"غدي نيوز"
أن تلعب أمام البرازيل فهذا حدث هام بحد ذاته، سيظل يذكره التاريخ. أن تخسر أمام منتخب بحجم البرازيل ليس كارثة، إنه نواة منتخب الأحلام في "مونديال روسيا 2018" حتى لو خيّب المنتخب الأول آمال عشاقه من كل حدب وصوب عندما سقط على أرضه في المونديال الأخير.
الخسارة ليست نهاية المطاف، حتى لو كانت فرضية، فهي محطة يجب الاستفادة منها والتأسيس عليها للمرحلة المقبلة، ومواصلة مسيرته الإعدادية والاحتكاك بمنتخبات ذائعة الصيت كالمنتخب البرازيلي، لأنه كلما رفع القيمون على الكرة اللبنانية شعار التحدي كلما ساهموا في عملية التطوير.
أما أن تتعادل مع منتخب البرازيل الأولمبي، فهنا بيت القصيد وحكاية التعادل ( 2ـ 2)، في المباراة الودية الدولية التي أقيمت على استاد الغرافة في قطر، علما أن المنتخب البرازيلي فاز على منتخب قطر (7 - صفر)، وعلى منتخب فلسطين (5 - 2).
إذاً العبرة في حجم التجربة والاستفادة منها وليس في النتيجة، خصوصا أن المباراة أدت مفاعليها الايجابية على أفضل ما يرام، لأن المنتخب البرازيلي أفلت من الخسارة بهدف قاتل سجله أراوجو (88)، وفي وضع مثير للشبهة، كما ألغى الحكم الكويتي عباس الشمري هدفا لحسن معتوق بدعوى التسلل.
وقد تكون هذه المباراة الأفضل لمنتخب لبنان على كل الصعد، ويجب أن تشكل حافزا للمضي قدما في عملية البناء، من دون التأثر بغياب أي لاعب، كما حصل عندما لعب بغياب علي حمام وبلال نجارين، لا بل تجرأ المدرب جيانيني بإشراك الصاعدين غازي حنينة وحسين ابراهيم للمرة الأولى، كما سجلت المباراة استعادة محمد غدار لحاسة التسجيل، فضلا عن تألق الحارس لاري مهنا وأمامه خط الدفاع بأكمله لتحمله وزر الهجمات البرازيلية الضاغطة.
واللافت أن الهدف البرازيلي المبكر الذي سجله أدمسلون براغا في الدقيقة الثالثة لم يثبط عزيمة اللاعبين اللبنانيين، على الرغم من السيطرة البرازيلية التي مالت للاستعراض بوجود نخبة من اللاعبين الذين سيصنعون تاريخا جديدا لبلاد "السامبا" وفي مقدمهم لاعب "برشلونة" أدملسون رافينيا والمهاجم الفذ براغا، فاشرأب محمد غدار وتلاعب بثلاثة لاعبين وسجل هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، بطريقة مشابهة الى حد ما لأسلوب المدرسة البرازيلية ليدخل التاريخ من بابه الواسع ويفرض هيبة المنتخب الوطني على منتخب "السيليساو" في الشوط الثاني الذي قلب فيه الموازين رأسا على عقب عندما نفذ عباس عطوي ركلة حرة على طريقة المدرب الايطالي جوسيبي جيانيني فمررها عرضية الى نجم المنتخب حسن معتوق الذي سجل هدف التقدم (53)، مجبرا المدرب البرازيلي على إجراء أربعة تبديلات للخروج سريعا من هول الصدمة، وعبثا حاول النفاذ الى مرمى مهنا دون جدوى، وتعددت الركلات الركنية ولم تفت عضد الدفاع، الى أن جاء الهدف الملتبس في الدقيقة (88).
عن "السفير"