جولة ميدانية لوزير البيئة في قضاء عكار

Ghadi news

Saturday, June 17, 2017

نتطلع الى حل متكامل للنفايات وأفضل لحماية الغابات

"غدي نيوز"

 

زار وزير البيئة طارق الخطيب محافظة عكار، وجال في العديد من المناطق للاطلاع على ميزات عكار الطبيعية والبيئية والجمالية، والوقوف على احتياجاتها لحل بعض المشاكل القائمة، وخصوصا على صعيد الغابات والأنهر ومكبات النفايات، وإلتقى العديد من الاتحادات البلدية والفاعليات للوقوف على مختلف المشاكل التي تعانيها المنطقة على هذا الصعيد البيئي والحلول المقترحة.

المحطة الأولى كانت في اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع حيث كان في استقباله رئيس الاتحاد أحمد المير ورؤساء البلديات المنضوية في الاتحاد وممثلون للحراك المدني العكاري. ورحب المير بالخطيب، شارحا له تفاصيل الواقع الذي تعانيه هذه المنطقة على غير صعيد ولا سيما ما يتصل بتداعيات أزمة النزوح السوري وما رتبته على مختلف الصعد وخصوصا مسألة النفايات التي تجهد البلديات لحلها ضمن الامكانيات المتوافرة، آملا من وزارة البيئة وباقي الوزارات المعنية "إيلاء هذه المنطقة العناية اللازمة".

وعرض للمشروع الذي يسعى الاتحاد لتنفيذه بالتعاون مع وزارة التنمية الادارية والدول المانحة لانشاء معمل لفرز ومعالجة النفايات تتوافر فيه كل الشروط والمواصفات البيئية والصحية في حرم مكب سرار القائم حاليا.

 

الخطيب

 

من جهته، قال الخطيب: "أعترف بأنني كنت مقصرا مع اهلنا في عكار وكان من الواجب ان نقوم بهذه الجولة فور تسلمي وزارة البيئة انما ضغط العمل فرض هذا التأخير. جولتنا البيئية اليوم هي للاطلاع على الوضع البيئي العام في محافظة عكار وتحديد اسبابه وسبل معالجته بالتعاون مع الجمعيات البيئية والاتحادات البلدية والبلدية وكل الجهات الاهلية، والوقوف على الواقع القائم وإعداد تقرير مفصل عن الاحتياجات وسبل الحل تمهيداً لارسال فرق عمل متخصصة للكشف وإعداد التقارير اللازمة للبدء بالمعالجة".

وخاطب البلديات مشددا على أهمية التعاون، متمنيا "السعي الى تحويل المطالبة الى ملف يتم فيه تحديد المشكلة ومسبباتها وطرق علاجها للتحرك عبر الوزارة ومع مختلف الادارات المعنية وبالتالي عندما نمتلك ملفا متكاملا بإمكاننا تشكيل اداة ضغط اكبر ونكون علميين في مطالباتنا، وزيارتنا اليوم ستكون عملية وسنعمل بدءا من يوم غد على حل هذه المشاكل قدر الامكان لانقاذ عكار من هذه المشاكل التي تعاني منها على الصعيد البيئي، وان وزارة البيئة بتصرفكم للعمل يدا بيد في هذا السبيل".

ثم انتقل الخطيب والوفد الى أطراف مجرى نهر البارد في منطقة جديدة القيطع، مطلعا على احد المكبات العشوائية للنفايات المشكو منه، تبعه لقاء مع اتحاد بلديات جرد القيطع في بلدة حرار ثم زيارة غابة العذر في القموعة اعالي فنيدق ومشروع المنتزه الطبيعي المنوي إنشاؤه، ثم جولة في محمية كرم شباط أعالي القبيات للاطلاع على التعديات الحاصلة وكيفية حمايتها وتطويرها وبعدها الى عندقت لتفقد برج المراقبة لحماية غابات القبيات في اعالي غابة المرغان.
 

وشمل برنامج وزير البيئة محطات متتالية في وادي عودين في بلدة عندقت، ومكب سرار الذي يستوعب القسم الاكبر من نفايات عكار، ومجرى نهر الاسطوان المتأثر بتلوث مجاري الصرف الصحي، ثم بلدة مشحا حيث معمل فرز للنفايات هو الاول من نوعه في الشمال.

