"غدي نيوز" – أنور عقل ضو
ليس ثمة ما هو أرقى من تكريم فنان وتخليد اسمه بشجرة أرز، فكيف لو كان التكريم بغابة تضاف إلى قائمة غابات الأرز في لبنان من الباروك إلى تنورين وبشري؟ ويبدو أن بلدة حمانا في المتن الأعلى آثرت أن تتواجد في "جغرافيا" الأرز اللبناني من بوابة الفن والابداع عبر اثنين من عمالقة ساهما في إرساء بنية الفن اللبناني وتحديث التراث والفولكلور وبعث هوية ثقافية للبنان إلى العالم هما عاصي ومنصور رحباني، وقد حلقا في فضاء الكلمة واللحن بالرغم من أنهما لم يدخلا مدرسة لكنهما تحولا بفنهما إلى مدرسة.
صحيح أنه لن تتاح للأجيال الحاضرة أن تنعم بفيء أشجار هذه الغابة، وهنا أهمية هذه الخطوة المستشرفة لغد ولأجيال لم تبصر النور بعد، وهي ستعوض بعضا من تجاهل رسمي، وهنا يبدو القطاع الأهلي أكثر حيوية من الدولة التي تعيش على وقع أزماتها، خصوصا إذا علمنا أن المشروع هو نتاج شراكة بين بلدية حمانا و"التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث" و"نادي روتاري حمانا – المتن الأعلى".
ما تجدر الاشارة في هذا المجال أن موقع الغابة سيكون على جانب الطريق الدولية بين ضهر البيدر والمديرج في أرض مشاع لبلدية حمانا، مطلة على "وادي لامرتين"، فيما على الجهة المقابلة في أعالي ضهر البيدر يبدو مشهد نافر لمقالع وكسارات قضمت أجزاء كبيرة من الجبال وشوهت معالمها، وهنا ثمة مشهدان متناقضان بين من يبني ويزين ومن يدمر ويشوه.
وحسب رئيس "نادي روتاري حمانا – المتن الاعلى" جو قزح فإن "الفكرة انبثقت قبل حوالي السنة بالتعاون مع البلدية والتجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث لتخليد عظماء من لبنان وتم اختيار تسعة من هؤلاء الكبار"، ولفت الى "اننا في حمانا حضرنا الموقع على أرض تابعة للبلدية في اطار الشراكة في ما بيننا ووضعنا مخططا لزرع 30 ألف غرسة أرز لبنانية لتكون غابة الاخوين رحباني".
وأشار الى أن "العمل يتركز الان على المرحلة الاولى اي زراعة الاغراس، ومن بينها زرع شجرة باسم عاصي وشجرة باسم منصور وشجرة باسم الجيش اللبناني وشجرة باسم النادي وشجرة باسم التجمع وبالتأكيد شجرة باسم البلدية فضلا عن أشجار باسم الجمعيات التي ستشارك".
وأكد قزح أنه "ليس المهم أن نزرع وانما المهم ان نحافظ على ما نزرع، ففي لبنان كان لدينا أكبر مساحات خضراء قياسا الى مساحة لبنان ولم نحافظ عليها"، وأضاف: "من أجل ذلك شددنا على زرع الاشجار على مراحل مع وضع أجهزة ري حديثة ومتطورة (الري بالنقطة) وتم تعيين شخص ليكون مثل مأمور الاحراج بالتعاون الدائم مع البلدية والتجمع ليتولى رعاية الاغراس يوميا".
أما المرحلة الثانية من المشروع فتلحظ – حسب قزح "بناء ما يشبه غرفة صغيرة تدور ذاتيا وتبث كل يوم في حدود السابعة صباحا ولفترة نصف ساعة أغاني وموسيقى الرحابنة"، ولفت إلى أن "هذا القسم من المشروع في مرحلته الثانية ما يزال موضع دراسة"، مشيرا إلى أن "الغرفة ستعمل بالطاقة الشمسية مع وجود أجهزة تحويل كهرباء (UPS) وبتقنيات عالية".
ونفى قزح "امكانية تحويل الغابة الى منتجع سياحي"، قائلا: "لان الأرز بحاجة الى عناية، لكن بالتأكيد الغابة ستكون بمثابة موقع بيئي له خصوصية معينة يمكن زيارته والتقاط الصور بمعنى انه لن يكون مشاعا للرحلات وتناول الطعام وما الى ذلك".
وشدد قزح "اننا في مراحل لاحقة سنسعى لتحويل الغابة الى محمية للمساهمة في زيادة المساحات الخضراء من خلال تخليد عاصي ومنصور رحباني".