"غدي نيوز"
ما حدث بالقرب من موقع تشيكسولوب في نهاية دورة عصر الإيوسين المناخي ربما حدث أيضا في أماكن أخرى حول العالم في أوقات أخرى خلال فترة العصر الباليوجيني، والتي امتدت حوالي 43 مليون سنة.
اكتشف باحثو معهد أبحاث علوم الأرض في جامعة كيرتن (Curtin University) الأسترالية دليلا على تغيّر الكائنات الحية الدقيقة، استجابة للتقلبات في مناخ الأرض، بل استجابة كوكب الأرض أيضا وأشكال الحياة فيه لتغيّر المناخ في عالمنا اليوم.
من ناحية أخرى، توصل الباحثون -في الدراسة التي تنشر في عدد ديسمبر/كانون الأول القادم من دورية "إيرث آند بلانيتاري ساينس لترز" (Earth and Planetary Science Letters)- إلى أن الاختلاف في مدار الأرض حول الشمس على مدى آلاف السنين، تسبب في تغيّر مناخ كوكبنا وبيئته.
تأتي هذه النتائج بعد أن قام الفريق العلمي بدراسة جيوكيميائية على الرواسب المسترجعة من أعماق فوهة تشيكسولوب في خليج المكسيك، بواسطة تحليل "الأحافير الجزيئية" أو "المؤشرات الحيوية" لتلك الرواسب المستخرجة من الفوهة.
ووصف العلماء الدراسة بأنها دقيقة ومتميزة، وتعد أول دراسة يتم إجراؤها على المستوى الجزيئي، وتوقعوا أن تشكل خطوة متقدمة لمعرفة تاريخ مناخ الأرض والعوامل الفلكية والجيولوجية المؤثرة على التغيرات المناخية.
ميكروبات الأرض والدورات المدارية
يقول البيان الصحفي الصادر عن جامعة كيرتن في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إن الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو معرفة كيفية استجابة النظم البيئية الميكروبية للدورات المدارية للأرض، ومدى تأثير التغيرات في المناخ على المجتمعات الميكروبية، والتي نتجت عن التغير في دورة الكربون.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور دانلي وانغ من مركز الكيمياء الجيولوجية العضوية والنظائر التابع لجامعة كيرتن "توصلنا في هذه الدراسة إلى أن التغيرات المناخية في الفترة المبكرة من عصر الإيوسين المناخي الأمثل (The Early Eocene Climatic Optimum (EECO))، كانت مرتبطة بالدورات المدارية لكوكبنا حول الشمس، إذ إن ذلك العصر الذي حدث منذ حوالي 50 مليون سنة كان أكثر فترات الأرض دفئا".
ويضيف وانغ في تصريحه الذي تضمنه البيان الصحفي: "وجدنا أن الدورات المدارية التي تتحكم في التغيرات المناخية للأرض، مثل هطول الأمطار والجريان السطحي، تؤدي إلى تغييرات في المجتمعات الميكروبية وظهور تكاثر الطحالب وركود المحيطات، بما في ذلك الظروف السامة في موقع فوهة تشيكسولوب".
مضيفا "تبين لنا من نتائج الدراسة أن التغيرات المناخية كانت قد ارتبطت بالتغيرات في الحركات المدارية التي تغير كمية الإشعاع الشمسي الواصل إلى الأرض، والمعروفة باسم دورات ميلانكوفيتش (Milankovitch cycles)، وهي آلية التغيرات المناخية التي فسرها العالم ميلانكوفيتش عام 1930 بالتغير المضطرد والدوري في زاوية ميل محور دوران الأرض بالنسبة إلى مستوى مدار الأرض حول الشمس".
دراسة متميزة ومتقدمة
من ناحية أخرى، قالت المؤلفة المشاركة في البحث كليتي غريس، مديرة مركز الكيمياء الجيولوجية العضوية والنظائر التابع لجامعة كيرتن، إن الدراسة "دقيقة ومتقدمة ومتميزة، وتم إجراؤها على المستوى الجزيئي لتقديم دليل على وجود صلة بين الاختلافات في مدار الأرض (دورات ميلانكوفيتش) وتأثيرها على البيئات القديمة المحفوظة في سجل الصخور في نهاية فترة عصر الإيوسين المناخي الأمثل".
وأضافت "ما حدث بالقرب من موقع تشيكسولوب في نهاية دورة عصر الإيوسين المناخي ربما حدث أيضا في أماكن أخرى حول العالم في أوقات أخرى خلال فترة العصر الباليوجيني، والتي امتدت حوالي 43 مليون سنة".
المصدر: مواقع إلكترونية + الجزيرة