتمعات المضيفة والنازحة في لبنان على حد سواء لأننا نؤمن فعلا بحقوق الانسان وتوفير الفرص لجميع المقيمين في لبنان.
- سويا مع "مؤسسة معوض" أخذنا على عاتقنا أن نبرهن أن السوق الاوروبية مفتوحة أمام المنتجات اللبنانية. وإنما يمكن استيفاء المعايير الاوروبية إن حصل المزارعون في لبنان على الدعم الصحيح والمقاربة الصحيحة لبلوغ هذه الأهداف".
وأضاف: "عملت "مؤسسة رنيه معوض" بشكلٍ وثيق مع المزارعين في عكا ومودير البذور والتجار الهولنديين. ونتيجة لذلك، يصدر لبنان في تاريخ اليوم العشرين طنا الأولى من البطاطا إلى مملكة هولندا. ولقد بيعت البطاطا بأكملها حتى قبل شحنها. وتجدر الاشارة أيضا إلى مدى أهمية أن يكون لبنان قد استفاد منذ العام 2005، عندما تم توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، من استثناء لجهة تصدير خمسين ألف طن من البطاطا معفاة من الرسوم الجمركية. ولكن منذ ذلك الحين (بعد مرور قرابة 13 سنة)، لم يتم تصدير أي كيلو واحد من البطاطا إلى الاتحاد الاوروبي. لذلك، أنا فخور جدا بهذا الانجاز اليوم وآمل أن يشكل نموذجا للمزارعين كافة في لبنان لتكرار التجربة والانفتاح على أسواق جديدة، كما أن المزارعين في عكار استفادوا".
واوضح ان "مملكة هولندا هي البلد الثاني عالميا من حيث تصدير المنتجات الزراعية ولديها خبرة واسعة في ذلك وجامعة فاغننغن تعد من أفضل الجامعات الزراعية. ومن هنا أهمية أن تصدر البطاطا إلى مملكة هولندا".
وتابع: "نعرف جميعنا أنه في حال الفشل، من السهل أن نشير بإصبعنا إلى من أخطأ. أما عند تحقيق أي نجاح، فيعرف الفائزون والأبطال فجأة عن أنفسهم. ولكن، في هذه الحال، فإن مؤسسة معوض والمزارعين والفلاحين والخبراء من هولندا ومعهد البحوث الزراعية في لبنان هم وحدهم من أدى دورا فاعلا من دون سواهم. أنا على يقين من أن هذا التطور من شأنه أن يشجع وزارة الزراعة والسلطات اللبنانية على تعزيز مبادرات مماثلة في القطاع الزراعي.
رياشي
ثم قدم المدير التقني للمشروع المهندس عماد رياشي شرحا تقنيا تنفيذيا وكشف عن "الصعوبات التي رافقت المشروع".