"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

جاءت الصور الثلاث الفائزة بمسابقة التصوير الفوتوغرافي Green Your Screen السنوية بنسختها الثانية برعاية وزارة البيئة، حاملة نبض الجمال حتى حدود الدهشة، لتؤكد أن الهواية طريقُ الاحتراف، وإن كان من غير الممكن أن نتبين حقيقة أن العين التي رصدت ووثّقت في "ذاكرة" الكاميرا هي عين هاوية، خصوصاً وأن في كل صورة اجتمعت عناصر عدة: الشمس، التراب، السماء فضلا عن توظيف الظل والضوء تبعا لخاصية كل مشهد.
لم تكن مهمة لجنة التحكيم التي ضمت إليها رسام الكاريكاتور والمصور الفوتوغرافي ستافرو جبرا والفنان التشكيلي برنار رنو سهلة، فضرورة الاختيار أقصت صورا رائعة أيضا، ما دفع الجهة المنظمة لهذه المسابقة الفنية والبيئية "شركة جرير – عاليه" لاعتماد الصور العشر الأوائل كصور فائزة، خصوصا وأن عدد المشاركين ناهز الـ 1500 مشترك من 250 بلدة ومنطقة رفدوا المسابقة بـ 3500 صورة وثقت لبيئة وطبيعة لبنان.
برعاية وزير البيئة ناظم الخوري ممثلاً  برئيسة مصلحة التوجيه البيئي في الوزارة المهندسة لينا يموت ومشاركة الفنان جورج خباز، نظمت "شركة جرير" احتفالا لمناسبة توزيع جوائز مسابقة التصوير الفوتوغرافي Green Your Screen السنوية بنسختها الثانية، في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه، وبحضور فاعليات ثقافية وفنية وممثلين عن الجمعيات الاهلية وحشد من المهتمين من مختلف المناطق اللبنانية.
بعد النشيد الوطني وتعريف من الزميل أنور عقل ضو، تحدث باسم الجهة المنظمة المهندس رامي مراد فأشار الى أنه "لا بد للانسان أن يترك بصمة ايجابية صغيرة تلامس الجمال والابداع في بيئة لبنان"، لافتا إلى أنه "من خلال هذه المسابقة ننقل روعة الطبيعة لان للبيئة علينا حق ومن واجبنا السعي دوما للمحافظة على مكوناتها".
وألقت عضو مجلس بلدية عاليه سعدى حليمة كلمة أهالي عاليه عرضت فيها لاهمية المسابقة مؤكد على الموقع الثقافي لعاليه، ولدور المجلس البلدي ورئيسه وجدي مراد في رعاية الثقافة من السمبوزيوم الى افتتاح حديق الفنان عارف الريس. وألقى الفنان جوزج خباز كلمة أكد فيها على اهمية البيئة، مثنيا على المسابقة وأهميتها في رصد جمال طبيعة لبنان. وتحدث باسم لجنة التحكيم الفنان التشكيلي برنار رنو عارضا للمعايير التي اعتمدتها اللجنة في اختيار الصور الفائزة.

كلمة وزير البيئة

وختاما ألقت يموت كلمة الوزير الخوري، قالت فيها: "يؤدي الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية الى استنفاذ هذه الموارد بشكل مضطرد، اذ لا يمكن حماية هذه الثروات من دون تعديل في طريقة الحياة، فالحفاظ على البيئة هو مسؤولية الجميع ابتداء من الدولة والسلطات المحلية والهيئات الأهلية مرورا بالمدرسة وصولا الى البيت، ومن هنا تعتبر التوعية البيئية اداة في غاية الأهمية تهدف الى زيادة مستوى المعرفة والالتزام بالمحافظة على الموارد الطبيعية في البلاد والاستخدام المستدام لها".
واضافت: "في هذا السياق تأتي المسابقة المنظمة من (شركة جرير) كفرصة للشباب للتواصل مع الجمهور لإظهار وكشف جزء من جمال الطبيعة وعظمة الخالق، ولتسهم بتحفيز الشباب على اتباع سلوكيات صديقة للبيئة في سبيل تحقيق تغيير عام في ممارسات المجتمع، وفي صقل مواهب الشباب وبناء شخصياتهم على قاعدة المشاركة في مسؤولية الحفاظ على الموارد الطبيعية باعتبارها مقومات وطنية وبيئية يمكن الحفاظ على استدامتها للأجيال المقبلة، ومن أجل خلق تيار بيئي واسع على مستوى الوطن، يشكل وسيلة ضغط موضوعية للحد من تشويه الطبيعة والبيئة، وضمن هذا الاطار تسعى وزارة البيئة باستمرار الى زيادة درجة الوعي البيئي في لبنان من خلال الرسالة البيئية التي تنشرها في كل اعمالها وعبر مختلف نشاطات التواصل التي تقوم بها".
ورأت يموت أن "لبنان يواجه تحديات بيئية هامة ناتجة عن الإدارة غير السليمة لمواردنا الطبيعية من هواء ومياه وتربة وتنوع بيولوجي، والذي ينعكس سلبا على الصحة العامة والبيئة واستدامة الموارد الطبيعية، كما انه ينعكس على كل القطاعات الإنمائية".
وختمت: "لا اقتصاد سليم دون بيئة سليمة، ولا صحة سليمة دون بيئة معافاة، ولا سياحة مزدهرة دون بيئة نظيفة تجذب السائح. فالبيئة هي احد مقومات الاقتصاد السليم وبقاء الانسان، ومن هنا علينا توحيد كافة الجهود من اجل وقف تدهور وتردي البيئة ومشاركة كل الطاقات من القطاعين العام والخاص بما فيه الهيئات التعليمية والتربوية والاهلية والاعلامية".
بعدها تسلمت يموت درعا تقديرية باسم وزارة البيئة من المهندسين رامي وأمجد مراد، ووزعت دورع تقديرية للفنان جوزج خباز وللفنان رنو وللشركات والمؤسسات الراعية، وقدم الفنان رنو بصفته الملحق الثقافي في قنصلية جمهورية لاتفيا شهادة تقدير لشركة جرير على تنظيمها هذه المسابقة.
ومن ثم وزعت الدروع التقديرية على الفائزين العشر الاوائل، وجاءت النتائج على النحو الآتي:
المرتبة الاولى بيان الباشا (صورة في بلدة الدبية)، المرتبة الثانية مهدي اسكافي (المنارة)، المرتبة الثالثة كامل جابر (القرعون)، المرتبة الرابعة زياد الشوفي (حاصبيا)، المرتبة الخامسة سارة الحلو (شكا)، المرتبة السادسة روني عياش (اللقلوق)، المرتبة السابعة أحمد الفقيه (عاليه)، المرتبة الثامنة خالد طالب (عكار)، المرتبة التاسعة محمد شداد (بعلبك) والمرتبة العاشرة أريج خداج (أفقا).