"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
في العام 1992، وأثناء انعقاد "قمة الأرض" في ريو دي جينيرو (البرازيل)، اتفق قادة 150 دولة في العالم على استراتيجية شاملة لـ " التنمية المستدامة "، لتلبية احتياجات البشر مع ضمان أن نترك عالما صحيا وقابلا للحياة للأجيال القادمة، وكانت من بين الاتفاقيات الرئيسية في الريو " اتفاقية التنوع البيولوجي " The Convention on Biological Diversity والمعروفة اختصارا بـ CBD، وخلال هذه القمة قال أحد العلماء المشاركين جملته الشهيرة التي ما يزال يتردد صداها إلى الآن: "نحن لم نرث الأرض من آبائنا وإنما اقترضناها من أحفادنا".
لقد حددت هذه الاتفاقية المبرمة بين معظم حكومات العالم التزامات واضحة للحفاظ على الأسس الإيكولوجية للعالم، وأن تراعي الدول التنمية الاقتصادية وفقا لهذه الأسس، وتمحورت هذه الاتفاقية حول ثلاثة أهداف رئيسية، هي: الحفاظ على التنوع البيولوجي، الاستخدام المستدام لمكوناته والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية.
الاستثمار في التنوع البيولوجي
وينعقد في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاتفاقية التنوع البيولوجي الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجيCOP14 ، في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية، في الفترة الممتدة بين 17 إلى 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 وهو المؤتمر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وذلك تزامنا مع الاجتماع التاسع لمؤتمر أطراف بروتوكول قرطاجنة Cartagena للسلامة الأحيائية COPMOP9، والاجتماع الثالث لمؤتمر أطراف بروتوكول ناغويا المتعلق بتقاسم المنافع الناتجة عن استخدام الموارد الوراثية COPMOP3، وسيسبق مؤتمر الأطراف الرابع عشر اجتماع وزاري للتنوع البيولوجي في أفريقيا يوم 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 وجلسة رفيعة المستوى على المستوى الوزاري لمؤتمر الأطراف HLS لمدة يومين في 14 – 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 بشأن تعميم التنوع البيولوجي في القطاعات التالية: الطاقة والتعدين، البنية التحتية، الصناعة والتجهيز والصحة.
وسيتمحور هذا المؤتمر حول موضوع رئيس وهو "الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل صحة ورفاهية الانسان وحماية الكوكب"، كما سيرتبط المؤتمر بعدد من المنتديات الرئيسية والأحداث الجانبية.
أما بالنسبة للجزء الرفيع المستوى الوزاري لمؤتمر الأطراف الرابع عشر (HLS)فسيكون عنوانه الرئيس "الإستثمار في التنوع البيولوجي لصالح البشر والكوكب"Investing in Biodiversity for People and Planet، وسيتمحور حول دمج وتعميم التنوع البيولوجي في القطاعات المختلفة من طاقة وتعدين وصناعة وغيرها مما سبق ذكره، ويختتم المؤتمر بإعلان "شرم الشيخ".
لمحة عامة
التنوع البيولوجي Biological diversity أو biodiversity هو المصطلح الذي يطلق على تنوع الحياة على الأرض والأنماط الطبيعية التي تشكلها، فالتنوع البيولوجي الذي نراه اليوم هو ثمرة مليارات السنين من التطور، شكلته العمليات الطبيعية، وبشكل متزايد خصوصا مؤخرا، من خلال تأثير البشر، إنها تشكل شبكة الحياة التي نحن جزء لا يتجزأ منها والتي نعتمد عليها بالكامل.
وغالبا ما يتم فهم هذا التنوع من حيث المجموعة الواسعة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة. وحتى الآن، تم تحديد حوالي 1.75 مليون نوعا، معظمها مخلوقات صغيرة مثل الحشرات، ويعتقد العلماء أن هناك بالفعل حوالي 13 مليون نوع، على الرغم من أن التقديرات تتراوح بين ثلاثة إلى 100 مليون.
ويشمل التنوع البيولوجي أيضا الاختلافات الوراثية داخل كل نوع، على سبيل المثال، بين أصناف من المحاصيل وسلالات المواشي، ومن ثم الكروموسومات والجينات والحمض النووي، ولبنات بناء الحياة هي التي تحدد تفّرد كل فرد وكل نوع.
وهناك جانب آخر للتنوع البيولوجي يتبع تنوع النظم البيئية مثل تلك التي تحدث في الصحاري والغابات والأراضي الرطبة والجبال والبحيرات والأنهار والمناطق الطبيعية والزراعية، وفي كل نظام إيكولوجي، تشكل الكائنات الحية، بما في ذلك البشر، مجتمعا يتفاعل بعضه مع بعض ومع الهواء والماء والتربة من حولهم.
وقد جعل هذا المزيج من أشكال الحياة وتفاعلاتها مع بعضها البعض ومع بقية البيئة الأرض مكانا صالحا للبشر بشكلٍ متساو، كما يوفر التنوع البيولوجي عددًا كبيرًا من السلع والخدمات التي تحافظ على حياتنا.