"غدي نيوز" – إعداد سوزان أبو سعيد ضو

يحظى حيوان الباندا وموطنه الصين باهتمام لا تحظى به أنواع كثيرة من الحيوانات البرية في العالم، لجماله ولطبيعته الهادئة من جهة، ولمخاوف من انقراضه من جهة ثانية، خصوصا وأن ثمة ظاهرة حيرت العلماء لجهة اعراض هذه الحيوانات عن التكاثر بحيث قل عددها في مواطنها الأصلية في بعض مناطق الصين.
وتبذل الصين والعديد من الدول جهودا مكثفة في محميات خاصة لحث الباندا على التكاثر، إن بطرق عادية أو من خلال التلقيح الاصطناعي، فضلا عن أبحاث مستمرة لفهم سلوك هذا النوع النادر من الدببة.
وللباندا شعبية كبيرة في العالم، فهذه الحيوانات المسالمة تشهد تعاطفا جعلها موضع اهتمام الناس، وباتت تشكل رمزية خاصة على مستوى البيئة والتحديات التي تفترض بذل جهود حثيثة لمنع انقراضها.

"باو باو" الكنز الثمين

لذلك لا نستغرب أن تعلن "حديقة سميثسونيان ناشونال للحيوان" في العاصمة الأميركية واشنطن في حفل مهيب يليق بأحد أفراد أسرة مالكة، إطلاق اسم "باو باو" على أحد حيوانات الباندا.
واختير الاسم لصغيرة الباندا الضخمة النادرة بعد استطلاع للرأي أجري عبر الإنترنت وشارك فيه أكثر من 123 ألف شخص.
وقالت حديقة الحيوان إن اسم "باو باو" يعني الثمين أو الكنز بالإنجليزية، وكان أحد خمسة أسماء بلغة الماندرين الصينية عرضت للتصويت عليها في الفترة من الخامس وحتى 22 تشرين الثاني (نوفمبر).
ومن بين الأسماء الأخرى التى كانت مطروحة "لينغ هوا" وتعني العزيزة و"مولان" وهو اسم محاربة صينية جميلة وشجاعة.
وأعلن الاسم بعد مرور مئة يوم على ميلاد الباندا، تماشيا مع التقاليد الصينية لإطلاق الأسماء على الرضع في الصين.
وقال مسؤولو الحديقة في واشنطن، إن الحفل تضمن موسيقى ورقصا كما قدمت الحلوى الصينية.
وأعلن مسؤولون صينيون وأميركيون الاسم معا، وقالوا إن "باو باو" تؤكد التعاون بين البلدين الذي يرجع إلى عام 1972 في ما يتعلق بالحفاظ على حيوانات الباندا العملاقة التي تلقى رعاية استثنائية لمنع اندثارها وانقراضها.

دبلوماسية الباندا

يذكر في هذا المجال أن الصين أطلقت ما بات يعرف بـ "دبلوماسية الباندا"، فهي من خلال هذا الحيوان تسعى الى تمتين علاقاتها الدولية، بحيث تهدي بعض الدول زوجين من الباندا في إطار كسر الجمود في العلاقات مع هذا البلد أو ذاك.
إلا أن معظم هدايا الباندا تكون على سبيل الاعارة لسنوات محددة، وغالبا ما يتابع علماء صينيون أوضاع هذه الحيوانات في الحدائق ومراكز الابحاث الدولية، لما يتمتعون به من خبرة طويلة في هذا المجال، خصوصا اذا علمنا أن الباندا باتت تمثل رمزية خاصة بالنسبة للصين.