وفي السادسة مساء لقاء موسع في اتحاد بلديات الشفت لمناقشة مشكلة المزروعات التي تروى من مياه الصرف الصحي لبعض القرى واستعراض المشاكل البيئية في هذه المنطقة، والختام زيارة لدارة وزير الدفاع يعقوب الصراف في كرم عصفور.

وفي كلمة ألقاها خلال الجولة قال وزير البيئة: "إنه من دواعي سرورنا أن نأتي الى عكار، الى هذه الارض الطيبة الصامدة، الى الاصالة الوطنية، وأمثولة العيش المشترك، فلعكار دين كبير في أعناقنا جميعا، بل لها حق علينا أن نعمل للايفاء به في شتى الميادين الانمائية والاجتماعية والحياتية" مؤكدا "أن قطار معالجة الملفات البيئية لن يتوقف ما دام هناك من يرتكب جرائم في حق البيئة، والدولة عازمة على مواصلة التصدي للملفات الشائكة والمزمنة، حرصا على صحة المواطنين وسلامتهم، وصونا للطبيعة المميزة لهذا البلد التي تعتبر ثروتها القيمة بعد إنسانه".

وقال: "نتطلع اليوم الى معالجة ملف النفايات الصلبة، وذلك عبر حل متكامل وشامل لكل المناطق بلا استثناء، وفي موازاة ذلك، تنشىء وزارة البيئة المحميات الطبيعية التي وصل عددها الى 14 محمية طبيعية بموجب قوانين، باعتبارها الوسيلة الوقائية الناجحة للحفاظ على موردنا الطبيعية، إضافة الى محمية كرم شباط في عكار بموجب قرار عن وزير البيئة ليصبح عدد المحميات الطبيعية 15. وإننا نعول على الفائدة الوطنية التي يمكن ان يجنيها بلدنا، من خلال إقرار مشروع قانون للمحميات الطبيعية، سعيا الى زيادة عددها وصونا لثروتنا الخضراء والتنوع البيولوجي الذي تنطوي عليه. وحيث ان الحرائق تعد من الاخطار الاساسية التي تهدد الرقعة الخضراء في لبنان وخصوصا في المناطق الأكثر عرضة لها، وخصوصا في المناطق المهددة على سفوح سلسلة جبال لبنان الغربية المغطاة بالرقعة الخضراء ذات الاشجار الورقية والصنوبرية التي تظهر في شمال لبنان، حيث تبين نتيجة الاحصاءات خلال عام 2016 ان 24 حريقا قضى على مساحة حوالي 327 هكتار من الرقعة الخضراء في قضاء عكار، ناهيك عن عمليات قطع الاشجار المتكرر للاشجار المعمرة في هذه المنطقة".

واضاف: "أعدت وزارة البيئة استراتيجية وطنية لإدارة حرائق الغابات في لبنان التي تهدف الى إدارة أفضل للرقعة الخضراء والحد من نسبة الحرائق بالاضافة الى تطوير إمكانيات الحماية والوقاية وتفعيل إجراءات المكافحة وإعادة التأهيل، كما استحدثت في العام 2016 شبكة لمراقبة نوعية الهواء تتألف من 18 محطة لقياس مستوى الانبعاثات في المناطق الأشد تعرضا للتلوث، و5 محطات لرصد الاحوال الجوية للتنبؤ بمخاطر حرائق الغابات، إذ تم تركيب جهاز لرصد الاحول الجوية خلال هذا العام في منطقة حرجية في عندقت - عكار".

وتابع: "إن الغطاء الاخضر هو الثروة الحقيقية للبنان، نظرا الى أبعاده السياحية والبيئية والمائية، وما يشكله من عامل للاستدامة للموارد الطبيعية والحيوانية. وبقدر ما ننمي هذه الثروة ونحافظ عليها، بقدر ما نساهم في ديمومة هذا الوطن واشراقته.اننا مدعوون جميعا إدارات حكومية وسلطات محلية وهيئات مجتمع مدني الى التعاون من أجل مواجهة التلوث الذي يصيب العناصر الاساسية لمكونات العيش والمشاركة في كل ما من شانه المحافظة على طبيعة لبنان واستدامة موارده".

 

الوكالة الوطنية للإعلام

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن