"غدي نيوز" – ترجمة وإعداد سوزان أبو سعيد ضو
قصة وفاء نادرة يجسدها ثلاثة أشقاء ليسوا من بني البشر ولكنهم حيوانات من فصيلة الأسد، بعد أن حكم على شقيقهم الأصغر بالإعدم بعد وقوعه فى فخ قاتل وهو لم يتعدَّ الشهور الأولى من عمره، وظل الطوق الحاد من الحديد الذي وضعه الصيادون في هذه المنطقة يلتف حول عنقه، ويميته تدريجياً بشكل بطيء ومؤلم للغاية، خاصة وأن رأسه ورقبته ظلا يكبران والطوق ظل يضيق فلا هو قادر على تحرير نفسه منه ولا هو قادر على قتل نفسه.
القصة بدأت عام 2009 في غابة بـ"تنزانيا" عندما خرج ثلاثة أشقاء من الأشبال الصغيرة تطوف الأدغال الأفريقية، وإذا بشقيقهم يقع فريسة فخ صياد دون أن يكون بيدهم حلة لإنقاذه، ولكن القدر ورحمة الله التي وسعت كل شيء أرادت لهذا الأسد النجاة فى قصة وفاء نادرة، حيث ظلت أخته وأخوه يطعمانه ويصطادان له ما يتقوت عليه دون كلل أو ملل ثلاثة أعوام متصلة حتى رفق القدر به ووجدته مجموعة منقذين من "الحديقة الوطنية للحيوانات" في تنزانيا.
وقالت جريدة "الدايلي ميل" البريطانية إن المنقذين لم يصدقوا ما رأوه بأعينهم حينما أدركوا أن هذا الشبل المناضل، والذي أصبح أسداً، قضى أياما وليال وهو مقيد في فخ قاتل لثلاث سنوات متتالية، تعرض فيها لكل أشكال العدوى ولم يصطد بها فريسة واحدة، ليخرج سالماً ولكن مصابا بجرح عميق حول رقبته.
وقال ويليام مواكليما المشرف بالحديقة الوطنية وعضو بالفريق الذي عثر على الأسد في الفخ "رأيت ذلك الأسد وهو شبل صغير عام 2009 أي منذ ثلاث سنوات، رأيته وقد لف الصيادون الجائرون حول عنقه طوق حديدي، ولكني حينها لم أتمكن من التوقف بسبب مطاردتي لهؤلاء الصيادين بهدف القبض عليهم، وطبعاً بسبب المساحات الشاسعة للأدغال هنا في تنزانيا، وكان من الصعب وربما المستحيل العودة وإنقاذ الشبل مرة ثانية، وبعدها لم أره مجددا حتى يومنا هذا".
واستطرد مواكليما "لم أصدق عيني حينما رأيته فوجدته حياً بمعجزة، وسلامته من أي عدوى معجزة أخرى، والأهم من كل ذلك إطعام أخوته له وعدم قتلهم له مثلما يحدث عادة فى هذه الحالات فهذه هي المعجزة الأكبر".
وأوضح مشرف الحديقة الوطنية أن جميع الإجراءات الطبية تم أخذها بعد فك الطوق من حول رقبة الأسد، وربما يتعافى ويعود لأسرته واخوته بعد شهور قليلة بندوب بسيطة حول الرقبة.