بمناسبة اطلاق "يوم السلام العالمي" الذي اقرته الامم المتحدة من اجل تعزيز فرص التفاهم والحوار ووقف الصراعات واعمال العنف في العالم، اقيم احتفال بالتعاون مع ادارة كازينو لبنان ممثلة برئيس مجلس ادارته حميد كريدي ومنظم النشاطات والمناسبات العالمية نبيل تابت، منحت خلاله عرابة الحفل السيدة منى الياس الهراوي نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية الوزيرة ليلى الصلح حماده لقب "امرأة السلام في لبنان".
وقد حضر الاحتفال حشد من الوزراء والنواب والسياسيين والفعاليات الاجتماعية والاعلامية والدبلوماسية الى جانب قائد قوات اليونيفيل الجنرال ألبيرتو اسارتا.
بعد النشيد الوطني، وكلمة لعريفة الاحتفال كاتيا مندلق ألقى تابت كلمة اعتبر فيها ان من واجبه كمواطن لبناني ان يحتفل بالسلام في وطنه "هذا العيد الذي تعيده كل دول العالم الا لبنان"، وقال: "كان لبنان قبل الحرب بلد اللبن والعسل والسياحة والفرح، بلد السلام، ويجب ان يعود كذلك".
ونوه برئيس مجلس ادارة كازينو لبنان حميد كريدي الراعي ليوم السلام في لبنان وقال: "اكتشفت منذ سنة تقريبا ان الامم المتحدة اعلنت يوم السلام منذ ثلاثين عاما، موصية بالاحتفال بهذا اليوم بطريقة أو بأخرى. وبما ان كل البلدان تقريبا تحتفل بهذا اليوم ما عدا لبنان، رأيت أنه من واجبي كمواطن لبناني يتمنى السلام لبلده ان انشىء يوما للسلام في لبنان. فقدمت هذا المشروع الى مجلس إدارة كازينو لبنان نيابة عن السيد ميشال فرنيني، الراعي لهذا الحدث (شركة فيراري) ووافق المجلس مباشرة على هذه النقطة وعين نهار السلام في لبنان. والفكرة التي نتمنى اعطاءها هي ان لبنان قبل الحرب كان ارض سياحة وفرح وعيش بسلام اما اليوم فلبنان اصبح يساوي حربا وكازينوهات".
أضاف: "آن الاوان لقلب المقاييس والعودة الى الصفات القديمة للبنان، لذلك قرر رئيس الـ CDL، السيد كريدي ومجلس الادارة ان اتولى هذه المهمة لتحضير برامج احتفالات السنين الآتية. ونعمل الآن على التحضير ليوم السلام العام 2012 تتخللها مسابقات رياضية وتيليتون بالاضافة الى مساندة إعلامية، وهنا يمكن دور الاعلام الذي لا يمكن القيام باي احتفال او اعلان او حدث من دونه، فالبلدان المحيطة بنا ترتكز قوتها على إعلامها، لذا أكرر دائما ان تغطيتكم الاعلامية لاي حدث قدمته حتى الآن هي سبب نجاحه".
وختم: "الآن تغطون حدثا وطنيا الا وهو السلام وليس نبيل تابت او الكازينو، لهذا نرجوكم ان تخصصوا تغطية كاملة لحدث بهذا الحجم وان تجندوا مندوبيكم في العالم للحصول على أخبار هامة هنا وهناك وأن يعملوا لهذا اليوم ولهذا البرنامج على الصعد كافة، اي محليا واقليميا ودوليا".
كريدي
ثم ألقى حميد كريدي كلمة قال فيها: "يسرني في هذه المؤسسة الرائدة في المجالين الثقافي والسياحي في لبنان ان نحتفل الليلة معكم وبمشاركتكم باطلاق اليوم العالمي للسلام في لبنان كما في العالم، وفقا لقرار الامم المتحدة".
أضاف: "انه العيد الذي نتطلع هنا في لبنان للاحتفال به دوما في وطننا، رمز المحبة والاخوة والتعاون والذي يمثل لبنان صورته ويعتبر مثاله، اوليس لبنان من شارك في وضع شرعة حقوق الانسان التي اقرتها منظمة الامم المتحدة؟ ان السلام اساس الاستقرار، والاستقرار اساس الازدهار الذي ننشده واياكم لوطننا ومؤسساتنا الوطنية التي تسهم في عملها في تعزيز السياحة ودعم العمل الثقافي والفني وإبراز الاعمال الاجتماعية التي هي رسالة خير ومحبة، ورواد هذه الرسالة كثر في وطننا انتم ايها السيدات والسادة في طليعتهم".
