Tuesday, February 7, 2023
هل تساعدنا الحيوانات على التنبؤ بوقوع الزلازل؟
"غدي نيوز"
على الرغم من أن العلماء والخبراء يؤكدون أنه لا يوجد حتى الآن، أي جهاز قادر على التنبؤ بتوقيت حدوث زلزال، أو بقياس أي من المتغيرات التي تحدث في الفوالق الزلزالية، أو غيرها من المناطق، إلا أنه من الثابت أنه عند حدوث أي هزّة أو زلزال حول العالم، (كما حدث اليوم في تركيا وسوريا)، يبدأ التساؤل والبحث عن كيفية التنبؤ به؛ للنجاة من مخاطره، والتعرّض للإصابة أو الموت تحت الأنقاض.
يعود التساؤل بشأن الحواسّ التي تمتلكها الحيوانات، وعمّا إذا كانت حقيقةً قادرة على أن تستشعر الكوارث الطبيعية قبل الإنسان، ولا سيّما أن بعض الناس يؤكّدون أن الحيوانات المنزلية، التي تعيش في البيوت، تستشعر أي كارثة قبل وقوعها بثوان أو دقائق، بينما يؤكّد آخرون أنها لا تبدي أي إشارات قبل الزلازل أو الهزّات أو البراكين.
وفي هذا السياق غرّد رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة IUCN، والحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية - المنطقة 351 فادي غانم قائلاً:"حتى اليوم، لا يمكن لأحد أن يتوقع بشكل موثوق متى وأين سيحدث الزلزال. سمعت العديد من القصص عن سلوكيات الحيوانات قبل الزلازل."
وتابع: "لكن الآن أنا متأكد من ذلك. كلبنا "توغو"، يكتشف العلامات المبكرة للزلزال. لقد بدأ ينبح قبل الضربة الأولى بدقائق، وحذّرنا مرة أخرى قبل الضربة الثانية."
وأضاف قائلاً: "حدث نفس الشيء مع صديقي أسعد سرحال حيث أيقظه هرّه "جيبسي" قبيل الزلزال.
لا توجد كلمات يمكن أن تفسر مشاعري ... بكل احترام."
وطوال عدة قرون، تحدّث الناس عن سلوك "غير عادي" للحيوانات قبيل حدوث الزلزال: الكلاب تنبح باستمرار، والأبقار توقف درّ حليبها، والضفادع تقفز من البرك. وحاول عدد من الباحثين إثبات وجود ارتباط بين حدوث الزلازل وسلوك الحيوانات.
للحيوانات "قدرة خارقة"
وأظهرت دراسة أمريكية حديثة أن للحيوانات "قدرة خارقة" على استشعار الزلازل قبل وقوعها، وأنه يمكن الاستعانة بها إلى جانب شبكات الرصد الأخرى للكشف المبكر عن الزلازل.
وفي دراسة نُشرت نتائجها في دورية Physics and Chemistry of the Earth مؤخراً، أكّد بعض العلماء قدرة الحيوانات البرية على التنبؤ بالزلازل، قبل بضعة أسابيع من وقوعها، الأمر الذي قد يتيح الاستعانة بالكاميرات التي ترصد السكنات والحركات للحيوانات في الدول المعرّضة بصورة متكررة للهزات الأرضية.
وسجّل العلماء، من خلال سلسلة من الكاميرات التي تم تثبيتها في أحد مناطق البيرو، في حوض نهر الأمازون، التغيرات التي طرأت على سلوك الحيوانات قبل ثلاثة أسابيع من وقوع زلزال، بلغت شدته 7 درجات، ضرب تلك المنطقة عام 2011.
وخلال فترة زمنية استمرت 23 يوماً قبل وقوع الزلزال، سجل العلماء 5 حركات أو أقل يومياً لهذه الحيوانات، بالمقارنة بخمس و15 حركة في اليوم، في الفترة السابقة على ذلك.
وقال المشارك في التقرير إن "الحيوانات يمكن أن تساعدنا على فهم التغيرات الدقيقة، والتي تسبق الزلازل الكبرى، من خلال الاستعانة بقدرتها الخارقة على استشعار البيئة من حولها،".
وفي هذا الإطار، يقول المنسق المشارك لبرنامج المسح الجيولوجي الأميركي لمخاطر الزلازل إن الحيوانات يمكن أن تشعر بالزلازل عادةً قبل دقائق فقط من حدوثها. كما رأى أن ما تفعله الحيوانات هو رد فعل، وليس موهبة خاصة، بشأن توقع متى وأين يمكن أن يضرب الزلزال. ويختم بأن "علماء الزلازل يودون أن يكون لديهم نظام إنذار مبكّر للزلازل، لكن لا يبدو أن الحيوانات هي الحل".
وفي سياق لاحق قال غانم في تغريدة أخرى: "كل ما نحتاجه اليوم:"هزة ضمائر" الرحمة والإنسانية لا يتجزأن.
الكارثة كبيرة والوجع أكبر.
تحت هذا الركام، ترقد عائلات بأكملها؛ صلواتنا اليوم لضحايا الزلزال ولشفاء الجرحى وكل الذين ما زالوا عالقين تحت الركام.
و نشر صورة قال إنها "تمثل الوفا والإخلاص بقمة تجلياته." كل الإحترام.
ويفترض باحثو معهد "ماكس بلانك" أن هناك شيئاً آخر، يتسبب باضطراب الحيوانات قبل كل تلك الفترة من الزلزال. وربما يتسبب ضغط الصخور قبل الزلزال بتأيين الهواء، على نحو تستشعره جلود الحيوانات، أو ربما تتمكن الحيوانات من أن تشم رائحة الغازات المنبعثة من ضغط بلورات الكوارتز قبل وقوع الزلزال.
لكن، إلى الآن، من غير المعروف لماذا يحدث هذا التأثير، ويعمل فريق كبير من الباحثين على دراسته، وربما يساعد، يوماً ما، على تطوير أدوات للكشف المبكّر عن الزلازل.
| قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن |