"غدي نيوز"
حذَّرنا في مرات سابقة من اقتراب موسم قطع الأشجار وبيعها في سوق تجارة الحطب مع اقتراب فصل الشتاء... إلا أن أحدا من المسؤولين لم يعر هذه المسألة أي اهتمام... وها نحن نرى في أكثر من منطقة "مجازر" ترتكب بحق ثروتنا الحرجية... من الشمال إلى الجنوب فالجبل والبقاع...
لا يمكن أن نبرِّر – وتحت أي ذريعة – العبث بثرواتنا الطبيعية... لكن ألسنا في دولة لها سيادة وتسودها القوانين؟...
السؤال لا يمكن مقاربته إلا من خلال الأزمات التي تواجه الدولة... نتيجة الصراعات السياسية والاهتزازات الأمنية... وحال الفساد المستشري... ونحن نعلم أن الكل فوق القانون... وثمة من يغض الطرف عن المعتدين لاعتبارات انتخابية... خصوصا إذا علمنا أن مافيات تجارة الحطب قادرة على اجتثاث مئات الأشجار... دون مساءلة أو محاسبة...
ما يثير الاستغراب بداهةً... أن يعمد نواب إلى رعاية حملات تشجير إعلامية... فيما هم يسهلون لتجار الحطب عملهم... لتجيير الأصوات لهم في الانتخابات النيابية...
وما يزيد الطين بلة... أن سعر صفيحة المازوت وصل إلى سقف الثلاثين ألف ليرة... ما يعني أن الطبقة المتوسطة لن يكون في مقدورها تأمين مستلزمات التدفئة إلا "بشق النفس"... فكيف بالحري الطبقات المعدمة... والمؤسف أن الدولة غائبة عن معاناة الناس وهمومهم... حتى وإن عمدت إلى دعم المازوت فلا أحد يضمن أن يستفيد كبار التجار دون المحتاجين وذوي الدخل المحدود... وثمة فضائح كثيرة في هذا المجال...
المشكلة أننا نعيش خارج منظومة الدولة... وسط مؤسساتها المغيبة... والغلبة لمن يملك السلطة والمال... ويستغل نفوذه لصالح قضايا خاصة... مع غياب الشفافية والرقابة...
والخوف كل الخوف أن نبقى في انتظار أن تؤكد الدولة حضورها في رعاية هموم ناسها... وإلى أن نصل إلى مرحلة الدولة القوة العادلة... قد لا تكون هناك أشجار وغابات وأحراج!!!...
من هنا... نجدد دعوتنا الى التزام "الورقة الخضراء" في الاستحقاق المقبل... لنطمئن لحاضر وغد...
صوتك... ضميرك
"خلي ورقتك خضرا... صوِّت للبيئة بلبنان"