"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
ما يخفف العناء في "مهنة المتاعب" أن يغدو موقعنا ghadinews.net مقصدا لمواطنين يتواصلون معنا، للتبليغ عن تعديات مختلفة تطاول البيئة، أو يرسلون صورا وفيديوهات توثق مخالفات وارتكابات واعتداءات، خصوصا وأن الصحافة بمعاييرها الحديثة باتت تفاعلية، ومن هنا نركز على إيصال هواجسهم وأصواتهم من ممارسات البعض تجاه المجتمع وغيرها من الأخبار، إلى المعنيين، خصوصا في ما يتعلق بالتعامل مع الحيوانات، ولو أننا نتمنى إبلاغنا عن ممارسات إيجابية ينتهجها البعض.
في هذا السياق، تواصل مع ghadinews.net المواطن (ج.ش) من مدينة عاليه في جبل لبنان، آملا بإيجاد آذان صاغية لمعضلة يعاني منها، ويشابه حاله حال كثير من المواطنين، وقال: "بداية، أود أن أؤكد أنني شخص يحب الحيوانات وكان لدي بعضها أقتنيها في منزلي، ولكن ما يحدث منذ سنوات في البناء التي أقطن به في الطابق الأرضي في شقة حولها حديقة، هو أمر لا يحتمل، ويجب إيجاد حل له".
بؤرة للأمراض والروائح
وأضاف: "تقطن سيدتان في الطابق الثالث من هذه البناية وعلاقتي بهما لا تشوبها شائبة، حتى بدأتا منذ سنوات باقتناء قطتين، تحولت بعدها البناية ومحيطها إلى مسرح كبير يعج بالقطط ليتجاوز عددها الآن العشرات تسرح وتمرح على الدرج، وصولا إلى سطح البناية، وتملأ الحديقة والبناية بالقاذورات".
وأشار إلى أن "العناية بهذه القطط قليلة، وتملأ البناية بالحشرات كالبراغيث وغيرها، وبادرت إلى رشها بالمبيدات ولكن هذه الحشرات تعود بعد أيام قليلة، لأن البناية تستقطب قططا أخرى، تأتي ومعها حشرات أخرى، خصوصا وأن هذه القطط غير ملقحة، ولا نعرف الأمراض التي يمكن أن تنقلها، فليس هناك عناية بها، ويقتصر الأمر على تزويدها بالطعام والشراب، لذلك أخذت تتجمع من كل الحي، ولا يمكنني وصف الروائح من بقايا القطط، فضلا عن أن وجود الطعام الذي يوضع على سطح البناية، وبالتالي فعدد من القطط الصغيرة تقع عنه، كما لا يمكنني وصف الأصوات التي تصل إلينا من تجمعها".
وقال: "نحن لا نريد اللجوء إلى القضاء والمخافر لحل المشكلة، فنحن أهل وجيران، وتكلمنا مع السيدتين، فأكدتا أنهما لا يمكنهما التخلي عن القطط، ولكن عددها يزداد باضطراد كل عام، وبعد فترة ستصبح أعدادها بالمئات، وستشكل بؤرة للأمراض والروائح، ولا نرضى باعتماد وسائل لاإنسانية كما نشاهد في الأخبار، فنحن نحب الحيوانات، ولكن الوضع أصبح لا يطاق، وقد تواصلنا مع بلدية عاليه ولجنة الصحة فيها، وأكدت البلدية أنه ليس لديها آلية لمعالجة هذه المشكلة، فماذا علينا فعله، ومن المؤكد أن حالتي ليست الوحيدة في لبنان، ولذا اتجهت اليكم لأوصل صوتي عسى أن يساعد المسؤولون بحل شامل ومتكامل".
أزمة النفايات
وكنا في موقعنا ghadinews.net، قد التقينا في وقت سابق مع رئيس مصلحة الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور باسل بزال، بهدف معرفة السبل الأفضل والأكثر رحمة للحد من ظاهرة الحيوانات الشاردة، خصوصا وأن مواجهة الأمر في بعض الأحيان اعتمدت أساليب وحشية غير إنسانية، وأكد في اللقاء على ضرورة اتخاذ تدابير شاملة بالتعاون بين الأفراد والبلديات ونقابة الأطباء البيطريين ووزارة الزراعة.
وأشار بزال إلى ضرورة استحداث أراض ضمن نطاق البلدية وبالتعاون مع الجمعيات والوزارة، والقيام بإجراء اللقاحات الضرورية، فضلا عن عملية تعقيم لهذه الحيوانات والأفضل أن تعقم الأنثى وبهذا يحد من تكاثرها، وبذلك يمكن أن نحافظ على هذه الحيوانات المهمة للنظام البيئي وحماية المجتمع الموجودة فيه من دخول عناصر غريبة ومهاجمة الحيوانات والأشخاص الموجودة، ويمكن للوزارة أن تقوم بواجباتها في الإرشاد لهذه التقنيات وعلى البلديات أن تخصص جزء من ميزانيتها لحل هذه المعضلة، كما أن هناك نماذج إيجابية على هذه الطريقة التي أشار إليها بزال، منها ما قامت به بلدية البربارة، حيث احتفظت بالحيوانات الشاردة لديها في مأوى مؤقت وقامت بتلقيحها وتعقيمها، ما أدى إلى المحافظة على أعداد معينة، يمكنها أن تحمي موطنها دون أي مشاكل إضافية.
وبدورنا نرفع نداء هذا المواطن، متوجهين بهذا المقال للمعنيين في البلديات والوزارات المختصة، منها الزراعة والصحة والداخلية وغيرها، والجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوان لإيجاد حلول ناجعة، قبل تفاقم المشكلة بصورة أكبر، خصوصا وأن أزمة النفايات أدت إلى تكاثر هذه الحيوانات الشاردة بصورة كبيرة، وقد نصل إلى حد يجري التعامل مع هذه المسألة بطرق قد لا يوافق عليها كثيرون بهدف التقليل من أعدادها، خصوصا وأن بعضها شرس كما أن بعض الكلاب تتعرض للمواطنين ليلا، فضلا عن خطر دهسها بالسيارات كما نشاهد على طرقاتنا، وما تشكله من خطر للسائقين خصوصا ليلا، فضلا عن بقاء الجيف لفترة طويلة تحت الشمس دون دفنها وما تشكله من بؤرة للروائح والأمراض.