"غدي نيوز"
بعد اجتماعات ماراثونية في ستوكهولم وافق علماء ومسؤولون حكوميون من أكثر من مائة دولة على تقرير الأمم المتحدة جول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. وكشف مندوبون أن التقرير توصل إلى حقائق جديدة حول المسؤولية عن هذه الظاهرة.
فقد اعتمد علماء ومسؤولون حكوميون من أكثر من مائة دولة يوم الجمعة 27 أيلول (سبتمبر) 2013 تقريرا للأمم المتحدة يبحث نطاق ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. كما اعتمدت الوفود التي تعمل خلف الأبواب المغلقة في العاصمة السويدية ستوكهولم ملخصا من ثلاثين صفحة لصانعي السياسة عقب مشاورات جرت طوال الليلة الماضية.
وتعطي الوثائق ملخصا لأحدث العلوم بشأن درجات الحرارة وارتفاع مستوى مياه البحار وذوبان أنهار الجليد وتأثير ذلك على حياة البشر.
وقال جوناثان لين المتحدث باسم لجنة التعاون بين الحكومات بشأن تغير المناخ للصحفيين في ختام اجتماع استمر أسبوعا في العاصمة السويدية ستوكهولم "اتفقوا على ذلك". ولم يذكر لين أي تفاصيل، لكن مندوبين قالوا إن التقرير أثار احتمال مسؤولية الأنشطة البشرية عن 95 في المئة من ارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف القرن العشرين بدلا من 90 في المئة في تقديرات تقرير اللجنة عام 2007 و66 في المئة في تقرير 2001.
وأضاف المندوبون أن التقرير قال انه من غير المرجح أن يستمر التباطؤ الأخير الذي رصد في هذه الظاهرة.
وقد أعد مئات العلماء تقرير الأمم المتحدة حول الاحتباس الحراري وراجعه مسؤولون حكوميون من أكثر من مائة دولة. ويركز التقرير الذي يحمل عنوانا باسم "التغير المناخي 2013: أساس العلم الفيزيائي" على تغير درجات الحرارة وارتفاع مستوى المياه في البحار وذوبان أنهار الجليد، وكذلك تأثير العنصر البشري.
وفي نيويورك، قالت كريستيانا فيغوريس الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي إن التقرير دعوة لتنبيه العالم، إذ سيظهر أن مؤشرات التغير المناخي يتم التقليل من شأنها ويجب اتخاذ إجراء عاجل.
وأوضحت فيغوريس أن "التقرير سيثبت أن أمامنا تحديا أكبر وأكثر إلحاحا عما كنا نتصور من قبل". فيغوريس أضافت أنها متفائلة بأن نتائج التقرير ستؤدي إلى تحرك أكثر سرعة واتساعا من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة لمكافحة التغير المناخي.
ويعمل باحثون وممثلون حكوميون بعيدا عن الأضواء في السويد لاعداد ملخص من 30 صفحة لصانعي السياسة.
وهذا التقرير هو الأول من ثلاثة يتم الإعداد لها من جانب مجموعات عمل في اللجنة الحكومية بشأن التغير الحكومي (آي بي سي سي).
ومن المقرر أن تعد المجموعات الأخرى باللجنة تقريرا بشأن آثار التغير المناخي وإجراءات تقليل الظاهرة. ومن المقرر أن يتم جمع التقارير الثلاثة في تقرير شامل يصدر في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2014. وسيتم استخدام نتائج التقرير أيضا في المفاوضات الدولية بشأن المناخ.
وتوقع التقرير المزيد من الموجات الحارة والجفاف والفيضانات وارتفاع تدريجي لمنسوب مياه البحار مالم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
واتفقت نحو 200 حكومة على صياغة معاهدة تحت رعاية الأمم المتحدة بنهاية 2015 لمكافحة ارتفاع درجة حرارة اليابسة من خلال التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة وعوامل أخرى.