"غدي نيوز"
كلنا يعرف المقولة الذائعة "يضع سره في أضعف خلقه"، لكننا قد نستغرب ونفاجأ عندما نعرف أن كائنات رقيقة دقيقة قد تتسبب في الكثير من الأضرار والكوارث. فلكم أن تتخيلوا أن تغرق سفينة شحن أو يتناثر حطامها إذا ما ارتطمت بالشعاب المرجانية، التي هي تلك الأحياء الرقيقة جداً المرهفة، التي تعيش في مياه البحار والتي تمتاز بقيم جمالية عالية، إضافة إلى أنها تمثل عنصراً مهماً وكبيراً من عناصر الجذب السياحي، كما أن لها دوراً كبيراً في تنمية اقتصاديات كثير من البلدان التي تزخر سواحلها بها.
تعتبر الشعاب المرجانية من أهم الكائنات البحرية المكونة للمحيطات الاستوائية في العالم، وهي توجد على امتداد قطاعين رئيسين في العالم هما: المياه غربي المحيط الأطلسي بما في ذلك البحر الكاريبي، والمحيط الهندي الباسيفيكي.
كما تشكل الشعاب المرجانية في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً من المجموعة الكبيرة الموجودة بالمحيط الهندي، ومن ثم هناك عدد أقل من الشعاب المرجانية على امتداد ساحل دولة الإمارات مقارنة بالمناطق الاستوائية في المحيط الهندي والهادي، إلّا انه وفي المقابل فإن التنوع الكبير للشعاب المرجانية في سواحل الإمارات وخصوصاً الجزء الواقع على ساحل خليج عمان يفرض نفسه كواجهة بحرية اقتصادية وقبلة سياحية.
وثمة من يحبون استكشاف هذا الجمال المعقد لعالم اللافقاريات، والمرجانيات ذات الأشكال البديعة والألوان الصاخبة التي لا يمكن أن تزول من ذاكرة كل من ينظر اليها وهي تتربع على عروش البحار الممتدة على الكرة الأرضية، كيف لا؟! والشعاب المرجانية من اكثر البيئات البحرية ملاءمة لإنتاج الأسماك والسلاحف البحرية والطحالب، كما أنها تدخل في تصنيع العديد من الأدوية العلاجية والمضادات الحيوية، ناهيك عن أن مكوناتها قد تتحول عبر الدهور والأزمان إلى مادةِ نفطية بفعل التغيرات الفيزيائية والكيميائية!
ولا ننسى دورها الكبير في حماية المدن الساحلية من أمواج البحر العالية والمدمرة، وإضافة إلى ذلك هناك فائدتها الاقتصادية إذ يتواجد في بيئتها بعض المحار الذي تستخرج منه بعض اللآلئ النفيسة، كما تزخر الشعاب بالأسماك الملونة ذات القيمة الاقتصادية العالية والتي تستخدم في الزينة وتجذب كثيراً من السياح لمشاهدتها.