"غدي نيوز"
أقامت جمعية "أندية الليونز في لبنان - المنطقة 351"، مساء أمس (10-12-2013)، حفلا تكريميا لفنانين مبدعين، على مسرح مدرسة الحكمة - جديدة المتن، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال كابي ليون وحضوره.
وألقى ليون كلمة قال فيها: "في حضرة الإبداع تستثار المخيلة، وينبض اليراع، ويسيل المداد ليخط وتائر الشموخ والعلى، وليرسم لوحة الحياة المشتهاة كما لو أنها مشهديات بكر، أو كأن نسيم الحرية يمتزج بعبق الولوج إلى الإنسان لاستفزاز فطرته الطيبة واستحضار قيم الحق والخير والجمال فيه. كذا هي حال الذين اختاروا أن يواجهوا الواقع بالوقوع على أجمل تجلياته، وأبهى رؤاه، وأعظم أمانيه. اختاروا أن يستنهضوا الخير، ويقيموا الصلاح، ويرفدوا الفلاح بحبات من عرق الجبين، وبألسنة الهجير تلفح وجوههم، وبألم الاقتراب من أشواك الحياة وهمومها. كذا هو قدر الحالمين المتعبين الساعين الى إيداع توقهم الجميل إلى الأفضل والأحسن والأرقى، عالمهم الافتراضي الساكن أحلامهم والقابع في عالم الإمكان لا المستحيل، وفي حيز الحقيقة لا الخيال".
أضاف: "بمثل هؤلاء تعظم الحياة فيصير لها طعم ولون مختلفان. إذ كيف لعالم أن يستمر وينهض إذا تقطعت أوتار قيثارته، وصمتت كورالية الابداع فيه، بدلا من التماهي مع مبررات الوجود الحي الذي له معنى وقيمة ودور؟ كيف للطبيعة أن تخرس فيها رقرقة المياه وزقزقة العصافير وحفيف الأوراق ورقص الموج وهدأة الليل وصخب النهار؟ كيف للعيش أن يكون اسما على مسمى إذا اجتاحه الركود والخنوع والخضوع، ولم تسرق ظلمته مصابيح الغناء والموسيقى والنحت والرسم والتمثيل ليستغني عن الشمس ويختصر الزمان بنشوة الإحساس بالحياة، مغمورا بغيث الدهشة والإقدام والفرح حتى ولو تولد من رحم الآلام صورة ترتجى وعالما مشتهى؟".
وتابع: "بمثل الأساتذة رفيق علي أحمد وجهاد عقل ونقولا الأسطا وكارلوس عازار وشوقي شمعون وراشد بحصلي، يعظم لبنان وفنه وإبداعه. لبنان الثقافة إن حكى وغنى وخط وعزف وأدى أدوارا على مسرح الحياة من الحياة وللحياة. إليكم أيها المكرمون نتوجه لنعلي الصوت أنكم الصورة الأجمل لوطننا الغالي واللحن الأحلى لحضوره في العالمين".
وختم: "ومهما تقدمنا لتكريمكم وأمثالكم فإننا لا نقدر أن نلحق بالركب الذي به تسيرون، وتقدمون لمجتمعكم من خلاله العنوان والمثال لتاريخ به نعتز ونفخر. تاريخ وأصالة وعمق وتراث الفن اللبناني الذي كانت له أياد بيضاء على الثقافة اللبنانية خصوصا والعربية عموما. بوركت جمعية أندية الليونز الدولية التي تقدمت لتكريمكم، متمنين لكم دوام العطاء للفن والجمال ولبنان".