"غدي نيوز" – متابعات -
أصبحت سفارة الجمهورية الفرنسية في المملكة المغرب "سفارة خضراء" مراعية للبيئة، وذلك في خطوة تعكس الجهود المبذولة لمواجهة التغيرات المناخية ومحاربة الاحتباس الحراري وفقاً لأهداف مؤتمري المناخ "كوب 21" و"كوب 22" المنعقدين (2015 و 2016) في كل من باريس ومراكش، على التوالي.
وأُعلن عن تحول السفارة الفرنسية في الرباط إلى مؤسسة خضراء في حفل أقيم أمس الثلاثاء بمناسبة "اليوم العالمي للبيئة" في مقر السفارة، بحضور السفير الفرنسي جون فرانوسا جيرو، وعبد الأحد الفاسي الفهري وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والسكنى وسياسة المدينة، وعدد من ممثلي السفارات الأجنبية في المغرب.
نداء طنجة
وقد تصدر هذا الحدث وسائل الإعلام المغربية والفرنسية التي أفردت له مساحات واسعة في مختلف وسائل الإعلام.
وقال أليكسي لوكور غرونميزون، الوزير المستشار في السفارة الفرنسية، إن مشروع السفارة الخضراء يأتي في إطار تنفيذ التزامات كل من فرنسا والمغرب من أجل الحفاظ على التنوع البيئي، وعملاً بروح نداء طنجة الذي أطلقه الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية الفرنسية يوم 20 أيلول (سبتمبر) من عام 2015، وفق ما أشارت "ماروك برس" marocpress.com.
وأشار غرونميزون إلى أن هذا المخطط سيتم تفعيله على مستوى كل التمثيليات الفرنسية في المغرب، التي تضم ست قنصليات عامة و12 معهداً ثقافياً، إضافة إلى شبكة من 38 مدرسة فرنسية في مختلف مدن المملكة.
السفير الفرنسي
من جهته، أشار السفير الفرنسي، جون فرانوسا جيرو إلى أن "هذا المشروع عبارة عن طموح يسعى إلى الحفاظ على البيئة"، مؤكداً أن "المغرب وفرنسا يعتبران من الدول الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة من خلال عدد من المبادرات، من بينها تلك المتعلقة بالسكن المستدام".
وأضاف جيرو في تصريح للصحافة، أن "كوب 21" الذي نُظم في باريس و"كوب 22" المنظم بمدينة مراكش، يعتبران محطتين هامتين في مسار مواجهة التغيرات المناخية في العالم، مورداً أنه بادر إلى تأسيس "شبكة للسفارات الخضراء" تضم المؤسسات الدبلوماسية الأخرى بالمغرب لاطلاعها على المشروع.
الفهري
وقال الوزير عبد الأحد الفاسي الفهري إن "المغرب لديه مبادرات مُماثلة من قبل المجتمع المدني ترمي إلى الحفاظ على البيئة واقتصاد الماء وإعادة تدوير النفايات".
وأكد الفهري أن "الإدارات والمؤسسات المغربية مدعوة إلى اتخاذ خطوات في هذا المجال، خصوصاً خفض استهلاك الورق واستهلاك الطاقة"، مشيراً إلى أن مشروع "سفارة خضراء" هو ممارسة جيدة وجب تعميمها والعمل على التعريف بها.
وتعد سفارة فرنسا في المغرب من أولى التمثيليات الدبلوماسية التي اعتمدت في 2015 مخطط "السفارة الخضراء"، انتهت اليوم من تحويله إلى واقع بشكل يراعي البيئة، وذلك بالاستغناء على السخان الذي يعمل بالوقود في مقرها.
المحافظة على البيئة
وساهم هذا المشروع في خفض استهلاك الكهرباء في مقر السفارة في حي أكدال بالرباط، بنسبة 17 بالمئة خلال سنة 2017، وتدوير عشرة أطنان من الورق خلال سنة، إضافة إلى تدوير النفايات الإلكترونية.
كما عملت السفارة الفرنسية على تهيئة حديقة مستدامة تستهلك القليل من الماء، إضافة إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 26 بالمئة، وهي إجراءات ساهمت في اقتصاد ما مجموعه 10.500 يورو سنوياً.
وتسعى فرنسا من خلال هذا المخطط إلى المساهمة في الجهود الدولية للمحافظة على البيئة وبناء سكن مستدام، وتطمح إلى خفض تأثير شبكة مقراتها الدبلوماسية عبر العالم التي تمثل حوالي مليونا ونصف مليون متر مربع، وهي مسؤولة عن انبعاث 130 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وفقا لـ "هسبرس" hespress المغربية.