"غدي نيوز"
"حروب صغيرة لسلام كبير" هو عنوان الإصدار الرابع عشر ضمن مؤلفات طلاب علوم الايزوتيريك، من تأليف مروان أبي عاد في 80 صفحة من القطع الوسط، منشورات "أصدقاء المعرفة البيضاء – بيروت".
يقدِّم الكتاب وسيلة لتقصّي النقاط البيضاء المستنيرة في الظلمة الحالكة، يعمل عليها الانسان بنفسه، فتتوسّع لتنير كل الظلمات حتى في غمرة الحروب والصراعات التي تطغى أخبارها على كل الأخبار الأخرى.
أهمية هذا الكتاب تكمن في تبيان مسؤولية الانسان تجاه نفسه في كل ما يتعرّض له من صراعات ونزاعات وحتى كوارث، فالحروب الخارجية ليست سوى انعكاس للحروب الداخلية، إذ إنَّها تجسيد لما يعتمل في نفوس البشر من جهل وطمع وحقد وكره وأنانية، تنفجر حروبا وويلات لتوقظ البشر عبر الألم المطهِّر لواقعهم المزري الذي أوصلهم إلى الحرب.
يؤكِّد كتاب "حروب صغيرة لسلام كبير" أن" طلب المعرفة غير مرتبط بالأعمال الايجابية في الحياة، فالتعلّم حتى ممّا يبدو سلبيا في الحياة له الأهمية نفسها، فالتعلّم من الأعمال السلبية كالحروب مثلاً، تكسبنا المقدرة على تحويل الطاقة السلبية المستخدمة في تلك الأعمال إلى طاقة إيجابية في أعمال أخرى".
استقى الكتاب محتوياته من ينابيع الايزوتيريك المعرفية المستقبلية ليؤكّد أن الحروب المستقبلية لن تكون حروبا مدمّرة كما نعرفها اليوم، بل ستكون صراعات فكرية يتقارع فيها المنطق بالمنطق والحجة بالحجة لتقديم ما يفيد البشر وما يساعد الانسان على تطوّره وارتقائه، أي صراع المعرفة ضد الجهل.
وقدّم المؤلف الوسائل المنهجية التي تميّزت بها علوم الايزوتيريك لتحويل الحروب من خارجية مدمّرة إلى داخلية تبني صرح الانسان الداخلي الحقيقي، على قاعدة أن "الأرض مدرسة الانسان، مدرسة الحياة، مدرسة تلقِّن أصول المعرفة وحقائقها".
كما أن الكتاب يُلقى الضوء على مهمّة الانسان الأساسية تجاه نفسه،و يذكّره بأهميته وأهمية العمل على تطوير نفسه وتحقيق ذاته عبر الإرادة الفردية والشخصية القوية ووضوح الهدف، فيقول الكاتب أن "العمل المتوازن على تلك الأهداف هو ما يحقق السلام الكبير الذي ما من فرد إلا ويحلم بالوصول إليه، فتحقيق الأحلام لا يتم إلا عبر الصراعات الداخلية - صراع الايجابيات ضد السلبيات وصراع الوعي ضد اللاوعي، صراعات يخوضها الفرد مع نفسه وفي نفسه لتحقيق ما يصبو إليه، لتحقيق السلام الكبير عبر حروب داخلية صغيرة توصله إلى هدفه".