"غدي نيوز"
يعمل نحو 300 من المسؤولين الحكوميين، والعلماء، وعمال الإغاثة، والناشطين من مختلف أنحاء العالم العربي، في مدينة العقبة في الأردن، على وضع أول منصة إقليمية مشتركة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية.
ووفقاً لأرقام جديدة صادرة عن «مركز أبحاث الأوبئة الناجمة عن الكوارث "CRED"، ومقره بلجيكا، لقي أكثر من 164 ألف شخص خلال العقود الثلاثة الماضية مصرعهم في المنطقة جراء الكوارث الطبيعية، التي تسببت بأضرار تقدر بنحو 19,2 مليار دولار.
ويعترف المتحدثون في المؤتمر بأن المنطقة كانت "محظوظة" في السنوات الأخيرة، إذ لم تشهد حدوث أي من الكوارث الطبيعية الكبيرة، لكن السجلات التاريخية تظهر أن مدناً مثل بيروت ودمشق والإسكندرية كانت قد دمّرت بالكامل بفعل الزلازل.
في المقابل، ففي حين قد لا تكون الكوارث الطبيعية جديدة، إلا أن المخاطر تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب طبيعة التنمية البشرية. وتشير الأرقام الحديثة الصادرة عن "مركز بحوث الأوبئة الناجمة عن الكوارث" إلى أنّ الكوارث الطبيعية كلّفت العالم أكثر من مئة مليار دولار سنوياً على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وحتى الآن كانت الدول العربية بطيئة في اتخاذ تدابير لتحسين التأهب، ووفقاً لـ "مكتب الأمم المتحدة للإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث" أعدّت تسع دول فقط من دول المنطقة الـ22، أو تقوم في إعداد، قاعدة بيانات للخسارة الوطنية الناجمة عن الكوارث.
ويشار إلى أنه لتدارك تداعيات الكوارث الطبيعية، انضمت الدول في العالم في أوائل العام 2005 إلى إطار عمل "هيوغو"، الذي حدد خمس أولويات على مدى 10 سنوات، حتى العام 2015، لكي تقوم البلدان في تعزيز الاستجابات المؤسسية، وإنشاء أنظمة الإنذار المبكر، وتحديد المخاطر، وبناء القدرة على الصمود على جميع المستويات. وكانت هذه المحاولة هي الأولى في العالم لتنسيق من سيكون مسؤولاً لدى وقوع أية كارثة.
في المقابل، فهذا هو المؤتمر العربي الأول حول الحد من مخاطر الكوارث، والمنطقة هي آخر المناطق التي اجتمعت قبل عقد المؤتمر العالمي للحد من مخاطر الكوارث في المدينة السويسرية جنــــيف في شهر أيار (مايو) المقبل، حيث ستــــحاول البلدان وضع استراتيجــــيات القدرة على الـــصمود بعد العام 2015 عندما يتم استبدال إطار عمل "هيوغو" الحالي.
من جانبها، قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث مارغريتا والستروم إنّه في السابق كان الاعتقاد السائد أن مثل هذه الكوارث هي من الأمور التي لا يمكن السيطرة علـــيها كثيراً "فكل ما تستـــطيع فعله هو التعامل مع العواقب الفورية، وإعـــادة البناء، ودفع الثمن وتجاوز المحنة"، مضيــــفة أن الحكومـــات باتـــت تدرك بصورة متزايدة أن الكوارث الكبرى تحدث عندما تضـــرب الأخطار الطبيعية الفئات الضعيفة من السكان التي غالباً ما تكون غير مستعدة.
وتابعت "في الواقع، علــــيك أن تخـــطط لهذه الكوارث، وبالتالي يمكنك التخفيف من آثــارها والتكاليف التي تتكبّدها".