وتابع: "نحن حرصاء على تفعيل دور كازينو لبنان في المجالين الثقافي والسياحي ومصممون على المضي قدما في رعاية العمل الاجتماعي والاسهام به بفاعلية، وفي ذات الوقت في تكريم رواده ورواد النهضة الفكرية والثقافية والفنية على الصعيدين الاقليمي والدولي، الذين نشروا سيرة وطنهم حيثما حلوا وفي المجالات التي عملوا فيها وعبرها لخدمة لبنان وإنسانه. ويسرنا الليلة ان نشترك واياكم بتكريم طليعة هؤلاء المساهمين في خدمة الانسان في لبنان ورعايته من دون منة ومن دون النظر الى هوية او طائفة او انتمائه السياسي، وعلى رأسهم راعية هذا الاحتفال السيدة منى الهراوي، عقيلة المغفور له الرئيس الياس الهراوي الذي ارسى السلام في لبنان ما زلنا نعيش في كنفه، ولن ننسى اياديها البيضاء ورعايتها لاطفال السكري والتلاسيميا في لبنان".
قال: "يسرنا ان نرحب بمعالي الوزيرة السيدة ليلى الصلح حمادة، نائبة رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية، صاحبة المشاريع الخيرية في أرجاء الوطن كافة. ان هذا التكريم الليلة لابنة الزعيم الوطني الكبير وأحد صانعي الاستقلال الرئيس رياض بك الصلح الذي ضحى بحياته في سبيل الوطن، هو تكريم امراة السلام في لبنان".
أضاف: "ان كازينو لبنان يشهد على الحفلات التي أقيمت خلال السنوات الماضية، إما برعايتها وإما لتكريمها وهذه الحفلات شاهدة لابراز الديناميكية التي تتحلى بها. هذه هي رسالة مؤسستنا ونرجو الله ان يمد باعماركم جميعا ويسدد خطانا لنصرة حقوق الانسان في لبنان. ويهمني ان اوجه التحية الى مؤسسة الصليب الاحمر آملا في إعلاء شأنها".
وختم كريدي: "قبل ان اختم كلمتي، اريد ان اتوجه الى صديقي العزيز، عضو مجلس الادارة الاستاذ ميشال فرنيني، الذي أسهمت جهوده في إنجاح هذا العمل، وهو اضطر اسفا لعدم المشاركة بسبب وفاة شقيقه اليوم، تغمده الله بواسع رحمته. أتمنى على عرابة اليوم العالمي للسلام في لبنان، السيدة منى الياس الهراوي التفضل".
الهراوي
بعد ذلك، ألقت عرابة الاحتفال السيدة منى الهراوي كلمة قالت فيها: "شاء مجلس ادارة كازينو لبنان ان اكون "عرابة اليوم العالمي للسلام" الذي يحتفى به للمرة الاولى في لبنان، في هذه الامسية البيضاء التي تضم عددا كبيرا من الاصدقاء، لذا اسمحوا لي قبل كل شيء ان اتوجه بالشكر والتقدير الى رئيس مجلس الادارة السيد حميد كريدي، والصديق ميشال فرنيني، وان احيي السيد نبيل تابت الذي بادر مشكورا الى اطلاق وتنظيم هذا الحدث، انسجاما مع قرار للامم المتحدة تم التصويت عليه منذ 30 عاما".
وتابعت:"لإحياء اليوم العالمي للسلام في لبنان معان كثيرة، اذ نعيش معا في وطن عانى الكثير من انعدام السلام، وطن توالت على ارضه الحروب والنزاعات المسلحة التي حرمت ابناءه عشرات السنين من الامان والسلام. لست بالطبع هنا في صدد إلقاء محاضرة عن هذا الموضوع وكل ما اود قوله هو انني مثل كل واحد منكم قلقة على الامن وحريصة على السلام في زمن يتخبط فيه محيطنا العربي والعالم بأسره بالثورات والنزاعات السياسية والاتنية والدينية المختلفة".
