"غدي نيوز"
منحت فرنسا الفنانة ماجدة الرومي وسام الفنون والاداب الفرنسي من رتبة ضابط في حفل اقيم لهذه المناسبة في قصر الصنوبر في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وزير الثقافة غابي ليون، السيدة منى الهراوي، سفيرة اسبانيا ميلاغروس هيرناندو ايشيفاريا، نقيب المحررين الياس عون، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، الوزير السابق زياد بارود، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب وحشد من الفنانين والاعلاميين والملحنين وعائلة الفنانة الرومي.
وألقى السفير الفرنسي باتريس باولي كلمة أشاد فيها بمزايا المكرمة الرومي، وقال: "انه لفرح كبير لي ان اقيم هذا الاستقبال في قصر الصنوبر لتكريم مؤدية رائعة للموسيقى العربية، سفيرة السلام التي جسدت المثل الوطنية العليا".
وتوجه اليها قائلا: "انت خادمة بحماسة للشعر العربي وعاشقة للغة الفرنسية، وانك من خلال موهبتك وشفافيتك وقناعاتك تقومين بأعمال تهم في التقريب بين الثقافات. ان صوتك اسر اللبنانيين وغير اللبنانيين الذين وجدوا فيك فنانة مصممة على انتصار العيش المشترك".
واشار باولي الى "نشأة ماجدة الرومي في كنف والدها حليم الرومي وبداياتها في برنامج استديو الفن حيث نالت الميدالية الذهبية وباكورتها اغنية "عم بحلمك يا حلم يا لبنان" التي نالت نجاحا باهرا في بداية الحرب اللبنانية. ولكن هذا الحلم تحول الى المأساة، فبقيت ماجدة وطنية مؤمنة بوطنها رافضة ان تراه ينزلق نحو العنف، ولم تكف يوما عن التذكير بصوت العقل من اجل ارساء السلام والحكمة والمعرفة".
وقال: "في هذه المناسبة، اتمنى الوئام والوحدة للبنان ولكل شعوب هذه المنطقة المعذبة".
وتطرق السفير باولي الى اغاني الرومي "الوطنية التي تعبر عن وحدة الشعب اللبناني من "ربيع الحب" الى "بيروت ست الدنيا" و"سقط القناع". ورأى انها "من خلال تأديتها لشعر وقصائد عمالقة الشعراء العرب أضفت على هذه القصائد الروح والحرارة وابرزت جمالية كلماتها وهي استقبلت بحرارة في كل المهرجانات العربية، من جرش ، قرطاج، بصرى، فاس، والاوبرا المصرية".
وعدد الالبومات الغنائية للفنانة الرومي من "كلمات" الى "ابحث عن"، "اعتزلت الغرام" و"غزل". وقال:"كيف نتحدث عن مسيرة الرومي دون الاشارة الى الايمان العميق الذي يسكنها، ايمان كلي لا يتزعزع مكنها من تجاوز الاوقات الصعبة، وهي اصدرت اليوم تراتيل دينية عام 2000 تحت عنوان "قيثارة السماء"و"ارحمني يا الله".
واشار الى تعلق المكرمة بالفرنكوفونية وبفرنسا وباللغة الفرنسية، مشيدا "بمشاركتها في افتتاح دورة الالعاب الفرنكوفونية عام 2009 والديو الغنائي الذي قدمته مع الفنان يوسي ندور اضافة الى وقوفها مرات عديدة على خشبة مسرح الاولمبياد وقصر المؤتمرات في باريس".
وحيا "المرأة الملتزمة المصممة على خدمة السلام المرافقة دون هوادة عن لبنان السيد الحر". وراى "ان كلماتها في ذكرى اغتيال جبران تويني لا تزال تتردد في قلوب العديد من الرجال والنساء: "بيكفي دم، بيكفي اغتيال للاحلام".
