"غدي نيوز"
يبدو أن أزماتَـنا ستبقى عصية على الحل في المدى المنظور... لكن ذلك لا يبرر التراخي وعدم الثبات على قناعات واضحة... بأن لبنان محكومٌ بخيار التوافق بين سائر مكوناته السياسية والطائفية والمذهبية... لنقدم للعالم صورة تعكس الرد الأمثل عن صراع الحضارات... والتصدي لمقولة الفيلسوف الأميركي الراحل صموئيل هنتنغتون التي ضمَّنها كتابه "صدام الحضارات"...
نعم... لبنان الآن ورغم ما يعاني من أزمات سياسية وأمنية... يمثل ردا على صراع الحضارات... فالانقسام العمودي بين سائر قياداته لا يعكس بالضرورة انقساما أفقيا بنفس المستوى بين أبنائه... لان اللبنانيين يتفاعلون في ما بينهم... وقد تخطوا نتائج الحرب...
ولأن لبنان حافل بهذا التنوع الثقافي... فهو يدفع ثمنا باهظا... ذلك أنه يعيش في محيط بعيد عن النظم الديموقراطية الصحيحة... ودائما نرى أن ثمة من يريد تدمير رمزية لبنان... والغاء خصوصيته في وقت تتصارع فيه الافكار في العالم... وتنتج حروبا دائمة...
وسط هذه الصورة... نجد أن أمام اللبنانيين تحديات كبيرة... ليس أقلها أن يقدموا رسالة الى العالم بأن التعايش ممكن بين مختلف الديانات والثقافات... وهذا يتطلب أن تأخذ القوى العلمانية دورها في القرار السياسي... فالعلمانية لا تتناقض أبدا مع الأديان السماوية... وإنما تتكامل معها... في القيم والمناقب... والتطلعات أيضا... طالما أن ثمة هدفاً واحدا يتمثل في تحقيق الأمن والرخاء والعدالة والمساواة... ورفع الظلم والتصدي لمظاهر الفقر والمرض... وايلاء البيئة اهمية استثنائية كقضية كونية... تفترض ملاقاتها أيضا بالعمل والاصرار على انقاذ الكوكب... وتأسيس رأي عام "أخضر" قادر على جبه التحديات الكبيرة التي تهدد وجود الانسان ومصيره...
نتذكر في هذه العجالة ما قاله يوما قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني... "لبنان اكبر من وطن انه رسالة"...
صوتك... ضميرك...
"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"