"غدي نيوز"
أهرامات الجيزة ، تاج محل، مدينة ماتشو بيتشو (القلعة الضائعة)، كلها مواقع ضمن قائمة التراث الإنساني لليونيسكو. وتتنافس الكثير من الدول لضم مواقع داخلها للقائمة لما في ذلك من فوائد معنوية واقتصادية.
وتوجهت أنظار العالم لمدينة سان بطرسبرج الروسية لمتابعة اجتماع لجنة التراث الإنساني العالمي باليونيسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة). وحظي 26 موقعا بشرف الانضمام للقائمة وكان من بين هذه المواقع مبنى أوبرا بايرويت الألمانية ليرتفع بذلك عدد المواقع الألمانية على القائمة إلى 37 موقعا.
وتقسم اليونيسكو المواقع التي تضمها للقائمة إلى قسمين منها الثقافية والطبيعية فكاتدرائية كولونيا أو مدينة مراكش على سبيل المثال تعد أمثلة على المواقع الثقافية أما متنزه "يلوستون" في أميركا و شلالات فيكتوريا في قارة أفريقيا فتأتي ضمن المواقع الطبيعية.
السد العالي وراء فكرة اللجنة
وكان مشروع بناء السد العالي في مصر خلال ستينيات القرن الماضي هو السبب الرئيسي وراء تشكيل لجنة التراث الإنساني باليونيسكو، فعندما قررت الحكومة المصرية آنذاك بناء السد العالي كان هذا الأمر يشكل تهديدا لمعبد أبو سمبل. وانطلقت وقتها حملة لتجميع 80 مليون دولار بهدف تفكيك معبدي أبو سمبل ونقل الآثار إلى مواقع أعلى لحمايتها. وأعلن رسميا عن لجنة التراث الإنساني في اليونيسكو عام 1972.
وصدرت أول قائمة للتراث الإنساني عام 1978 ضمت وقتها 12 موقعا من بينها كاتدرائية مدينة آخن في غرب ألمانيا.
وحول الهدف من هذه القائمة يقول ديتر أوفنهويزر من لجنة اليونيسكو الألمانية: "الفكرة الرئيسية تعتمد على وجود أماكن لها قيمة كبيرة للإنسانية كلها وبالتالي لا يمكن ترك مصير هذه الأماكن في يد الدول المعنية وحدها".
رقصة التانغو وعيد النيروز على قائمة التراث الإنساني
أطلقت اليونيسكو على مر السنوات العديد من البرامج فهي اليوم لم تعد تهتم بالأماكن الطبيعية أو الأثرية فحسب بل إن المخطوطات القيمة وموسيقى الأفلام صارت أيضا ضمن قائمة التراث الإنساني.
وسبق واختارت اليونيسكو عيد النيروز الفارسي ورقصة التانغو الأرجنتينية وفن الجاجاكو للأناشيد اليابانية الطويلة ضمن التراث الإنساني.
مزايا اقتصادية ومعنوية للإدراج على القائمة
وتتنافس العديد من الدول سنويا لدخول القائمة بأحد المواقع المميزة الأمر الذي يجعل الدول تتحمل عبء إكمال الاستثمارات والأعمال الورقية المعقدة من أجل دخول المنافسة. والفوائد التي تجنيها الدول من دخول القائمة ليست معنوية فحسب بل هي مادية أيضا فإدراج اسم موقع على القائمة يعني جذب المزيد من السائحين وبالتالي حدوث انتعاش اقتصادي.
وعن هذا الأمر يقول أوفنهويزر: "إدراج اسم أي موقع على القائمة يجعله يظهر بشكل مفاجئ في كافة الأدلة السياحية".
لكن هذه القائمة لا تخلو من الجدل السياسي أحيانا لا سيما وأن معظم المواقع المدرجة عليها موجودة في أوروبا في حين أن ربع المواقع فقط في دول نامية.
الشطب من القائمة ممكن أحيانا
الإدراج على قائمة التراث الإنساني لليونيسكو ليس أبديا إذ تم حتى الآن شطب موقعين من القائمة وهما محمية المها في سلطنة عمان بسبب تقليص حجم المحمية ووادي الإلبة في دريسدن بسبب بناء جسر في حوض نهر الإلبة.
وأثار قرار شطب الموقع الألماني الكثير من الاستياء في ألمانيا حيث تدخلت في النقاش شخصيات شهيرة أمثال جونتر جراس الذي رأى في شطب الموقع الألمانية خطورة على سمعة ألمانيا الثقافية.