"غدي نيوز"
انتقدت "جمعية طبيعة بلا حدود" هدم المنزل التراثي للروائي والكاتب أمين معلوف، وعقد رئيسها مؤتمرا صحافيا في مركز الجمعية في مدينة عاليه بعد ظهر اليوم، أشار فيه إلى أن "تهديم البيت التراثي للأديب العالمي أمين معلوف في شارع بدارو نزل على اللبنانيين كالصاعقة".
وقال: "المنظر سيبقى ماثلا في الذاكرة مع تلك الجرافة وهي تعمل على اقتحام أجمل تفاصيل تراثيّة تجسّدها الحيطان العتيقة والكورنيشات المتلألئه، قيمة فنية وتاريخية وانسجام مع محيط أبنية هي توأم لبدايات القرن العشرين، منظر التراث يتهدم بهمجية موصوفة وقرار موصوف يجسّد مرحلة سوداء في تاريخ الوطن حيث وخلال أربعة شهور فقط لا غير أي مائة وعشرين يوما، كانت كافية لمعالي وزير الثقافة أن يغير رأيه ويحول المبنى الذي كان بالنسبة إليه خطا أحمر، وبقدرة قادر وقع إمضاءه الكريم على هدمه! لماذا؟ كيف؟ الدوافع؟ المرامي؟ الغايات؟".
وأضاف: "أصبحنا في عهد موصوف باللامنطق، نفس المبنى انتقل من ضفة إلى أخرى من نعيم الذاكرة والتراث وعبق التاريخ والثروة الإنسانية إلى برج جديدي، خازوق عامودي يشق عنان السماء ويتحدى كل المقاييس والمعايير والحضارات. كل ذلك بشحطة قلم، وأشد ما يؤلمنا أن أحد العاملين في القطاع الأهلي ومن على شاشة التلفزة قال بالحرف الواحد: "تكلمنا مع الوزير فرد بكل بساطة بكلمتين وباللغة الفرنسية : (أنا أسف) أي ثقة ستبقى وأي رصيد سيستمر وأي عبارة ستكفي لتصوير الواقع".
وقال الاحمدية: "هي حرب ممنهجة ضد المباني التراثية لصالح حيتان المال أصحاب الجيوب التي لا تشبع، خصوصا وأن هذا المبنى يعتبر امتدادا لحضارة وصدى لذاكرة وتراث لكاتب كبير عاش فيه وارتبط باسمه "أمين معلوف"، كاتب شرف وطنه وأهله وناسه ودخل إلى اكاديمية الخالدين في فرنسا، فإذا بهم يكرمونه في لبنان بهدم بيته".
وأردف: "المبنى رقم 3696 حكم عليه بالإعدام وهو في حي البارك على طريق الشام، أقسى لحظات العمر أن يتجرأ أحدهم أن يعري وطنه من إرثه الثقافي، ويرتجف الضمير عندما تتحول بيروت التراث والحضارة والذاكرة إلى سلسلة أبراج تراها في الصحراء، وفي المدن الجديدة والعواصم الجديدة البعيدة عن ينابيع التراث، تراها في شوارع هونغ كونغ وسيول وطوكيو ونيويورك وسائر مدن المعمورة ولكن ليس على حساب التراث والثقافة. ماذا سيبقى إذا دمرنا عبق الماضي والذاكرة ؟ وكيف سنستطيع إيقاف هذه الدراما الإغريقية حيث يسير الإنسان نحو هاوية نهايته ينزلق إليها بملء إرادته وهو هائم على وجهه لا ينطق بكلمة".
وختم الاحمدية: "إننا نهيب بمعالي وزير الثقافة أن يراعي ضميره ويتراجع عن هذا الامضاء الذي يعتبر في ذاكرة الأجيال القادمة جريمة لا تغتفر، نهيب به أن يقوم بخطوة تاريخية بالعودة عن قراره وسيحفظها له اللبنانيون، سمعناه يقول كلاما جميلا رائعا في الأونيسكو في حفل تكريم الفنان الكبير وديع الصافي، نتمنى أن نسمع نفس الكلام عن تراثنا وذاكرتنا ووجودنا وكرامتنا، لانه يليق بنا أبدا أن نهدم الماضي ومعه اسم عملاق كبير هو أمين معلوف".