"غدي نيوز"
أرسلت البريطانية ألكسندرا هاريس (واحدة من 6 بريطانيين تم احتجازهم في روسيا بتهمة "القرصنة"، عقب تظاهر منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" ضد التنقيب عن النفط في القطب الشمالي)، خطابا إلى عائلتها، ضمنته ما تعيشه من ظروف قاسية. وقد تحولت هاريس إلى رمز للنضال في سبيل الحفاظ على الموارد الطبيعية في القطب الشمالي، وقدمت مع رفاقها نموذجا لهذا النضال.
وجاء في الرسالة:
"والدتي ووالدي وجورجي الأعزاء: إن الأجواء قارسة البرودة الآن، إنها تمطر ثلجا، العاصفة الثلجية تعصف بنافذتي الرديئة المفتوحة، لذلك اضطر إلى ارتداء قبعتي أثناء النوم. أنا قلقة وعصبية من قضاء الشتاء هنا. في زنزاتي يوجد جهاز للتدفئة ولكنه نسيم القطب الشمالي الذي يجعل المكان باردا للغاية. سمعت أنه من كانون الأول( ديسمبر) تكون مورمانسك مظلمة لمدة 6 سابيع . يا إلهي، آمل في أن أخرج قبل هذا الوقت".
وتضيف: "عطلات الأسابيع في السجن هي بالتأكيد أسوأ يومين في الأسبوع. على الأقل أثناء الأسبوع أرى فيه المحامي الخاص بي وأسمع الأخبار. الخميس، قرأت أخيرا بعض الخطابات التي أرسلها الناس لي. كانت لطيفة للغاية، لقد بكيت عند قراءتها. كان واحد منكم هنا. جورجي جعلني أضحك حينما كتب "كوني مبتهجة". ها ها ها! أنا في السجن، ولكني أحاول أن أظل مبتهجة".
وتردف: "الأحد أيضا يعني أنها ليلة اللحم المفروم المقزز، تضحك الفتيات لأنني أعلم جدول الطعام بالفعل. ولكننا نستحم يوميا وهذا جيد. الدش يبدو مثل الشلال. إنه لطيف.
يجب أن أذهب إلى المحكمة الأسبوع المقبل للنظر في دعوتي، التي أصبحت غير مفيدة، لأنهم بالفعل رفضوها. لو كان أي شيء يخرجني من زنزانتي اليوم، وإذا كنت محظوظة، سوف أرى الآخرين. أشعر بالقلق بشأن ما سيحدث. هناك لحظات أشعر فيها بالذعر، ولكن بعد ذلك أحاول أن أقول لنفسي إنه لا يوجد هناك شيء يمكنني القيام به من هنا وما سيكون، سيكون، لذلك فالقلق غير مجدٍ. ولكنه أمر صعب. بالتأكيد مستقبلي لن يتعفن في السجن في مورمانسك، حسنا، وأنا آمل حقا ألا يكون كذلك".
وتتابع: "الحياة في السجن أشبه بالموت البطيء. حتى تتمنى أن تنتهي حياتك، إنه مثل مضيعة لشهرين وأنا حقا آمل ألا يطول أكثر من ذلك. أقول إنني اعتدت على ذلك. أنا أمارس بعض اليوغا. أجد صعوبة في التأمل، رغم وجود الكثير من المخاوف في ذهني، ومتأكدة أنكم تتفهمونها. قناة الموسيقى تساعد كثيرا. أغنية "أنا على قيد الحياة"I Will Survive أسمعها كل ليلة، لذلك أنا وكاميلا سبيزيال Camila Speziale (ناشطة أرجنتينية موجودة أيضا في الحبس)، ننقر على الجدران مع إيقاع الأغنية. التحدث إلى الفتيات كل يوم مفيد للغاية. لا نزال نتمكن من القهقهة، وهو أمر جيد جدا في ظل هذه الظروف. لقد تسلمنا جميعا جهازا معدنيا لتسخين المياه، كنت أعتقد لأيام أنه مشبك مموج. حينما اشتكيت إلى الفتيات إذا كان فريق الدعم يتمكن من إرسال شيء لي أكثر عملية من هذه المشابك، ضحكوا كثيرا. السرير ليس جيدا، لذلك اتطلع إلى التدليك حينما أخرج.
أنا شخص مختلف الآن، أقوى. أبكي أقل، وهو الشيء الجيد. وأنا أقدر ذلك كثيرا للحياة. لن آخذ أي شيء كأمر مسلم به الآن. آمل أن تكونوا جيمعا بخير. وآمل أيضا أن لا تكون الأخبار الموت البطيء. نحاول كثيرا كثيرا ألا نفقد الأمل. أحبكم كثيرا، أليكس".