"غدي نيوز"
نعم للقبل أصول، فحتى لو اعتبر البعض أنّ فعل التقبيل هو فنّ بحدّ ذاته، حيث لا قواعد ولا دروس، وحيث العاطفة هي الآمرة الناهية، إلا أنّ آداب اللّياقة أو ما يعرف بـ"الإتيكيت" تفرض شروطاً معيّنة، قد تختلف بعض الشيء من مجتمع الى آخر، إلا أنّها تحددّ كيفيّة التقبيل من دون الخروج عن اللّياقة والوقوع في مواقف محرجة أو مضحكة.
قبلة على الخدّ الايمن، فقبلة على الخدّ الايسر، وقبلة أخيرة على الخد الايمن مجدّداً. هي ثلاث قبلات تميّز سلامنا في لبنان، باستثناء سلام العشّاق وسلام الجدّة الحارّ وقبلاتها المفعمة بالاشتياق التي لا تنتهي، قبل أن تعرض عليك آخر طبخاتها وحلويّاتها ومونتها وكلّ ما يوجد داخل برّادها.
أما في الولايات المتحدة الاميركيّة، فالتقبيل بمعنى السّلام يرتبط بالمجمل بالعائلة والاصدقاء المقرّبين، وهو عبارة عن قبلة واحدة فقط على الخد الايمن مع تربيت على كتف أو ظهر الاخر. في فرنسا، تضاعف القبلة الى قبلتين، الاولى على الخد الايمن والثانية على الايسر، كذلك الامر في إيطاليا. وفي إسبانيا والبرتغال، يتقدّم الرّجال لتقبيل النساء بينما يصافحون الرجال.
وبالانتقال الى شرق آسيا، وتحديداً الفيليبيّن، فإنّ التقبيل عادة في المجتمع، إلا أنّه يقتصر على ملامسة الخديّن مرة واحدة ومن دون قبلات. عادات سلام الشّعب الرّوسي لناحية التّقبيل تشبه عادات اللبنانيّين، والسّلام يترجم بثلاث قبلات أيضاً.
هذه لمحة عن عادات بعض البلدان في التّقبيل، أما "الاتيكيت"، فهي تفرض شروطا ونصائح معيّنة يجب معرفتها واتّباعها في حياتنا اليوميّة وهي تتلخّص بالآتي:
-لا تقبّل أشخاصاً لا تعرفهم أو التقيتهم للمرة الاولى، ولا تقبّل في مكان عملك، خصوصاً في اجتماعات ولقاءات العمل. تقبيل الغرباء، أو الذين ترتبط معهم بعلاقة سطحيّة غير مرحّب به على الاطلاق، وهنا المصافحة قد تكون أكثر من كافية.
-أما بالنسبة الى تقبيل الاصدقاء والاقرباء، فالقبلة الاولى هي دائماً على الخد الايمن، وليس العكس. خرق هذه القاعدة قد يوقعك في موقف محرج أو في قبلة على الفم عن طريق الخطأ، وقد تتمنّى حينها لو تختفي كالاشباح.
-احرص على أن تكون قبلتك صامتة ومن دون لعاب. المؤثرات الصوتيّة ممنوعة على الاطلاق كقبلات الاجداد والجدّات، التي، ورغم كونها من أكثر القبلات حبّاً وصدقا، إلا أنك تجد نفسك بعدها باحثاً عن أقرب علبة محارم.
-قد يكون كابوس البعض الدخول الى صالة كبيرة، حيث يتواجد عدد كبير من الاشخاص، الابتسام، الشهيق ثم الزفير والانطلاق بماراثون مصافحة وتقبيل الجميع. وهنا الاتيكيت توضح أنّه يمكن الابتعاد عن التقبيل في هذه الحال، لأنّ الامر قد يستغرق وقتاً طويلاً وقد تتحوّل المصافحة والسلام الى مشهد مضحك أو مزعج للبعض. بالاضافة الى أن تقبيل بعض الاشخاص وتجنّب آخرين سيكون أمراّ غير لائق.
-إن كنت لا ترغب بالتّقبيل عند السلام، يمكنك الميل قليلاً ومد اليد مباشرة الى الطرف الآخر. وفي هذه الحال، من المستحسن أن تقوم بهذه الحركة بسرعة، وهي مفّضلة عند النّساء لأنّ الرّجل سيضع نفسه والشخص المقابل له في وضع محرج إذا ما مدّ يده رفضاً لقبلة المرأة. ومن قد يرفضها؟
-أما قبلة اليد، وهي قد تكون القبلة الوحيدة التي لا يمكن أن ترفضها أيّ امرأة، فلها قواعدها أيضاً. على الرجل النظر في عينيّ المرأة، من ثم الانحناء والامساك بيدها وتحويل نظره اليها. وهنا المفارقة أنّ ذقنه هو الذي يجب أن يلمس يدها وليس شفتيه. وتعبّر هذه القبلة عن درجات عالية من اللّياقة والاحترام.
قبلة الهواء: وكما يدلّ اسمها، هي عندما نقبّل الهواء، واضعين خدّنا على خدّ الاخر. وهي تأتي بين المصافحة وقبلة الشفتين على الخدّ، وهي أقلّ حميميّة من القبلة العاديّة. يمكن اعتمادها في الاعياد والمناسبات الرسميّة والاعراس والحفلات، وتلجأ اليها النساء على وجه الخصوص حرصاً على الحفاظ على التبرّج.
قبلة في الهواء، قبلة على الخدّ، وقبلة على اليد أو حتى على الشفتين... على اختلاف أنواعها يبقى الصدق القاعدة الاساس للتقبيل في المجتمع ولأيّ علاقة ننسجها في حياتنا. ورغم تحديد السادس من تمّوز يوماً عالميّاً للقبل، إلا أنّنا طبعاً لن ننتظر حتى هذا اليوم... فلنقبّل بعضنا وفق الاصول في مختلف الفصول!
عن الــــMTV