حذرت منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة (الفاو) امس (17-10-2011) بمناسبة اليوم العالمي للغذاء من "استمرار ارتفاع اسعار الغذاء وآثارها على الأمن الغذائي بالدول النامية. . . حيث أدى إلى أكثر من 70 مليون شخص يتخبطون في الفقر المدقع".
وأشارت المنظمة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 25، 1 دولار في اليوم سيكونون مجبرين على التخلي على إحدى الوجبات اليومية عند ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وحذرت من أن عدم استقرار الأسعار يعد تهديدا من "الدرجة الأولى" بالنسبة للسكان الأكثر فقرا في العالم. ورأت أن نقص تمويل الزراعة والنمو الاقتصادي السريع للدول الناشئة وتزايد سكان العالم (80 مليون سنويا) هي كلها أسباب توتر أسعار المواد الغذائية. واكدت ان مواجهة تنوع الأسعار من أجل الحد من تذبذبها والحد من الانعكاسات السلبية لهذا اللااستقرار على الدول والأفراد.
ورأت المنظمة أن استقرار سوق المواد الغذائية مرهون باستثمار أكبر في الزراعة لا سيما بالبلدان النامية حيث يعيش 98 بالمئة من الأشخاص الذين يعانون من المجاعة، وحيث يجب على إنتاج المواد الغذائية أن يتضاعف في آفاق 2050 لتغذية سكان في تزايد. واكدت انه يجب استثمار سنوي صافي قيمته 83 مليار دولار لمساعدة ملايين الأشخاص على الخروج من الفقر في العالم و المساهمة في استرجاع الاستقرار في الأسواق الدولية على المدى البعيد.
ولمناسبة اليوم العالمي للغذاء وجه المدير العام للمنظمة الدكتور جاك ضيوف رسالة اوضح فيها ان اختيار شعار "أسعار الغذاء - من الأزمة إلى الاستقرار" لهذا اليوم في العام 2011 هو لتسليط الضوء على توجه يؤذي فقراء المستهلكين وصغار المنتجين والزراعة بشكل عام، فقد أخذت أسعار الأغذية، التي كانت مستقرة لعقود، بالتقلب بشكل متزايد
واكد ضرورة بذل المزيد من الجهود لمواجهة مشكلة تقلب أسعار الأغذية لا سيما بالنسبة لأولئك الذين ينفقون الجزء الأكبر من مداخيلهم لشراء هذه المواد، وذلك لضمان أن يعودوا من السوق بما يكفي من أطعمة مغذية لأسرهم، مشيرا الى ان ولادة ثمانين مليون شخص سنوياً يفضي إلى زيادة الطلب على الغذاء. ودعا الى صياغة بدائل لما ينبغي القيام به على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية للحد من أثر تقلبات اسعار الغذاء على ما يناهز مليار نسمة لا يحصلون على ما يسدّ رمقهم.
من جهتها حذرت جوزيت شيران، المديرة التنفيذية لبرنامج الاغذية العالمي من ان "واحدا من بين كل سبعة اشخاص يستيقظ كل صباح ولا يدري كيف يمكنه ملء كوبه بالغذاء". وقالت ان ارتفاع اسعار الغذاء دفع نحو سبعين مليون شخص الى هوة الفقر المدقع في عامي 2010-2011.
ولمناسبة اليوم العالمي للغذاء دعت المنظمة الى التوقيع على عريضة للقضاء على الجوع ضمن حملة مليار شخص يعانون الجوع المزمن. واستعان برنامج الأغذية العالمي بنجوم ومشاهير من العالم للمشاركة في حملة "املأ كوبا واطعم طفلا" التي تهدف الى مواجهة تردي الاوضاع الغذائية الناجمة عن ارتفاع اسعار الغذاء... وشارك في الحملة الممثل المصري محمود ياسين والممثلة التونسية هند صبري ولاعبا كرة القدم البرازيليان رونالدو وكاكا.
يذكر ان منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تحتفل بيوم الأغذية العالمي كل عام يوم 16 تشرين الأول (اكتوبر)، الذي يوافق اليوم الذي أنشئت فيه المنظمة عام 1945. والهدف منه: زيادة وعي الرأي العام بمشكلة الجوع في العالم، تشجيع الاهتمام بالإنتاج الزراعي في جميع البلدان، وبذل جهود أكبر على المستويات الوطنية والثنائية والمتعددة الأطراف وغير الحكومية لتحقيق هذا الغرض، تشجيع نقل التكنولوجيا إلى بلدان العالم الثالث، تعزيز التضامن الدولي والقطري في الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية والفقرة، تشجيع مساهمة جماهير الريف ولا سيما النساء وأكثر الفئات حرمانا في اتخاذ القرارات والأنشطة التي تمس ظروف حياتهم، تشجيع التعاون الاقتصادي والتقني بين البلدان النامية.