أضافت: "نتوق جميعا الى سلام النفوس والسلم الاهلي الذي يرتكز على احترام حقوق وكرامة الانسان، الانسان الطفل والمرأة والرجل. ونتوق الى السلام الكامل والشامل المبني على الحرية وقبول الآخر واحترام حق الاختلاف والتسامح والتعايش. لذا فالمطلوب على الصعيد الوطني عمل ارادي يساهم فيه الجميع، ينطلق من تفعيل نشر ثقافة السلام في المدارس والجامعات وعبر الاعلام والاعلان، كيلا يبقى السلام حلما بل يصبح واقعا نعيشه معا ونخلفه لاجيالنا. هذا العمل الارادي الجبار من اجل السلام والعيش المشترك وارساء الوحدة الوطنية تجسده انسانة عظيمة نشأت على ثقافة السلام وحب العطاء. هي الابنة الصغرة لرجل الاستقلال المغفور له دولة الرئيس رياض الصلح. ترعرعت في كنف الاستقلال وتربت على مبادىء الميثاق الوطني وتولت رئاسة مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية واستحضرت مجددا الارث الوطني وأضافت اليه الحس الانساني وعملت على الحفاظ على التعايش السلمي ووطدت الاواصر بين ابناء الوطن الواحد من خلال مشاريع انمائية واجتماعية من دون تمييز طائفي او مناطقي".
وقالت: "الجميع يعرفها من اعمالها وشهادتي بها مجروحة، انها الصديقة الكبيرة معالي السيدة ليلى الصلح حمادة التي تم اختيارها لتكون "امرأة السلام في لبنان".
وختمت الهراوي: "مبروك عليك يا ست ليلى هذا اللقب الجديد، ودعيني اقول لك ان مسيرتك عامرة بجوائز التقدير والاستحقاق، كان احدثها وليس آخرها وسام الارز الوطني من رتبة ضابط أكبر منحك إياه فخامة رئيس الجمهورية. لذا فان الجائزة التي تمنح لك هذا المساء تكبر بك مرتين، مرة لان مجلس ادارة الكازينو اختارك لتلقيها ومرة لانك قبلت استلامها".
بعد ذلك ، تم اعلان رئيسة مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية السيدة ليلى الصلح حماده "امرأة السلام في لبنان" وقد تسلمت درعا تذكارية بالمناسبة.
الصلح
ثم كانت كلمة للوزيرة الصلح قالت فيها :" كلما دعتني الحاجة الى القاء كلمة أثناء حفل عشاء، اتحسب كثيرا لان الناس مساءً لا تستهوي الاحاديث الجدية ولا بعض المدائح الذاتية. اذا عذرا على الكلام ووعدا باختصاره على شرط الاستماع. انه لشرف عظيم لي ان امنح هذا اللقب في الذكرى السنوية العاشرة على تصديق الجمعية العامة للامم المتحدة 282/55على القرار الداعي الى الاحتفال باليوم العالمي للسلام من اجل تعزيز فرص التفاهم والحوار ووقف الصراعات واعمال العنف في العالم. اليوم لن احاضر في السلام السياسي ولن اخوض بمفاهيمه، فهناك منظمات دولية وجمعيات سلمية وحركات معادية للعنف كفيلة به.
وقالت: "لا بد من ايجاد السلام الاقتصادي في التقاسم العادل بين العالمين والترابط بين المنتج والمستهلك على اساس التكافؤ والتعاون وليس بالاحتكار والتسلط. والوجه الاخر للسلام اكد عليه البابا يوحنا بولس الثاني هو الذي يمر عبر سياسة اجتماعية تحقق العدالة الانسانية بين افراد المجتمع. هذا المفهوم الذي نسير عليه في مؤسستنا الانسانية التي اولاني شرف ادارتها الوليد بن طلال يبدأ حيث انتهى به الآخرون اليوم... تعايش سلمي بين ابناء الوطن الواحد، وحدة في القرار ووحدة في المصير بين المسلمين والمسيحيين بين كل الطوائف والمذاهب ووحدة في الحقوق المدنية والاجتماعية".
تخلل الاحتفال لوحات استعراضية وغنائية وموسيقية لتانيا قسيس وعازف البيانو العالمي راوول دي بلازيو والنجمة العالمية أدريانا كارامبو والفرقة الكورية التابعة لقوات اليونيفيل، بعد ذلك هنأ الحضور الوزيرة الصلح على استحقاقها لقب امرأة السلام.