"غدي نيوز"- اعداد سوزان أبو سعيد ضو

من المُنتظر أن يشهد العالم العربي حدثاً فلكياً هاماً ومُثيراً للجدل يكمُن في حدوث كسوف جزئي للشمس او كسوف الشمس الهجين، او المختلط   يستمر إلى ما بعد غروبها في هذا اليوم الاحد الـ 29 من شهر ذي الحجة لهذا العام 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وهو اليوم الذي سيتم فيه تحري هلال الأول من شهر مُحرم من العام الهجري الجديد 1435هـجري وهي ظاهرة نادرة، ولم تحدث منذ 26 عاما، وسبق أن حصل ما يشبه هذا الكسوف عام 2007، فيما سيحدث مثل هذا الكسوف بعد 10 أعوام فقط، أي في عام 2023.
الحدث الفلكي المٌنتظر يُعتبر من الأحداث الفلكية الأكثر إثارة للجدل حيث من المنتظر أن تغرب الشمس مكسوفة نتيجة تواجد القمر بينها وبين الأرض، ويعني ذلك أن القمر سيكون مُشاهداً بوضوح وهو يُغطي جزء من الشمس حتى يغربا سوياً،  وسيمكن مشاهدة القمر أثناء تغطيته للشمس عن مُشاهدة هلال الأول من شهر محرم بما أن قُرص القمر سيظهر و هو يُغطي إضاءة الشمس مع أن الهلال لم يتولد بعد.
فمن المعروف أن القمر يقع على خط واحد مع الشمس لدى حدوث كسوف الشمس التام، وفي هذه الحالة يسقط على الأرض ظل منه، وفي بعض الأحيان تزداد المسافة بين القمر وكوكبنا، ولا يكون بوسعه تغطية الشمس بشكل كامل. لذلك نرى طوقا ساطعا يحيط بقرص القمر المظلم، أما اليوم 3 تشرين الثاني(نوفمبر) فسيشهد نوعين من كسوف الشمس، لذلك يطلق عليه كسوف الشمس الهجين.
وشرح  الباحث الفلكي ومدير مركز الصبّار الفلكي في محافظة الديوانية في بغداد حسن صبّار عن الكسوف النادر الجاصل " هذا الكسوف سيكون آخر كسوف للشمس في هذه السنة، وأن حصوله سيكون بنهاية العام الهجري 1434"، لافتا إلى أن "آخر مرة حدثت مثل هذه الحالة في العالم كان في الـ29 من آذار عام 1987".
واضاف "سبب تسمية هذا الكسوف بالهجين أو أحياناً المركب أو المختلط إلى أنه يتضمن نوعين من الكسوف الأول حلقي والثاني كلي، وسيشاهده العديد من سكان دول العالم والذي سيشاهد مراحله الأخيرة في بغداد والدول العربية بشكل عام على شكل كسوف جزئي".
وتابع "الكسوف سيبدأ في المحيط الأطلسي في منطقة مثلث برمودا والتي تقع شرق فلوريدا وجنوب جزيرة برمودا التي سيحدث فيها الكسوف في الصباح عند شروق الشمس"، لافتا إلى أن "سكان جزيرة برمودا سيشاهدونه في الساعة (7:38) بحسب توقيتهم المحلي شروق غريب للشمس فبدلاً من أن تشرق الشمس على شكل قرص دائري، ستشرق على شكل هلال كبير وذلك بسبب حجب القمر لضوء الشمس من جهتها العليا وستشاهد الجزيرة 80% من الكسوف بسبب أن مسار مركز ظل القمر يقع جنوب هذه الجزيرة".
واضاف "الكسوف سيكون من النوع الحلقي في منطقة مثلث برمودا حيث تظهر الشمس كحلقة مضيئة في وسطها القمر المعتم الذي لم يستطيع تغطية كامل قرص الشمس بسبب بعده النسبي عن الأرض فيظهر الكسوف بهذا الشكل"، مبينا أنه "عند الجهة الشرقية من منطقة مثلث برمودا في المحيط الأطلسي يتحول الكسوف من حلقي إلى كسوف كلي وتحدث ظاهرة حبيبات أو ومضات بيلي وهي ومضات ضوئية أشبه بخرزات لامعة ومتألقة من ضوء الشمس تظهر على حافة قرص القمر عند الكسوف بسبب عبور بعض ضوء الشمس من بين جبال القمر باتجاه الأرض، والتي اكتشفها العالم فرانسيس بيلي 1836".
ولفت صبار إلى أن "ذروة الكسوف ستكون في الساعة (3:47) بعد الظهر بحسب توقيت بغداد وعندها سيكون ظل القمر في المحيط الأطلسي على بعد أكثر من 400 كيلومتر من السواحل الجنوبية لليبيريا وسيريليون الأفريقيتين، ويستمر الكسوف الكلي في هذه المنطقة دقيقة واحدة وست وثلاثون ثانية".
وتابع موضحا أن "أقرب كسوف كلي ستشهده بغداد سيكون سنة 2081 في الثالث من أيلول (سبتمبر)، واقرب كسوف جزئي ممكن مشاهدته في بغداد سيكون في 29 كانون الأول(ديسمبر) سنة 2019، وبأن آخر كسوف حلقي حدث في سماء بغداد كان سنة 1933 في 21 من شهر آب (اغسطس)واستمر لمدة دقيقتان".
وحذر مدير مركز الصبار الفلكي " على الجميع الامتناع مشاهدة أو رصد الكسوف بالعين المجردة، إذ أن النظر المباشر إلى الشمس أثناء الكسوف يسبب العمى الوقتي أو تلف في الشبكية وقد يصل إلى تلف العصب البصري"، داعياً إلى "إتباع شروط السلامة الصحيحة في المشاهدة ورصد الكسوف بصورة آمنة منها استخدام نظارات الكسوف أو استخدام الزجاج المعتم أو النظارات التي يستخدمه الحدادين في عملية اللحام الكهربائي أو استخدام فيلم الأشعة الطبية المستخدم في تصوير كسور العظام أو باستخدام الفلاتر المعتمة الخاصة برصد الشمس".
وظاهرة الكسوف تحدث في نهاية الشهر القمري عندما يكون القمر في حالة محاق ويتوسط بين الشمس والأرض، بشرط أن يكونوا على خط مستقيم واحد بحيث يسقط ظل القمر على سطح الأرض.
هذا وباختصار فان كسوف الشمس يبدأ في الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت "غرينتش" اي حوالي الواحدة وأربع دقائق وثلاثة وثلاثون ثانية بعد الظهر. ويمكن مشاهدته بنسبة متفاوتة بين المناطق الشمالية والجنوبية من جميع البلدان العربية ومعظم دول العالم، وفي أجزاء واسعة من إفريقيا وغرب آسيا وجنوب أوروبا، ومن شرق أمريكا الشمالية والجنوبية ومنطقة المحيط الأطلسي.

 
"وكالات"