"غدي نيوز" – اعداد سوزان أبو سعيد ضو
هذا الباندا البني النادر هو دليل حي على انه عندما يتعلق الأمر بالطبيعة فليس ثمة أسود وأبيض فقط. فمقارنة بقريبه الأحادي اللون أو الابيض والاسود، فإن فراء الباندا العملاق والذي اطلق عليه اسم كيزاي Qizai لونه بني مع أبيض مائل للسمرة.
فهذا المخلوق الغريب، هو واحد من السلالات النادرة لا تتواجد إلا في جبال تشينليغ Qinlig النائية في غرب الصين.
وكيزاي هو الباندا الوحيد البني في الأسر والموجود حاليا في مركز أبحاث وإنقاذ الحيوانات البرية النادرة في شانكسيShaanxi Rare Wild Animals Rescuing and Raising Research Center، وكان قد عثر على كيزاي في تشرين الأول (نوفمبر) من العام 2009 وكان بصحبة أمه الباندا ذات اللون الأسود والأبيض وكان عمره شهرين. وهو الباندا السابع بهذه الألوان والذي تم رصده خلال 25 عاما.
ينتمي Qizai إلى سلالة Ailuropoda melanoleuca qinlingensis والتي اكتشفت وصنفت عام 2005. وتعرف هذه السلالة عادة باسم "باندا تشينلينغ" في اشارة الى جبال تشينلينغ المعزولة والنائية، فقد تم رصد هذه الحيوانات منذ منتصف 1980. وباندا تشينلينغ تختلف عن الباندا العملاق ليس فقط في اللون (على الرغم من أن معظمها معروفة باللونين الأسود والأبيض)، ولكن أيضا في أن جماجمها أصغر قليلا وأضراسها أكبر نسبيا.
فوفقا الى تقرير علمي في الدورية العلميةNature.com publication ، فقد فسر وجود هذه الحيوانات النادرة، بعدما سجل أول باندا بالبني والأبيض، والتي اكتشفت في عام 1985 وهي أنثى تدعى "دان دان". واقتيدت إلى الأسر، حيت تم تزاوجها مع باندا عادي أسود وأبيض وأنجبت ذكرا عاديا ذا لون أسود وأبيض. وبعد سنوات قليلة، شوهد باندا آخر بني وأبيض في البرية، جنبا إلى جنب مع أمه السوداء والبيضاء.
والموظفون في مركز أبحاث "شانكسي" حيث يتم الإعتناء بالباندا، يقولون ان هناك الكثير من الباندا البنية الا انها لا تملك إلا بقعا من اللون البني في فرائها، مما يجعل من الباندا "كيزاي" نادرا.
ويقول احد الحراس"لدى كيزاي فروا بنيا تماما، وهو أمر نادر للغاية. فمعظمها لديها بضعة بقع بنية فقط".
ويعتقد الخبراء ان المستعمرة المكونة من 300 من الباندا هي الوحيدة المتبقية في العالم وفي هذه المنطقة بالذات. والباندا ذات اللون البني غير العادي قد تكون عبارة عن مزيج من طفرة جينية ومن النظام الغذائي الذي تتناوله هذه الحيوانات في المناطق الجبلية النائية، ولا يعرف ان كان اطفال كيزاي سيرثوا هذه الخاصية حيث سيتم تزويجه خلال العام المقبل (2014).
"هذه الملاحظات تشير بقوة إلى وجود جين معين ومورثات"، يقولTiejun Wang تايجون وانغ، وهو عالم بيئة مكانية spatial ecologist في إدارة الموارد الطبيعية في جامعة تفينتي انشيده Twente in Enschede في هولندا، وقد عمل في Shaanxi Foping لعقدين من الزمن وزميله البروفسور أندرو سكيدمورAndrew Skidmore.
وقد درس شنغ كوه فانغ Sheng-guo Fang، وهو باحث في جامعة تشجيانغ فى مدينة هانغتشو Zhejiang University in Hangzhouفي الصين، مورفولوجية وعلم الوراثة لباندا تشينلينغ، ولاحظ أن هناك سمة وراثية "متنحية" أي جين أو عدة مورثات، قد تكون السبب وراء هذا الإختلاف، ولكن يضيف أنه يمكن أن تكون هناك عوامل أخرى يُستحق أخذها بعين الإعتبار.
وقد وجد فانغ وزملاؤه أنه في حين أن معظم حيوانات باندا تشينلينغ تبدو طبيعية باللونين الأسود والأبيض، فكثير من حيوانات الباندا العملاقة في المنطقة لديها لمسات من اللون البني في الفراء في صدورها.
وهذا يشير طبقا للباحثين، إلى أنه قد يكون هناك عامل بيئي في منطقة تشينلينغ، مثل المناخ أو مادة كيميائية بيئية معينة، قد تكون مؤثرة على واحد أو أكثر من مورثات التصبغ.
ويلاحظ فانغ أن جبال تشينلينغ "شكلت سلالات من الحيوانات ذات الفراء البني من الثدييات الأخرى، مثل (تاكين الذهبي) وهو نوع من الظباء الشبيهة بالماعز والمهددة بالإنقراض والموجودة فقط في هذه الجبال".
وأشارت الأبحاث الجينية لباندا تشينلينغ أيضا أن هناك الكثير من التنوع في المورثات في سلالة الحيوانات مما يخفف من حدة القلق من التزاوج الداخلي الذي يهدد هذا النوع بالإنقراض.
ويخالفه وانغ وزميله أندرو سكيدمور، فيقولان أن التزاوج الداخلي هو نظرية واحدة حول سبب ظهور الباندا الملونة النادرة التي أخذت تظهر اكثر واكثر، ويمكن أن تكون أحد أسباب تعرض الباندا لخطر الانقراض.
ويشير وانغ ان الباندا تشينلينغ تحمل الجين السائد لفرو أسود وجين "متنحٍ" بني. وهذا يعني أن الفراء البني ممكن أن ينجم فقط عندما يتم توريث هذا الجين البني ذو الصفة المتنحية من كل من الأم والأب.
وإمكانية حدوث ذلك عادة تكون منخفضة جدا، ما لم يرتبط حيوانين بارتباط قرابة وثيق. فالتزاوج الداخلي هو شيء يدعو للقلق. وهو ما يعني أن ثمة حيوانات أكثر من المعتاد تحمل نفس المورثات. وهذا يمكن أن يعني أيضا بأن الكثير من الأفراد داخل مجموعة سكانية معينة تعتمد على نفس المجموعة من الدفاعات الوراثية للتغلب على التهديدات البيئية. وهذا النقص في التنوع الوراثي يزيد من خطر الانقراض. كما يتم تمرير جين "متنحٍ"، ومن هنا فمن المرجح أن يظهر ذلك في المواليد الجديدة، مما أدى إلى مزيد من الباندا البني والأبيض.
في كل الحالات، ففي موقع "غدي نيوز" نتمنى أن نكون لفتنا أنظاركم الى جمال موطننا الأرض وتنوع مخلوقاته. وأن تكون هذه الحيوانات الجميلة هي عبارة عن تطور طبيعي، وأن تتحول الى نوع غير مهدد للإنقراض.
شاهدوا مقطع الفيديو والصور الخاصة بهذا الحيوان النادر
http://www.youtube.com/watch?v=czZGFRm4dsc