"غدي نيوز"
أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة أن عدداً مذهلاً من الكائنات الدقيقة، يزيد على العدد الوارد في دراسة نشرت قبل أربعة أشهر فقط بنسبة 99 بالمئة، يقفز فوق أكبر حفرة على وجه الأرض، مسافراً، عبر الجزء العلوي من طبقة التروبوسفير، من آسيا إلى أميركا الشمالية.
وتقول مجلة "ساينس ديلي"، في تقرير نشرته أخيراً، إن الباحثين تمكنوا للمرة الأولى من جمع ما يكفي من الكتلة الحيوية في هيئة حمض نووي لتطبيق الأساليب الجزيئية على عينات من عمودي غبار كبيرين نشآ في آسيا في ربيع عام 2011، واكتشف الباحثون ما يزيد على 2100 صنف مختلف من الكائنات الدقيقة، مقابل 18 صنفاً فقط وجدت في العمودين نفسيهما باستخدام طرق الاستنبات التقليدية.
وقال ديفيد سميث، الحاصل على دكتوراه في علم الأحياء والبيولوجيا الفلكية من جامعة واشنطن، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن الانتقال بعيد المدى والمستوى المثير للدهشة لثراء الأنواع في الغلاف الجوي العلوي يلغيان النماذج التقليدية في بيولوجيا الهواء". وأضاف: "إنه عالم صغير. ويمكن للجريان العالمي للرياح أن ينقل أصغر أنواع الحياة على وجه الأرض إلى أي مكان".
وأشارت المجلة، في تقريرها، إلى أن معظم الكائنات الدقيقة التي تم اكتشافها، والتي كان ما يقرب من نصفها بكتيريا والنصف الآخر فطرياً، نشأت من التربة، وكانت إما ميتة لحظة الوصول أو غير مؤذية للبشر. وفي حين أن العلماء ربطوا بعض أنواع الفطريات بذبول المحاصيل، فإنهم لم تكن لديهم وسيلة لتحديد ما إذا كانت أية محاصيل قد تأثرت.
وذكرت "ساينس ديلي" أن ما يقدر بحوالي 7,1 ملايين طن (64 تيراغراماً) من الحلالات الهوائية - الغبار والملوثات وغيرها من جزيئات الغلاف الجوي، بما في ذلك الكائنات الحية الدقيقة - تعبر المحيط الهادئ كل عام. إذ تحمل العواصف تلك الحلالات إلى الأجزاء العليا من التروبوسفير، وهي طبقة الهواء الأقرب إلى الأرض.