"غدي نيوز" - متابعات -
دق فريق من الباحثين من جميع أنحاء العالم ناقوس الخطر بعد أن تبين له أن تسعة من 13 شجرة تبلدي (باوباب) تعد الأقدم في أفريقيا قد ماتت جزئيا أو كليا.
ومن بين الضحايا التي انقرضت خلال 12 سنة الأخيرة، ثلاثة "وحوش رمزية" هي شجرة بانكي في زيمبابوي التي كانت تعد أقدم باوباب على وجه الأرض، إذ بلغ عمرها 2450 عاما، وشجرة بلاتلاند في جنوب أفريقيا وهي إحدى أضخم الأشجار في العالم، بجذع يزيد قطره على 10 أمتار، وشجرة "تشابمان باوباب" الشهيرة في بوتسوانا، التي نقش عليها المستكشف البريطاني ديفد ليفينغستون الحروف الأولى من اسمه.
مخزن أو سجن!
وقد اكتشف الباحثون هذا الوضع "المهول" والواسع الانتشار مصادفة، إذ كانوا يدرسون هذه الأشجار لاكتشاف سر ضخامتها المذهلة. وفي هذا الإطار قام الأستاذ بجامعة بابس بولياي برومانيا البروفسور أدريان باترو وزملاؤه بدراسة 60 من أشجار الباوباب تعتبر الأقدم في أفريقيا ما بين عامي 2005 و 2017.
وجمعوا عينات من أجزاء مختلفة من هذه الأشجار في زيمبابوي وجنوب أفريقيا وناميبيا وموزمبيق وبوتسوانا وزامبيا، الأمر الذي جعلهم يحددون أعمارها باستخدام الكربون 14.
ومما يدل على ضخامة هذه الأشجار ما أورده موقع "حديقة كروغر الوطنية" في جنوب أفريقيا إذ يقول إن "تجويف شجرة باوباب قديمة في زيمبابوي كبير للغاية بحيث يمكن أن يختبئ فيه حوالي 40 شخصا".
ويمكن استخدام هذه الأشجار كمخزن أو كسجن، أو ببساطة أيضا كمحطة لتوقف الحافلات، كما تم استخدامها لفترة طويلة كمعالم في الطريق للمستكشفين أو المسافرين.
ارتفاع درجات الحرارة
ويستبعد الباحثون أن تكون هذه الوفيات ناجمة عن وباء، بل يرون أنها ربما نتجت عن تغير المناخ ، إذ أثر في قدرة الباوباب على الصمود في موطنه، لكنهم يشيرون إلى أن تلك الفرضية لا تزال تحتاج لمزيد من الأبحاث لدعمها أو دحضها.
غير أن أدريان باترو يلفت إلى أن "المنطقة التي ماتت فيها هذه الأشجار هي واحدة من تلك المناطق التي تعاني من أسرع وتيرة للتغير المناخي في أفريقيا" مما ينذر بالأسوأ.
ويضيف باترو أنه "خلال النصف الثاني من القرن الـ19، بدأت هذه الأشجار الضخمة تموت، لكن خلال السنوات العشر إلى الـ15 الأخيرة، ازدادت وتيرة اختفائها بسرعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف"، وفق ما أشارت "الجزيرة نت" نقلا عن صحيفة "لو فيغارو".