الرومي
وبعد ان قلد السفير باولي السيدة الرومي الوسام، ألقت الكلمة الاتية: "أود بداية الاعراب عن عميق امتناني للرئيس فرنسوا هولاند، الذي تمثلونه هنا، والذي شرفني الليلة بمنحي وسام الفنون والاداب الفرنسي من رتبة ضابط".
أضافت: "انها لخطوة رفيعة ان اكون هنا الليلة، في دار سفارتكم الرائعة، الشاهدة على ولادة لبنان الكبير كجمهورية مستقلة".
وقالت: "انني أتلقى هذا الوسام بفخر كبير، وأحب الليلة ان اشاركه مع جميع الذين آمنوا بي منذ انطلاقة مسيرتي: عائلتي ، فريق عملي، المؤلفون والملحنون والموسيقيون والجمهور ووسائل الاعلام ، ذلك ان الفضل في ان اعيش هذا الحدث السعيد يعود اليهم، الى جهود البعض ومهارات البعض الاخر، والخصال الحميدة التي يتميزون بها جميعا. لذلك اسمحوا لي، في هذه الامسية، ان احييهم لما قدموه لي من دعم ظل راسخا خلال كل هذه السنوات الطويلة التي طبعتها بجرائمها تلك الحرب التي كان بلدي ضحيتها".
وأعلنت "انني معهم، رغم الكثير من المعاناة واهوال الآلام والكراهية، وجدت نفسي حاملة لرسالة: رسالة تحرير بواسطة المحبة، ذلك ان ايماني راسخ انه اذا كانت الكراهية تقتل، فالمحبة تحيي".
وقالت: "من مشرقنا الرائع، مهد الحضارات، ومن بلد الارز، موطني الذي علمني معنى القيم، مظهرا لي كل اشكال الجمال ومرسخا في اقتناعاتي كافة حيث جعلني اتوق دوما الى عالم افضل، اود ان أشيد بفرنسا، التي كانت ولا تزال احد مصادر الهامي".
وأكدت ان "فرنسا فيكتور هوغو واميل زولا المناضلة ضد البؤس، وفرنسا تريز دو ليزيو المرتفعة قداسة رغم تجارب الروح، وفرنسا اديث بياف التي غدت انشودة للحب، وفرنسا الوجوه الاخرى الكثيرة التي تتبادر الى ذهني، فرنسا الحرية والمساواة والاخوة، فرنسا حقوق الانسان، والديموقراطية، فرنسا الفنون الجميلة، فرنسا المرسومة بوجوه شتى باتت دائمة الحضور في حياتي، فرنسا الاب بيار والاخت ايمانويل. اقصد بذلك فرنسا نداءات التعبئة كافة، وعلى وجه الخصوص تعبئة الضمائر الانسانية. اولئك الالاف من شبان المقاومة الفرنسية وشاباتها الذين تمكنوا من الوقوف في وجه الطغيان الاذلال والعبودية، والباقين الى الابد، بالنسبة الي ، مثالا للنضال المستميت من اجل شرف الامة بأسرها واستقلالها ووحدتها".
وقالت: "هؤلاء المتمردون الذين ما عرفوا يوما الخضوع رجال ونساء الايمان والفنون، هؤلاء هم الذين اود ان احتفل بهم في هذه الامسية. وها انا اقول لهم عاليا ما سبق ان همسته لهم، تكرارا بصوت خفيض: شكرا لانكم علمتموني ان كل نفس مدعوة الى ان تخلق فجرا جديدا وترتفع في المحبة. شكرا لكم فقد غدوت مطبوعة بعمق مثلكم العليا وها انذا واضعة صوتي، في خدمة لبنان السيد وشعبه الكثير العذابات، وفي خدمة السلام في الشرق الاوسط ومجد الرب".
وختمت: "فيما انا اتلقى هذا الوسام المرموق، اكرر امتناني لفرنسا، فرنسا التي لنا جميعنا، فليباركها الرب الى الابد، ليقدر لصوتي حمل بعض الامل الى الجميع".
وختاما، أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.