الطبيعة وقوانينها ترفض السدود!

Ghadi news

Tuesday, June 20, 2017

الطبيعة وقوانينها ترفض السدود!

*الدكتور سمير زعاطيطي

 

سؤال عن مياه اﻷنهار التي تذهب الى البحر، طرحه أحدهم طالباً إجابة حيال هذا الموضوع.

سيدي اقترح عليك التمعن قليلا في ما تقول عن هدر مياه اﻷنهار في البحر.

تريد ان تعرف؟

بإمكانك سؤال الخبراء اذا كانت مياه اﻷنهار تذهب هدرا.

لقد خلق الله الطبيعة على احسن ما تكون، وتطورت قبلنا ومرت بمراحل عديدة.

اﻹنسان كان آخر من شرّف على كوكب اﻷرض، ومن يومها بدأ الخراب في البيئة الطبيعية ودمارها على يد هذا المخلوق الوحيد من ضمن مجموع مخلوقات الله من نبات وحيوان.

لنفترض جدﻻ انك تريد منع هدر مياه اﻷنهار.

هل تعلم ان مياهها عكرة على مدار السنة ﻻ تصلح للشرب؟ أين ستخزنها؟ على سطح اﻷرض؟ بأي كلفة؟ هل سينجح خزن مياه النهر على السطح؟ ام انها ستتسرب الى العمق الصخري من جديد؟

ﻻ يمكن للإنسان مواجهة الطبيعة وقوانينها، بل عليه السير معها واﻹستفادة منها.

بمعنى ستظل الطبيعة توزع المياه بين سطحية وجوفية مهما فعلنا.

ومن ثم، هل تعلم بأن تقرير اﻷمم المتحدة للتنمية يقول بان 3/4 ثروة لبنان المائية هي جوفية، تسير ببطء داخل مخازن جوفية صخرية كربوناتية قاسية ومشققة، اسمها "مخازن كارستية".

هل تستأهل السدود كل هذا؟

نعم ﻷن وراءها "سدود مالية" جرارة سينفذونها في انحاء لبنان.

انا كنت اساذا جامعيا لفترة طويلة وباحثا على اﻷرض ايضا، واتعامل مع الصخر دائما، لذا ﻻ تتردد في سؤالي، فلن يزعجني الأمر البتة.

ولكن أضيف إنهم يقبضون ثمن تلويثهم البلد، ويريدون بعدها تنظيف البلد، كما لوثوا الليطاني بغض النظر من القوى السياسية وقوى اﻷمر الواقع، ورصدوا مؤخرا 1100 مليار لتنظيفه، وهو لم يكلف هذا المبلغ ولم يعد ينفع احدا.

 نفخونا بالقول اطماع اسرائيل بالليطاني "حدا بيجيب التلوث والمياه الحاوية للسموم من كل اﻷنواع".

ليتهم يزيلون السد ويوقفون المهازل المالية والمائية الحاصلة في بلد الديون الطائلة التي سيشاركنا أصحابها حتما، كما حصل في معظم البلدان  المدينة للبنك الدولي مثل اﻹكوادور في النفط والغاز المكتشف حديثا.

 

*خبير هيدرولوجيولوجي في علوم المياه الجوفية 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن