"غدي نيوز"
أكد معهد "راند" الأمريكي أن تلوث المياه في قطاع غزة بنسبة كبيرة يعد السبب الرئيسي لوفيات الأطفال، مشيرًا إلى أنه منذ 4 سنوات كانت أكثر من 12% من وفيات الأطفال في القطاع مرتبطة بالأمراض المعوية الناجمة عن تلوث المياه. بحسب وكالة "سما الإخبارية".
وتقول الدراسة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: إن أزمة المياه في غزة أصبحت سيئة بشكل كبير منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، مشيرة إلى أن أكثر من ربع الأمراض في قطاع غزة ناتج عن تلوث المياه.
ولفتت إلى أن 97% من مياه غزة غير مناسبة للشرب وفق المعايير الدولية المعترف بها، وأن 90% من السكان يشربون المياه بعد شرائها من محطات تحلية خاصة، وأن الجهات المختصة غير قادرة على توفير المياه اللازمة لسكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص.
ووفقًا للدراسة، فإن انهيار البنية التحتية أدى إلى زيادة حادة في وجود البكتيريا والفيروسات، مثل الكوليرا والسالمونيلا في المنطقة.
وبحسب الدراسة، يوجد في كل مدرسة بغزة مرحاض واحد يتسع لـ 75 طفلًا، وحوض غسيل لـ 80 طفلًا، ويتم تخزين المياه واستخدامها فيهما، وبمجرد وجود الأطفال في المدارس
فإن ذلك يشكل خطرًا يسمح بإصابة الأطفال بأمراض معوية؛ بسبب عدم غسل اليدين أو انتقالها من طفل إلى آخر.
وتشير الدراسة إلى فقدان غزة لكل مقومات البنية التحتية القادرة على تحسين وضع المياه، وكذلك التصرف بطريقة سليمة في مياه الصرف الصحي التي يتم نقلها إلى البحر؛ لعدم وجود قدرة على التعامل معها بشكل سليم. لافتةً إلى أن كمية مياه الصرف الصحي التي تتدفق من غزة إلى البحر ومنه تتجه إلى إسرائيل ومصر كل يوم تساوي 43 مسبحا أولمبيا، وهو سبب رئيسي يمنع سكان غزة من دخول البحر.
وحذرت الدراسة من استمرار وقف تمويل الأونروا التي تقوم بتلقيح 1.3 مليون شخص من سكان غزة بانتظام، وتقدم 4 ملايين خدمة طبية كل عام لفلسطينيين، وبدون أي بديل للمساعدة الطبية التي تقدمها الأونروا في حال توقف عن خدماتها فإن تفشي الأمراض والأوبئة ستكون بغزة مسألة وقت ويمكن أن تصل إلى كارثة إنسانية.