"غدي نيوز"
كشفت دراسة صدرت أمس (22-1-2014)، عن انتقال التلوث الهوائي بكميات كبيرة من الصين إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الهادئ، مما يجعل المشكلات الصحية والبيئية إحدى أبرز "العوارض الجانبية المؤذية للطلب الأميركي المتزايد على البضائع الرخيصة المستوردة من الصين".
وجاء في الدراسة، التي أعدها فريق من الباحثين الصينيين والأميركيين ونشرتها "الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم"، أن "سلفات الأسيد المسبب للأمطار والناجم عن عملية إحراق الوقود المتحجر في الصين يشكل ربع التلوث من السلفات في غرب الولايات المتحدة في بعض الفترات من السنة". وأشارت إلى أنّ "مدناً عدة كمدينة لوس أنجلوس تحصل في كل عام على يوم إضافي من الضباب بسبب غازات أوكسيد النيتروجين ومونوكسيد الكاربون المنبعثة من المصانع الصينية".
وقال الباحث المشارك في الدراسة ستيف دافيس إن "الولايات المتحدة تعمد إلى التصنيع في الصين تجنباً للتلوث على أراضيها، ولكن يبدو أن بعض هذا التلوث يعيده المحيط الهادئ إلينا ليؤرقنا من جديد"، مضيفاً أن "ما بين 17 و36 في المئة من التلوث الهوائي في الصين مرتبط بالصناعات المحلية المخصصة للتصدير والتي يذهب خمسها إلى الولايات المتحدة تحديداً".
وإذا كانت الدول المجاورة للصين، كاليابان وكوريا الجنوبية، عانت خلال العقدين الأخيرين من الغيوم الضارة الآتية إليها من الصين، التي عمدت إلى التضحية بالقوانين البيئية من أجل نموها الاقتصادي والصناعي، إلا أن الدراسة الجديدة أظهرت أن "الملوثات الهوائية، كالكربون الأسود الذي يلعب دوراً هاماً في التغيير المناخي ويؤدي إلى الإصابة بأنواع عديدة من مرض السرطان وأمراض القلب والرئة، ينتقل إلى مسافات بعيدة بفضل الرياح العابرة للقارات المعروفة بالرياح الغربية".
وكان التلوث العابر للمحيطات شكل لسنوات عدة مدار بحث في المباحثات الدولية العالمية المتعلقة بالتغير المناخي، التي طالبت فيها الصين الدول المتقدمة بالمشاركة في تحمل عبء انبعاثات الكربون التي تحدثها مصانعها والناجمة، بحسب رأيها، من "إنتاج البضائع التي يطلبها الغرب".
واعتبرت الدراسة أن "ما توصلت إليه يؤكد أن المسائل التجارية يجب أن تلعب دوراً في المباحثات العالمية الهادفة إلى الحد من التلوث"، مضيفة أنّ "التعاون الدولي للحد من انتقال التلوث الهوائي عبر المحيطات يجب أن يواجه أولاً تحدي الاعتراف بضرورة المشاركة في تحمل المسؤوليات بين الدول المصنعة والدول المستهلكة".
ويشكل التلوث البيئي اليوم في الصين أحد أبرز المشكلات التي تواجهها الدولة في ظل تململ شعبي "من النموذج الاقتصادي" الذي يقوم بتلويث الهواء والماء والأرض. وكانت السلطات الصينية قامت بعدة مشاريع لمحاربة التلوث لم تؤت ثمارها بعد.