Wednesday, April 10, 2019
كاتروغالوس أكد العمل على الطريق الفينيقي لايجاد تعاون سياحي بين اليونان وقبرص ولبنان: لتشريعات أوروبية أساسها التضامن لمواجهة أسباب الهجرة
"غدي نيوز"
حاضر وزير خارجية اليونان جورج كاتروغالوس بدعوة من كلية الحقوق العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية عن "مستقبل اوروبا"، في حضور سفير بلجيكا هوبير كورمان، سفير اليونان فرنشيسكو فروس، رئيس الجامعة الأب سليم دكاش واركان السفارة وعدد من الطلاب.
بداية، كلمة مدير معهد العلوم السياسية الدكتور كريم بيطار عرض فيها للمسائل المفصلية التي تواجه اوروبا.
كاتروغالوس
ثم تحدث الوزير كاتروغالوس بإسهاب عن كيفية إعادة إحياء الشعلة الأوروبية لدى الشباب الأوروبي الذي خاب أمله في أوروبا، وتطرق إلى شعور عدم الثقة المتزايد للشعوب الأوروبية بالمؤسسات الأوروبية".
واعتبر أن "هناك أزمة سياسية ومؤسساتية ومن أسبابها عدم التضامن، الأزمة الأقتصادية والفساد الإقتصادي والإجتماعي وعدم وجود فرص متساوية، بالاضافة الى التفاوت في المداخيل وتفكك النموذج الإجتماعي الذي شكل روح اوروبا وهذا كله اسهم في تنامي النزعة القومية والوطنية".
ولفت إلى أن "الإحصاءات تبين أن هناك استياء وشعورا بعدم الرضا لدى المواطنين في اوروبا بينما جاءت كندا في قائمة الدول التي يشعر مواطنوها بالرضا تلتها الصين فالسعودية والهند"، معتبرا أن "شعور الاستياء لدى الشعوب الأوروبية يمكنه ان يتحول الى قوة دافعة للتغيير". وقال: "لقد استوعبنا انه لا يمكننا الإستمرار على المسار الذي نتبعه وهذا يشكل الخطوة الأولى للوصول الى الإصلاحات التي نحتاج اليها".
اسئلة
وعن زيارته الى لبنان قال: "زيارتي هي لتوطيد العلاقة بين بلدينا، فلبنان بلد قريب لنا ونحن نتشابه في الأفكار ولدينا اهداف مشتركة. ومن مرتكزات سياستنا الخارجية هي احترام الدول والقانون الدولي. وذكر بآلية تعاون متعدد الأطراف ويمكن ان تنضم اليها دول في الشرق الأوسط بحيث يمكن لهذه الألية ان تتحول الى نظام اقليمي لنشر الأمن والإستقرار وفقا لمؤتمر رودوس".
وقال: "لدينا مصالح واهتمامات اقتصادية يمكن تنميتها وتطويرها ويأتي في مقدمتها القطاع السياحي ونحن نعمل على الطريق الفينيقي من اجل ايجاد تعاون سياحي بين اليونان وقبرص ولبنان وايجاد حزمة سياحية للسواح الذين يرغبون في زيارة البلدان الثلاث".
وتطرق إلى التعاون في المجال الأمني من اجل المحافظة على الإستقرار في المنطقة وفي الدول المحيطة بنا وقال: "هذا التعاون سلمي ويرتكز على الحقوق الوطنية والمصالح المشتركة. إن السياسة الخارجية اليونانية ترتكز على اعتبار اليونان جسرا جيو استراتيجيا بين مصر وافريقيا واوروبا. هذا هو هدفنا، فنحن لم نكن يوما بلدا استعماريا بل كان لدينا مهاجرون من أماكن مختلفة من العالم، ولم تكن لديها يوما طموحات هيمنة. تريد اليونان أن تكون جسرا للنقل وللوجستيات والبرمجيات والطاقة. في هذا الإطار نحن جزء من مشروع طريق الحرير الذي اطلقته الصين، فالصينيون يريدون ان يكون لهم مدخل الى منتجاتهم لأوروبا نحن نريد أن نكون بابا لأوروبا".
