"غدي نيوز"
تتعرض أميركا الوسطى لموجة من الجفاف، سببتها ظاهرة "النينو" المناخية التي أتت حتى الآن على الآلاف من رؤوس الماشية وباتت تهدد محاصيل الذرة والفاصوليا في دول تشكل الزراعة مورداً أساساً فيها.
وقبل أيام، ذكر مسؤولون في وزارة الزراعة في غواتيمالا أن "كثراً من المزارعين فقدوا محاصيلهم وكل ما كانوا يدخرونه لقوتهم وكثير منهم يبكون".
ويبدو أن نيكاراغوا أكثر الدول تأثراً بظاهرة "النينو"، إذ اعتبرت حكومتها أن البلد يواجه أسوأ موجة جفاف منذ عام 1976. وبدأ موسم الحصاد في أيار (مايو) ويستمر حتى الشهر الحالي. ووفق الاتحاد الوطني للمزارعين ومربي المواشي، فإن المرحلة الأولى منه لم تثمر شيئاً. إضافة إلى ذلك، أتى الجفاف على 2500 رأس ماشية في هذا البلد فيما تُعتبر 700 ألف أخرى عرضة لمصير مماثل.
في هندوراس، ينتظر السكان المطر بين منتصف أيار وآخر تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن موسم المطر تجاوز نصفه ولم تهطل قطرة ماء. وأصابت أضرار الجفاف 70 في المئة من مزروعات الذرة و45 في المئة من الفاصوليا، وتهدد بذلك 72 ألف عائلة تعيش على الزراعة، ما دفع السلطات إلى إعلان حال الطوارئ في أجزاء من البلد.
وتؤكد السلطات في السلفادور أن البلد فقد 10 في المئة من محاصيل الذرة، فيما تتحدث غواتيمالا عن أزمة تصيب 120 ألف عائلة وخسائر بقيمة 45 مليون دولار.
وفي كوستاريكا، بلغت خسائر المزارعين حتى الآن 16 مليون دولار، وتكبد مربو المواشي ثمانية ملايين. وإلى الجنوب أكثر، تصل آثار الجفاف إلى كولومبيا التي تعاني من نقص في المياه أسفر عن نفوق 30 ألف رأس ماشية.
وتسجل ظاهر "النينو" مرة كل سنتين على الأكثر، وقد لا تتكرر قبل سبع سنوات أحياناً. وكانت "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" التابعة للأمم المتحدة حذرت من أن إمكان وقوعها هذا العام تصل إلى 80 في المئة.
وتؤثر هذه الظاهرة بشدة في المناخ العالمي، وتتمثل بارتفاع درجة حرارة المياه في المحيط الهادئ. والمرة الأخيرة التي سُجلت فيها هذه الظاهرة كانت بين عامي 2009 و2010.
وقال الباحث في "معهد علوم الأرصاد الجوية" في كوستاريكا، لويس فرناندو ألفارادو ما نراه حالياً هو من نتائج ظاهرة "النينو" التي تتفاعل فيها حرارة المحيط مع الجو، فعندما ترتفع حرارة المحيط تنتقل إلى الجو، وتسبب تغيرات في الرياح والأمطار في دول أميركا الوسطى والساحل الغربي لأميركا الجنوبية. ويعزو بعض الخبراء الجفاف إلى قطع الغابات. ففي 2011 أعلنت الأمم المتحدة أن تصحر الغابات في أميركا الوسطى، انتقل خلال 20 سنة من 54 ألف هكتار إلى 74 الفاً سنوياً.
واتخذت سلطات دول المنطقة إجراءات طارئة منها استيراد الذرة من الولايات المتحدة والمكسيك والفاصوليا من إثيوبيا. وعمدت هندوراس إلى تقنين الطاقة الكهربائية، إذ إن مخزون المياه فيها في أدنى معدلاته. وتسعى سلطات دول أميركا الوسطى إلى التوصل لسياسة لمواجهة هذه الظاهرة التي تضرب بلداناً يُعد أكثر من 60 في المئة من سكانها البالغ عددهم مجتمعين 42 مليوناً، تحت خط الفقر.