"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو
في أقل من أسبوع، تم صيد خنزيرين ضخمين، أحدهما في منطقة مزرعة جعفر التابعة إداريا لبلدية الحوش في قضاء راشيا، والثاني في منطقة عين دارة على يد الصياد رامي كوكاش وتنطبق عليه نفس المواصفات.
سيف الدين
"وقد زاد وزن كل منهما عن 300 كيلوغراما وتميزا بأنياب علوية ملتوية" وفقا لرئيس جمعية "اللقاء البيئي في راشيا" وليد سيف الدين، "وهو ما يحول دون تغذيه على الأعشاب ويتحول إلى حيوان لاحم يتغذى على كل شيء يقع أمامه من جيف وحتى الخنازير والحيوانات الأخرى، ما قد يصيب دماغه بدودة تسبب ما يشبه الخرف، وبالتالي يفقد الحس الادراكي الفطري، وقد يتصرف بعدوانية إذا ما تم ازعاجه، وقد يهجم على البشر إذا تمت مباغتته ولكنه عادة يهرب منهم".
وقال سيف الدين: "يهدف الصيادون إلى اقتناص الخنازير الصغيرة ويستسيغون لحمها، أو اليافعة دون خمسين كيلوغراما، والكبيرة منها قد يصل عمرها إلى أكثر من 25 عاما، ووزنها إلى أكثر من 150 كيلوغراما، وتتحول لشراهتها وبطء حركتها إلى تناول كل ما يقع أمامها من نفايات ومزروعات، حتى الجيف وافتراس بعضها البعض ولا تكتفي، لذا تصل إلى هذه الأوزان، وتتسم بالعدوانية نتيجة ما تتناوله، فضلا عن الأمراض التي تصاب بها نتيجة تناولها هذه النفايات والجيف".
وأضاف: "تعيش الخنازير البرية في مجموعات عائلية يبلغ عدد أفرادها حوالي 20 حيوانا، إلا أنه من الممكن أن يصل عدد الأفراد في هذه المجموعات إلى ما يزيد عن الخمسين في بعض الأحيان، وتتكون المجموعة في العادة من خنزيرتين وصغارهما، ولا تختلط الذكور بهذه المجموعات خارج موسم التزاوج الذي يتكرر مرتين أو ثلاث في السنة، وغالبا ما تعيش الذكور منفردة، وتضع الأنثى حملها في منطقة مختارة بعيدا عن المجموعة العائلية، ومن الممكن أن تلد من 4 إلى 6 خنانيص (جمع خنوص، وهو اسم صغير الخنزير) وربما أكثر، وتبدأ الصغار بنبش الأرض غريزيا منذ أيامها الأولى، وتُفطم بعد 3 أو 4 شهور من ولادتها، وتبدأ بالتغذي على الأطعمة الصلبة مثل الديدان واليرقات عندما تبلغ أسبوعين من العمر".
أزمة النفايات وانخفاض أعداد الذئاب
وتابع سيف الدين: "يأكل الخنزير كل شيء حتى اللحوم خصوصا لحم الجيف، ويمكن أن تأكل بعضها البعض إن جاعت، وتتغذى الخنازير على الفضلات والقاذورات والأوساخ وحتى تأكل من فضلاتها وروثها، لذلك فإن انتشار النفايات والمكبات العشوائية في المناطق، ساهم بتكاثرها وزيادة أعدادها بصورة مضطردة، خصوصا مع انخفاض عدد مفترسيها نتيجة الصيد الجائر، لا سيما الذئب الذي يقوم بافتراس صغارها وبالتالي يحد من أعدادها، كما تأكل الثعالب والضباع وابن آوى الصغار أيضا".
وأشار سيف الدين إلى أن "المزارعين في منطقة راشيا عانوا من هذه الخنازير، فهي تنبش الأراضي الزراعية وتأكل المزروعات خصوصا وأن أعدادها كبيرة، فهي تفتك بالمحاصيل والأشجار، لذا يبني المزارعون جدرانا عالية لمنع دخولها، إلا أنها لا زالت تعرض المزارعين للعديد من الخسائر"، وقال: "الخنزير هو الحيوان الوحيد المسموح صيده بكميات غير محددة في قانون الصيد، لما يتسبب به من أذى، ولأعداده الكبيرة، ولكن وفقا للقانون يجب صيده في النهار فقط وليس ليلا".
أمراض تنتقل إلى البشر
ووفقا لـسيف الدين فإن هناك العديد من "الأمراض التي يسببها تناول لحم الخنزير أو تربيته والاقتراب منه، وهي أمراض خطيرة يسببها أكل لحم الخنزير أو تربيته والاقتراب منه، ومن هذه الأمراض: مرض الترخينية أو الشعرية الخنزيرية، وهي ديدان لو أصابت الإنسان في مخه لأحدثت الجنون لديه، مرض الدودة الشريطية والتي قد تؤدي إلى الصرع وتعيش هذه الدودة في أمعاء الخنزير، مرض التهاب السحايا المخي، مرض الدوسنتاريا الخنزيرية، مرض إنفلونزا الخنازير وهو من الأمراض الخطيرة والتي تنتقل بواسطة التنفس أو الاتصال المباشر مع الخنازير المصابة بالمرض، دودة الإسكارس وهي نوع من الديدان تعيش في أمعاء الخنازير وتتواجد في لحم الخنزير عند أكله، مرض دودة المعدة القرحية، بالإضافة إلى دودة الرئة الخنزيرية والتي توجد برئة الخنزير فضلا عن التسمم الغذائي نتيجة تلوث لحم الخنزير بالسالمونيلا وغيرها".
وختم سيف الدين: "تم تداول الكثير من الصور والفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى الرغم أن بعضها قد لا يكون صحيحا، لكن من الضرورة الحذر عند الإقتراب من هذه الحيوانات، خصوصا إن كان معها صغارها، فقد تبادر بالهجوم للدفاع عنها".
بيان للجمعية
وقد تمنت الجمعية في بيان على صفحتها على موقع "فيسبوك" من "المواطنين والبلديات تعميم بلاغ ضرورة عدم التعرض للخنازير المشابهة لتلك التي تم اصطيادها مؤخرا، والاكتفاء بالابتعاد والاحتماء قدر الإمكان خصوصا وأن هذه الحالة تسبب كسل وبطء في حركته".
وأضاف البيان: "كما ندعو الصيادين بضرورة إجراء فحص جرثومي للكشف عن أي مرض قد يحمله الخنزير في لحمه".