"غدي نيوز"
أفرج جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أخيراً، عن مسلسل "المزرعة"، بعد تعنت شديد منها تجاه المسلسل الذي كتبه المؤلف محسن الجلاد، والذي استوحى قصته من حياة القابعين في سجن "مزرعة طرة" من رموز النظام السابق ورجال مبارك المقربين، وهو ما اعتبره الجلاد رقابة سياسية وليست فنية على "المزرعة"، ولكن بعد محاولات عدة استطاع مؤلف المسلسل أن ينتزع موافقة الجهاز للبدء في تصوير حلقات المسلسل المثير للجدل.
وبالفعل بدأ العمل جدياً بالمسلسل بمجرد موافقة الرقابة، حيث تم اختيار معظم أبطال المسلسل، وقد وقع الاختيار على الفنان صلاح رشوان للقيام بدور الرئيس السابق مبارك، كما يقوم الفنان سعيد طرابيك بدور رئيس مجلس الشعب في النظام السابق فتحي سرور، ويقوم الفنان إيهاب طلعت بدور علاء نجل الرئيس، والفنانة رجاء الجداوي بدور سوزان زوجة الرئيس السابق، والفنانة الشابة نسمة جلال لتكون زوجة جمال نجل الرئيس، ويشارك في المسلسل الفنان حجاج عبدالعظيم ولطفي لبيب وعبدالله مشرف وغيرهم ومن إخراج عمرو مكين.
الملاحقة القانونية
وسيتناول المسلسل أسلوب حياة رموز نظام مبارك وعلاقاتهم في السجن من خلال عرض يومياتهم فيه بشكل رمزي، حيث سيتم استبدال أسمائهم الحقيقية بأسماء أخرى للدلالة عليهم وستبدأ أحداث المسلسل مع بداية دخولهم سجن المزرعة، وقد بدأ العمل باستكمال باقي أجزاء الديكور الخاص بالمسلسل، والذي يعتمد أغلبه على زنازين السجن مع بعض المشاهد الخارجية في شرم الشيخ والمستشفى الذي يعالج فيه مبارك.
كما تردد أن المسلسل يحتوي على أسماء بديلة للشخصيات الحقيقية خوفاً من الملاحقة القانونية للمسلسل، حيث سيتم تغيير اسم جمال مبارك إلى "كمال" و"علاء" إلى "بهاء" وتغيير اسم أحمد نظيف إلى "لطيف" وحبيب العادلي إلى "منيب الرفدي" وفتحي سرور إلى "فوزي مسرور" وسوزان مبارك إلى "سهام" وزكريا عزمي إلى "زكي عزام" وهكذا.
رسائل تهديد
وبسبب جرأة العمل وحساسيته لتناوله شخصيات سياسية سابقة، صرّح المؤلف محسن الجلاد بأنه لايزال يتلقى رسائل تهديد لمنع عرض المسلسل، مؤكداً أنه لن يرضخ لهذه التهديدات التي طالت أفراد أسرته أيضاً، وسيستمر في استكمال العمل بالمسلسل الذي حارب من أجله قرابة العامين أجهزة الرقابة، والتي شن عليها الجلاد حرباً شعواء وشكك فيهابسبب عدم موافقتها على المسلسل على الرغم من عدم إبدائها أسباباً فنية واضحة، لمنع عرض المسلسل، ما جعل وزير الثقافة الدكتور صابر عرب يتدخل بنفسه للوساطة بين الجلاد والرقابة للوصول لحل وسط وحل أزمة المسلسل.
كوميديا سوداء
وقال المؤلف محسن الجلاد عن المسلسل لصحيفة "البيان" الاماراتية: "تبدأ أحداث المسلسل بدءاً من نجاح الثورة وتنحي مبارك إلى الزج به في سجن طرة مع بعض رجاله ووزرائه وأفراد عائلته، ليتناولها المسلسل بشكل رمزي كوميدي خفيف، حيث تقوم أحداث المسلسل على (الكوميديا السوداء) من خلال احتكاكاتهم اليومية دخل السجن وأحاديثهم وحواراتهم والتي ستعرض بشكل ساخر وكوميدي، نظراً لأن الأوضاع الحالية لا تحتمل التأريخ أو الجدية بل تحتاج إلى ذلك النوع من الدراما.
وكان الجلاد قد خاض سلسلة كبيرة من الحروب ضد الرقابة الفنية بعد منعها عرض المسلسل، وضد الدكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة آنذاك، واتهمه بأنه ينتمي للنظام للسابق لأنه لم يبد ملاحظات فنية على المسلسل وواجه العمل بالتعنت والمماطلة فقط مع وصول تهديدات من جهات أخرى ضد المؤلف، هذا ما اعتبره تواطؤاً بين جهاز الرقابة والنظام السابق لمنع عرض المسلسل الذي وافق عليه الرقيب السابق لجهاز الرقابة الدكتور علي أبو شادي، وكذلك وزير الثقافة الدكتور صابر عرب الذي حاول مراراً أن يتدخل من أجل تمرير المسلسل.
رقيب
كما اتهم محسن الجلاد الرقيب السابق الدكتور سيد خطاب بأنه لا يفقه شيئاً في الفن والنقد الفني أو الرقابة، وأنه غير كفؤ لمنصب الرقيب الذي يتحكم في الأعمال الفنية ويبدي ملاحظاته عليها، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التي يعترض فيها خطاب على أعمال الجلاد الفنية الأخرى.