"غدي نيوز" - متابعات -
كشف الدالاي لاما ، خلال تعاليم روحية لبوذيين من روسيا ودول البلطيق، أن سعادة أي شخص لن تتحقق بتنفيذ رغباته غير المقيدة، بل بـ "راحة البال"، التي تتحقق بالتعاطف والرحمة والإيثار.
وقال الدالاي لاما في التعاليم الروحية التي قدّمها في مدينة ريغا: "إن الشخص الذي نشأ وتربى في نظام قيم مادية، سيريد المزيد والمزيد".
الثقافة الحديثة
وأضاف: "إن الرغبات غير القابلة للسيطرة تدمر الإنسان والبيئة - وهذا لا يجلب السعادة لأحد. تأتي السعادة عندما يكون العقل في سلام، عندما يكون هناك سلام في الروح. لذلك، من المهم جدا تدريب عقلك على هذا الأمر".
ووفقا له، فإن "الغضب والحسد وروح التنافس والخوف وغيرها من المشاعر والعواطف السلبية تنطوي على معاناة لا حدود لها".
وأوضح الدالاي لاما: "لقد ثبت بالفعل علميا أن الغضب يدمر النظام المناعي حرفيا، في حين أن الشفقة وراحة البال تقويانها. فإذا عالجت الآخرين بالتعاطف والإيثار، سيقل الخبث والحسد والتنافس في داخلك، وسيكون هناك الكثير الكثير من السعادة في حنايا قلبك".
وانتقد الزعيم الروحي للبوذيين في منطقة التيبت الصينية، الثقافة الحديثة والنظام التعليمي لحقيقة أنهما "تدوران أساسا حول قيم مادية صرفة"، حسب قوله.
السلام الداخلي
وأضاف الزعيم البوذي قائلا: "لذلك، هناك الكثير من الحسد، وروح المنافسة، والغيرة في قلوبنا... بسبب الموقف المادي، نحن نندفع إلى مثل هذه الأهداف ونخلق مثل هذه الأسباب التي ستودي بنا إلى طريق المعاناة، وليس إلى رحاب السعادة والطمأنينة وراحة البال".
وتابع قائلا: "في الوقت نفسه، الرحمة موجودة في أساسيات الطبيعة البشرية، وبالتالي، فإنها تساعد في العثور على السعادة إذا كنت تستمع إليها وتعمل بهديها".
وأكد الدالاي لاما: "بدون الحب والحنان لا يمكن الاعتماد على السلام الداخلي، وحتى يتسنى للسلام أن يسود في العالم، فإنه من الضروري أن نجد أولا السلام في نفوسنا".
ووفقا له، فإن جميع الأديان التقليدية "تحمل هذه الرسالة - الحب والحنان والصبر". وينصح الزعيم الروحي للبوذيين الجميع باتباع التقاليد الدينية لأسلافهم، واحترام الأديان الأخرى.
واستمع لتعاليم الدالاي لاما هذه أكثر من 4500 من المؤمنين والأشخاص المهتمين بالبوذية، ومعظمهم من روسيا، والتقوا به وسمعوا تعاليمه في قاعة سكونتو بمدينة ريغا عاصمة لاتفيا في البلطيق.
المصدر: نوفوستي