"غدي نيوز"
 
يكاد لا يصدق ما حدث في مدرسة "التهذيبية" للصبيان في الميناء مع التلميذ الياس كميل الخوري ابن الاثني عشر ربيعاً أثناء متابعته ساعة مادة العلوم في الصف الخامس، والتي تعطيها مدرسته التي أغضبتها ثرثرة الياس مع زميل مقعده، فقررت له عقاباً جماعياً، فرضت خلاله على جميع زملائه القيام بضربه على رقبته براحة أيديهم ما يسمى "بالسحسوح".

سليمان: اتخاذ اجراءات رادعة

وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قضية الاعتداء على التلميذ الياس الخوري، وبعدما اطلع من والدته على تفاصيل الحادثة، طلب من وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال حسان دياب متابعة التحقيقات واتخاذ الإجراءات المناسبة، لأن ما يحصل يندرج في خانة العنف ضد الأطفال كما يسيء الى صورة لبنان وصورة التربية في المدارس، ما يفرض اتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكراره مهما كان السبب.

أبو فاعور: تحقيق تربوي

من جهته، أصدر مكتب الإعلام لوزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور بيانا أوضح فيه أن "أبو فاعور أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير التربية والتعليم العالي حسان دياب لمتابعة قضية الطفل الذي تعرض للضرب في إحدى المدارس الرسمية في طرابلس، مشدداً على ضرورة إجراء تحقيق تربوي لتبيان حقيقة ما حصل واتخاذ الإجراءات المناسبة في حق من تثبت عليهم تهمة الاعتداء الجسدي على الطفل أو السماح به، مؤكداً الأهمية القصوى لملاحقة هذه القضية تأكيداً لحق الأطفال في الحصول على الحماية اللازمة وخصوصاً في المدارس التي يُفترض أنها بيئة آمنة لأطفالنا".

الياس ووالدته يرويان ما جرى

وروى الياس خلاصة ما جرى بقوله: "كنتُ جالساً في الصف أتكلم مع زملائي فرأتني المعلمة وفرضت علي قصاصاً لم أنفذه، فعمدت إلى توقيفي أمام اللوح ودعت زملائي إلى ضربي على رقبتي بأيديهم كل بدوره، أي أنني تلقيت ستة وعشرين "سحسوحاً".
والدة الياس، ماري روت أيضاً ما جرى، مشيرة إلى أن "الياس حاول بداية إخفاء الموضوع بعدم اخباري تلقائياً بما حصل معه، إلا أنني لاحظتُ بعد عودته من المدرسة أن على رقبته آثار كدمات يحاول إخفاءها بقبّة قميصه. وعندما طلبتُ منه أن يريني رقبته رفض مؤكداً بعد أنه كان يمزح مع زملائه ليعترف بعدها بالحقيقة".
وأضافت: "بعد أن أعلمتُ زوجي بالأمر ذهبنا إلى مخفر الميناء، حيث نصحنا بالتوجه إلى دائرة التربية ورفعنا هناك شكوى لدى المدير ووعدنا بأن تأخذ طريقها حسب الأصول القانونية. واليوم تلقيت اتصالاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان استمع خلاله لمجريات الحادث، مؤكداً لي بأنه سيتابع الموضوع إلى آخره".
وعن مطالبها، أكدت ماري أنها لا تريد شيئاً "باستثناء إبعاد مثل هذه المعلمة عن التعاطي مباشرة مع الطلاب نظراً للأضرار الفادحة التي يمكن أن تتسبب بها للطالب وللمجتمع. أنا في البداية أشفقتُ عليها وكنت في صدد التراجع عن الشكوى بعد أن تكلمت معي وقدمت اعتذاراتها لي، ولكن ما حدث بعد ذلك صدمني، إذ إنهم طلبوا مني أن أنكر ما حصل أمام وسائل الإعلام وأن أدّعي أن زملاء الياس هم من تسبّبوا في أذيّته ورفع أي مسؤولية عن المعلمة".

التحقيق مع المعلمة

وخضعت المعلمة، مدرسة العلوم في مدرسة "التهذيبية" الى تحقيق حسب مصادر تربوية في الشمال، تم خلاله الاستماع إلى إفادات الطلاب والإدارة، بهدف إعداد تقرير ورفعه إلى مدير عام وزارة التربية للاطلاع عليه والبت فيه، في وقت جرى توقيف المعلمة عن التدريس لمدة ثلاثة أيام بانتظار صدور نتائج التحقيق.

عن "المستقبل"