يوم البيئة العالمي... لبنان من سيء إلى أسوأ!

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Monday, June 4, 2018

يوم البيئة العالمي... لبنان من سيء إلى أسوأ!

"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو -

 

في يوم البيئة العالمي، والذي يصادف في الخامس من شهر حزيران (يونيو) من كل عام، يحدونا الأمل بأن نبلغ آفاقا جديدة تبدد الكثير من الهواجس، في ظل ما نشهد من ظواهر تؤكد أن مصير الإنسان على هذا الكوكب بات مهددا، ولا نستغرب أن تطغى المواضيع المتعلقة بالبيئة، يوما بعد يوم، على أحاديثنا ونقاشاتنا في كل موقع ومقام، وصولا إلى مواقع التواصل الإجتماعي، فضلا عن أن البيئة راحت تتصدر بقضاياها المتشعبة عناوين الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، لكن في المقابل لا يرقى التطبيق والممارسة العمليين إلى مستوى التحديات والآمال، ما يؤرق أكثر المتضررين من تداعيات المناخ، لا سيما سكان المدن الجزرية المهددة بالغرق، وسائر العالم ولو بنسب أقل، مع كثرة الأمراض الناجمة عن التلوث وتغير المناخ؟ 

وأمام هذا الواقع، وخصوصا لجهة الإحترار المناخي، لا بد من مقاربة موضوعية وشاملة، لموضوع البيئة، ولممارسات عملية تمكن كوكبنا وساكنيه من بشر وكائنات حية، من الاستمرار في حياة ذات نوعية وجودة تساهم في الحد من تفاقم ظواهر تغير المناخ ، التي نلمسها في انقراض كائنات، وتدني أعداد أخرى إلى مستويات خطرة، وظواهر غريبة، وتشوهات خلقية، تذكرنا بأفلام الخيال العلمي، ولكنها أصبحت واقعا، نلمسه بشكل يومي.

 

لبنان!

 

بالنسبة إلى لبنان، فعلى الرغم من أن "مساهماته" في الإنبعاثات العالمية ضئيلة للغاية، وفقا لاحصاءات فريق التغير المناخي في وزارة البيئة، فقد بلغت  18,5 مليون طن من مكافئ ثاني أوكسيد الكربون في العام  2000، وتقدر بـ 0.07 بالمئة من الإنبعاثات العالمية، وعلى الرغم أن نسبة الزيادة في هذه الإنبعاثات لم يتم احتسابها حاليا، إلا أنه لا يمكن إنكار أن وضع البيئة في لبنان، للأسف يتجه من سيء إلى أسوأ.

إلا أن الإستراتيجية البيئية لم تواكب احتياجاتنا المحلية، أو تفي بأقل الإلتزامات البيئية محليا، ولا يعني البدء بهذا الموضوع أنه في سلم الأولويات البيئية، بل لكونه كارثة في طور الإنفجار، فماليا التخطيط وما يصرف على البنية التحتية، يشاد به بنى عدة وبكفاءة عالية ومن ضمنها الصيانة، فنجد الشوارع وبعد انتظار طويل تُعبد، ثم تحفر، لتعبد وتحفر مرة ثانية وثالثة، ولا ينتهي العمل بها، بهدف إنشاء تمديدات للمياه، الصرف الصحي والهاتف وغيرها، وعلى الرغم من كل العمل، نجد مياه الصرف تلوث معظم مياهنا ومسطحاتنا المائية، لدرجة اننا من الممكن أننا نطفو على قاعدة من مياه الصرف الصحي، فضلا عن فضلات المعامل السامة ومياه الري الملوثة بالمبيدات والأسمدة، التي تصب وبدون رقابة في المياه الجارية كنهر الليطاني وبحيرات السدود مثل بحيرة القرعون.

وتكتمل الأزمة بملف الصيد البري، فلا قانون رادع، وتأتي الإستغاثات العالمية لحماية الطيور المهاجرة، وبالمقابل تهدر الأموال على خراطيش وبنادق الصيد، ويقتل 2,6 مليون طائر في لبنان، في مجزرة بيئية مشهودة، مؤلبة الرأي العالمي ووصفه لنا كشعب متعطش للدماء، وهادم للبيئة المحلية والعالمية.

 

أي احتفال؟!

 

بالمقابل، فإن موجة فرز النفايات، والتي أضحت في وقت ما حديث الجمعيات الخيرية وشاغلها الوحيد، فضلا عن وسائل التواصل الإجتماعي، هدأت كزوبعة في فنجان واضمحلت على الرغم من تفاقم أزمة النفايات، ومن كان يعتمد الفرز، أصابه الإحباط، مع عملية خلط للنفايات حين جمعها لترمى ككتلة واحدة ودون فرز، فضلا عن حلول المطامر، وأهمها بدعة المطامر الساحلية الأخيرة ومنها الكوستابرافا وبرج حمود – الجديدة.

أما السدود، فحدث ولا حرج، مع مأساة سد القرعون البيئية المزمنة والبحيرة الميتة والتي قد تحتاج عقود لمعالجة تلوث المياه فيها، وسد بريصا في الضنية، فهو بالوعة، لا تصمد فيه مياه، ويسارع من بناه لتسليمه، لرفع المسؤولية عنه، وسد شبروح أيضا يرشح منه الماء بمعدل 200 ليتر بالثانية، طبقا لدراسة للجامعة الأميركية، ولما أشار إليه أيضا الخبير لدكتور رولان رياشي، وبالتالي فهو مجرد ممر مائي، وعبارة عن سد كلف الملايين، ولم يكتف السياسيون في بلادنا، بل اتبعوا هذه السدود بسد جنة وسد بسري في خط لتلويث ما تبقى من بلادنا، ودون تفكير في استراتيجية مستدامة في معالجة هذا الملف وغيره.

يطول الحديث في احتفال يوم البيئة في لبنان، وأي احتفال؟ فأمور عدة تقض مضاجع البيئيين، فالمبيدات تستعمل دون رقابة، وكذلك الأسمدة، وخطط الطاقة المتجددة مؤجلة أو موضوعة في الأدراج، وخلف الحدود جنوبا، عدو غاشم، نحسده إذ أنه مسلح بالتخطيط العلمي، وبمحاربة الفساد، وبالمقابل يستغل كل قطرة مياه، ويوجهها نحو وجهة إنمائية وبشكل مستدام، يزيد مساحة الأراضي المزروعة وإنتاجيتها، ويحافظ على الحياة البرية، ويعتمد خطة ممنهجة بيئيا!

 

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن