"غدي نيوز"
بدأت الأسود تختفي من غابات أفريقــيا بشكل متسارع، بحسب تقرير صدر مؤخراً عن منظمة بريطانية لمسـاعدة الأسود، أكــد أن هذه الفصيلة شبه المنسيّة في دول غرب أفـــريقيا، نيجــيريا مـــثلاً، باتـــت على حافـــة الانقراض بعد التراجع الهائل في أعدادها خـلال السنوات الماضية.
وبحسب المنظمة، هناك فقط اليوم حوالي 645 أسداً في غابات أفريقيا الشرقية والوسطى. هذا يعني أن الأسود انقرضت في 25 بلداً أفريقياً، وباتت على الحافة في 10 بلدان أخرى، كما يعني أيضاً أن 15 ألف أسد فقط موجــودة اليوم في القارة ككل، مقارنة بـ200 ألف كانت هناك قبل 30 عاماً.
ويعزو أحد المشرفين على الدراسة هذا "التدهور الخطير في حياة الأسود في أفريقيا، وتحديداً غربي أفريقيا" إلى "إهمال هذه الأسود لفترة طويلة من الزمن، وعدم حصولها على برامج الرعاية اللازمة". في وقت حذّر من "خطر الانقراض الحقيقي الذي يداهمها".
ويعتبر التقرير أن التحديات الحقيقية التي تواجهها أفريقيا تتمثل في نسبة الفقر المرتفعة وغياب الوعي السياسي لأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية، فضلاً عن عدم تطور البنية التحتية لسياحة الغابات.
ويأتي التقرير البريطاني بعد مجموعة من الدراسات رفعت الصوت بشأن مصير أسود أفريقيا. وقد وجد بعضها أن حوالي ثلاثة أرباع أسود أفريقيا اختفت في النصف الأخير من القرن الماضي.
وبخصوص نيجيريا، فقد أكد مصدر رسمي يُعنى بشؤون الحياة في الغابات أن أعداد الأسود في البلاد تتراجع بشكل متسارع، من 44 في العام 2009 إلى 34 أسداً حالياً.
وفيما يبـــقى من الصعب تقدير العدد الدقيق والنهائي للحيوانات الذهبيّة المهـــدّدة، لا سيـــما في ظلّ خطر تكـــرار تعـــداد الأسود، يظلّ هنـــاك ما يشبه الاتفاق على أن الوضع خطير للغاية.
وفي العــام الماضي، أعلنت منظمة "خدمات الصيد والحياة الـــبرية" الأمـــيركية، وهـــي تعدّ من أكبر المســـتوردين للأسود التي يتم اصطـــيادها مقابل جــائزة، بأنـــها ستعـــمد إلى فحـــص ما إذا كـــانت هذه الفـــصيلة مـــن الأســـود الأفريقـية مدرجــة ضــمن الفصائـــل المهدّدة.
وفي السياق، يكشف ناشطون أن أكثر من 5600 أسد أفريقي تمّ اصطيادها وتصديرها بين عامي 1999 و2008.
وكذلك يؤكد العاملون في المجال ضرورة إدراج الأسود ضمن أكثر الفصائل المهدّدة بالانقراض، بما يستدعي فرض قيود صارمة على اصطيادها والاتجار بها.
يُذكر أن أسود آسيا، التي لا يتخطى عددها الـ200، مدرجة على القائمة، لكن لا ذكر لأسود أفريقيا.
ويبقى نفوذ اللوبيات المستفيدة من اصطياد الأسود قوياً للغاية، ما يقتضي جهودا مضاعفة وســريعة للنجاح في فرض الرقابة الدولية مع هذه الفصيلة التي تصبح أكثر ندرة مع مضي الوقت.
بتصرف عن "الغارديان"