"غدي نيوز"
حقق برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، نجاحات متعددة في مجال الحفاظ على الصقور المهددة بالانقراض، وذلك بعد مرور 18 عاماً على تأسيسه، من خلال تقنية التتبع الإلكتروني لعدد من الصقور التي يتم إطلاقها عبر الأقمار الصناعية، ومراقبة تحركات وسلوكيات هذا الطائر الذي يحتل مكانة متميزة في تراث الصيد بالصقور في دولة الإمارات، والذي تم مؤخراً الاعتراف به ضمن التراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وشهد شهر أيار (مايو) الماضي إطلاق 66 صقراً في سماء كازاخستان بآسيا الوسطى، بعد أن جُهزت تسعة منها بأجهزة تتبع عبر الأقمار الصناعية.
وتتم متابعة الصقور بعد إطلاقها باستخدام أحدث تقنيات التتبع والمراقبة، الأمر الذي يحافظ على الموقع الريادي العالمي الذي تحتله أبو ظبي في مجال الحفاظ على الأنواع المهددة، وضمت المجموعة التي تم إطلاقها 44 من صقور الشاهين، و22 صقراً حراً.
وتمكن أحد صقور الشاهين من تقديم معلومات قيمة وهامة لبرنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور، حيث قطع الطائر الذي تتواصل متابعته حتى الآن، رحلة ملحمية زادت حتى الآن على 12755 كيلومتراً، حيث انطلق الشاهين من كازاخستان هذا العام باتجاه الشمال الغربي، ليحلّق فوق أراضٍ شاسعة في روسيا، حتى وصل إلى الطرف الشمالي الشرقي منها، ثم قفل عائداً في رحلة الهجرة الشتوية جنوباً، ليمر فوق كازاخستان مرة أخرى، ويواصل طريقه إلى أوزبكستان، التي يوجد فيها حالياً.
معلومات قيمة
كما تتم مراقبة صقر ثانٍ من نوع الصقر الحر، بقي في كازاخستان منذ إطلاقه هناك، وقطع خمسة آلاف كيلو متر حتى الآن. وقد قدمت الرحلتان معلومات جديدة قيّمة حول سلوك الصقور.
وانطلق البرنامج من رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وخاصةً في مجال حماية الأنواع المهددة، حيث كان يؤكد أن ما نتركه من بعدنا هو أهم مما نأخذه، وهو الشعار الذي رسم سياسة حكومة أبو ظبي في مجال الحفاظ على الأنواع الطبيعية الهامة، على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، انطلاقاً من نظرة كلية شاملة لأوضاع هذه الأنواع في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
ويؤكد البرنامج أن البيانات التي تجمع من الصقور التي يتم إطلاقها، هي عامل أساس في وضع استراتيجية طويلة الأمد لتأسيس مجموعات برية مستدامة، تتمتع بالقدرة على الاستمرار في المستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن تثبيت أجهزة التتبع بالأقمار الصناعية تم على خمسة صقور شاهين، وأربعة من صقور الحر. وبعد أشهر على إطلاقها، ما زال صقران من الطيور التسعة يحملان أجهزة تتبع، أما البقية فربما نجحت في التخلص من أجهزة التتبع، أو ماتت، أو تم اصطيادها، أو تعطلت الأجهزة التي تحملها.
ويندرج صقر الشاهين وصقر الحر، ضمن القوائم الخاصة باتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض، حيث يصنف صقر الشاهين، ضمن الملحق الأول للاتفاقية "الأنواع المهددة بالانقراض"، كما لا يزال الصقر الحر مدرجاً ضمن الملحق الثاني "أنواع غير مهددة بالانقراض، لكن يجب تقييد الاتجار بها".
البيان الالكتروني