وتناول موضوع الطاقة، قائلا: "نحن نريد ان نكون مركزا لأنابيب ولمختلف مصادر الطاقة، ولكل ناقلات الغاز، وهذه المشاريع المختلفة ستسهم في استقرار سياسة بلداننا. ونحن لدينا آلية تعاون مع اسرائيل وقبرص ولقد دعينا للولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في الإجتماع الأخير في اسرائيل واطلقنا مشروع خط أنابيب شرقي المتوسط، وهو سيشكل الأداة الأساسية للنفط والغاز من والى أوروبا. هذا لا يعني استبعاد لبنان وباقي دول المنطقة، نحن نريد ان يحصل تنوع في الطاقة أي ان يكون تعدد في مصادر الطاقة ونحن لدينا انبوب في اذربيجان وآخر نحو اوروبا الشرقية والبلقان ولدينا انبوب شرقي المتوسط".
وقال:"إن الطريق الى هذا الأنبوب ليست محددة نهائيا، ونحن لا نعرف اين ستكون ويجب ان نكون واضحين بأننا نحترم القوانين الدولية وقوانين البحار ولن نخرق البتة حق وسيادة لبنان، البلد الصديق على منطقته الاقتصادية الخالصة".
وتطرق ردا على سؤال إلى التجربة اليونانية في تخطي الأزمة الأقتصادية ولخطة الإنقاذ الإقتصادي وقال: "حاولنا دائما ايجاد توازن بين الإقتصاد التنافسي والبعد الإجتماعي اذ لا يجب انقاذ الإقتصاد على حساب الغاء الشرائح الإجتماعية. ففي الإصلاحات التي قمنا بها أمنا الطبابة لمليونين ونصف مواطن كانوا عاطلين عن العمل وحاولنا مساعدة الشرائح الأكثر فقرا. والآن نعمل على كيفية تنشيط اقتصادينا، من هنا نعمل على بناء نماذج اقتصادية جديدة ترتكز على المزايا التفاضلية التي نملكها ومنها الموقع الجيوسياسي واكبر نسبة من المتعلمين والمثقفين ونحن نحاول اعادة مئات الألاف من المواطنين المتعلمين والموهوبين الذين غادروا الى اليونان".
واعتبر ردا على سؤال عن وضع الإتحاد الأوروبي أن :أحد أسباب نمو النزعة الوطنية في اوروبا هي فقدان الثقة بالمشروع المشترك لبناء اتحاد اوروبي يرتكز على الديموقراطية والحريات الأساسية وحقوق الأنسان والتضامن والمساواة"، لافتا إلى أن "تراجع دور دولة الرعاية الإجتماعية غيب ليس فقط روح التضامن بل زرع الخوف من المستقبل واسباب الأزمة هي في تفكك النموذج الإجتماعي الإوروبي".
ولفت الى "عدم وجود تضامن في ما خص موضوع اللاجئين والمهاجرين، فهناك التزامات قانونية تفرض استقبال اللاجئين ولكن بعض الدول الأوروبية لم تلتزم بها ومن غير المعقول ان يقع عبء النازحين على دول مثل اليونان واسبانيا وايطاليا، بل يجب ان يكون هناك توزيع عادل لكل هذا العبء. لهذا تحدثت عن تشريعات وضرورة ايجاد قوانين اوروبية جديدة عن النزوح".
ودعا الى "بناء نظام مالي اقتصادي عالمي اكثر توازنا لأن تدفق المهاجرين سيكون مضاعفا من افريقيا في المستقبل نظرا لارتفاع نسبة الولادة فيها، فالمطلوب وضع تشريعات وقوانين اوروبية ترتكز على التضامن لمواجهة اسباب تدفق الهجرة".
ولفت أخيرا إلى أن "اليونان تهدف الى ان تشكل نموذجا ل "نروج الجنوبية" في المنطقة، ومن المهم ان نقوم بذلك مع دول اخرى مثل لبنان".
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |