"غدي نيوز"
أنهى الفتى البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم ريَال مدريد الإسباني مغامرة أسود البوسفور غالطة سراي التركي بتسجيله هدفي فريقه، ليصعد به إلى نصف النهائي الثالث على التوالي والرابع والعشرين في تاريخه، رغم انتهاء اللقاء بفوز الفريق التركي بثلاثة أهداف تناوب على تسجيلها العاجيان إيمانويل إيبوي وديدييه دروغبا 58 و72 والهولندي ويسلي سنايدر 71 بينما سجل "صاروخ ماديرا" هدفيه في الدقيقتين 7 و 93 على أرضية ملعب تورك تيليكوم باسطنبول في إياب دور الثمانية للبطولة.
تباين الأداء خلال شوطي اللقاء فبسط الريَال سيطرته على الشوط الأول الذي أحرز فيه هدفاً وأضاع اثنين بأقل مجهود ممكن، بينما امتلك رفاق دروغبا الثاني وسجلوا ثلاثة أهداف وخرجوا مرفوعي الرأس بعدما خذلتهم العودة المتأخرة في اللقاء.
دخل الريَال المباراة وهو يعلم صعوبة موقف منافسه فلعب بهدوء دون ضغوط، ولم يتأخر في الكشف عن نواياه بعدما أضاع الأرجنتيني أنخيل دي ماريا هدفاً مبكراً عندما فشل في استغلال التشتيت الخاطئ للكرة من الحارس موسليرا ليضيع هدف محقق على الفريق الضيف.
مع الهيمنة المدريدية على البداية كان لا بد أن يسجل الريَال وتكفل رونالدو بافتتاح باب التسجيل لفريقه عندما استغل عرضية الألماني من أصل تونسي سامي خضيرة، وحولها داخل الشباك التركية محرزاً هدفه العاشر في بطولة هذا الموسم لتصبح مهمة الفريق المضيف شبه مستحيلة لسابق خسارته بثلاثية نظيفة في لقاء الذهاب الأسبوع الماضي على أرضية السانتياغو بيرنابيو.
دب اليأس في أوصال أبناء المدرب المخضرم فاتح تريم وتركوا الملعب للاعبي الريَال دون ضغوط تذكر اللهم إلا من التشجيع المتواصل من الأنصار، هذه الوضعية أتاحت للريَال الهيمنة دون مجهود يذكر على مجريات اللقاء فتبادل لاعبوه الكرة دون عناء ووصلوا للمرمى أكثر من مرة كان أخطرها فرصة دي ماريا المهدرة بعد تمهيد رائع من رونالدو بالكعب غير أن ماريا سددها برعونة ليخرجها موسليرا إلى ركنية.
الغريب أن الفريق المضيف ورغم احتياجه إلى خمسة أهداف بعد تقدم رونالدو بالهدف الأول إلا أنه لم يكن له أي تواجد في الثلث الهجومي أو حتى محاولة بناء هجمات مرتدة أو مضادة خلال الشوط الأول.
بدأ المدرب التركي فاتح تريم الشوط الثاني بتغيير موفق عندما دفع بالدولي المغربي نور الدين مرابط بدلا من لاعب الريَال السابق وغالطة سراي الحالي حميد ألتنتوب، فسيطر لاعبوه نوعاً ما على منطقة المنتصف وبدأت تظهر أنياب هجومية للمحاولات التركية.
رغم التحسن النسبي في أداء غالطة سراي إلا ان رونالدو كاد ينهي كل شيء عندما أهدر فرصة محققة بعد عرضية متقنة من زميله الارجنتيني جونزالو هيغواين 56 لكنه أضاع الكرة بغرابة خارج القائم الأيمن للحارس موسليرا.
ولأن كرة القدم كل يوم تؤكد أن الفريق الذي لا يسجل لا بد أن يقبل مرماه أهدافاً فبعد الفرصة السهلة التي اضاعها رونالدو جاء الرد سريعا هذه المرة عن طريق العاجي إيمانويل إيبوي الذي سدد كرة هائلة بعد عرضية الهولندي سنايدر، قابلها بوجه القدم لتسكن أعلى المقص الأيمن للحارس دييغو لوبيز 58.
بعد الهدف زادت الرغبة التركية لإحداث زلزال كروي فاشتعلت الرغبة لتسجيل مزيد من الأهداف مدفوعة بزخم جماهيري جبار، وكاد سنايدر أفضل لاعبي اللقاء أن يزيد من غلة فريقه غير أنه فشل في استغلال هفوة الظهير المدريدي كوينتراو الذي مرر له الكرة بدلا من إبعادها فحولها الهولندي بغرابة خارج المرمى 62.
كانت الدقيقتان 71 و72 أكثر دقائق اللقاء جنونا بعدما أحرز الفريق التركي هدفين رائعين عن طريق سنايدر ودروغبا (على طريقة ماجر والخطيب) قربا المستحيل السابع ليصبح ثالثاً لتزيد الدقائق الأخيرة اشتعالاً.
هذه النتيجة زادت البرتغالي جوزيه مورينيو توتراً وقلقاً على فريقه خاصة وهو أكثر العارفين بجنون كرة القدم، فدفع بكريم بنزيمه وأتبعه بالمدافع راؤول ألبيول بدلا من هيغواين وأوزيل الغائب أملاً في بث روح جديدة في أوصال فريقه.
وبينما يحلم لاعبو الفريق التركي بعودة تاريخية وما أكثرها (حدثت في اللقاء المقابل بين دورتموند وملقا) إذا بصاروخ ماديرا يوقظهم من الاحلام بالهدف الثاني بعد عرضية كريم بنزيمه، محرزاً هدفه الحادي عشر هذا الموسم بفارق ثلاثة أهداف عن كل من ميسي ويلمظ لاعب غالطة سراي وينتهي اللقاء بفوز غالطة سراي بثلاثية مقابل هدفين ويخرج مرفع الرأس.