بحث

الأكثر قراءةً

راصد الزلازل الهولندي يحذر

اخر الاخبار

راصد الزلازل الهولندي يحذر

علماء المناخ يحذرون من أن انبعاثات الوقود الأحفوري ستبلغ مستوى مرتفعا جديدا

مؤشرات علمية.. 2024 العام الأشد حرارة في التاريخ

روسيا.. ابتكار مواد جديدة تحارب جفاف التربة

الأمم المتحدة: نقص التمويل يعيق جهود التكيف مع تغير المناخ

عصفور الـ "بو بليق" صديق البيئة... وآكل الحشرات

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Tuesday, November 11, 2014

عصفور الـ "بو بليق" صديق البيئة... وآكل الحشرات
غانم: لمواجهة فوضى الصيد وحماية الانواع المهددة

desloratadin dubbel dos desloratadin cena desloratadin yan etki

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو

ما زال عصفور الـ "بو بليق" يستوطن ذاكرة اللبنانيين وان انحسر تواجده مع الصيد الجائر حتى باتت مسالك هجرته مساحة للموت، فيما لا يزال جذلِاً في القصص الشعبية دون خوفٍ من بنادق الصيادين وشِراكهم، ويبقى هناك عصياً على الموت، حاضراً بعبق الأيام الجميلة، في حكايا الفلاحين ومروياتهم، ومنه اقتبس الكاتب أنطوان غندور في الثمانينيات من القرن الماضي المسلسل التلفزيوني "بو بليق" من بطولة أنطوان كرباج وإخراج الياس أبو رزق.
تراجعت أعداد هذا العصفور بشكل كبير منذ أكثر من عشر سنوات، وتناقصت أسرابه المهاجرة، حتى أن كثيرين من المواطنين أكدوا لـ "غدي نيوز" أنهم ما عادوا رأوا منذ سنوات عدة الـ "بو بليق" إلا نادرا، وهو عصفور يؤثر المناطق الصخرية وسهل صيده كونه يبقى على الصخور دون تمويه حيث  لا توجد أشجار، إلا أن ليس ثمة من يعلم ما إذا كان هذا العصفور بدل من مسار هجرته، وهذا ما حذر منه خبراء بيئيون لجهة أن الصيد الجائر ساهم في تغيير مسار هجرة أنواع عديدة من الطيور، أو أن الأمر على صلة بتناقص أعداده عالميا، على ما تؤكد مصادر علمية دولية.
ويشير عاطف الدبس (صياد سابق) إلى أن الـ "(بو بليق) غالبا ما كانت تطل أسرابه الأولى في شهر أيلول (سبتمبر) ومطلع تشرين الأول (أكتوبر)"، ويضيف: "في هذه الفترة ما عدنا نشاهد هذا العصفور، ومن يمارسون الصيد لا نرى في جعبتهم أنواع كثيرة من الطيور المعروفة ومن بينها (بو بليق)، ما يؤكد أنه في طور الانقراض إلى جانب أنواع كثيرة من الطيور المقيمة والعابرة، ففي منطقة صخرية واقعة في المتن الأعلى كانت موئلا لهذا العصفور ما عاد أحد يراه إلا نادرا وأعداده تتناقص عاما بعد عام".
فيما أكد المدير التنفيذي في "جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL" الخبير البيئي أسعد سرحال لـ "غدي نيوز" أن الـ "(بو بليق) اصبح على قائمة الطيور المهددة بالانقراض بالنظر الى تناقص أعداده"، وأشار إلى أن "هذا الطائر الصغير من الطيور المهاجرة وصديق للبيئة كونه يقتات على الحشرات الضارة".
ولفت سرحال إلى أن "اسم لـ (بو بليق) wheatear"، وشدد على "ضرورة حمايته وحماية المواقع الطبيعية من خلال إنشاء محميات للحفاظ الحياة البرية والمحافظـة على الطبيعة والتنوع الحيوي في لبنان"، واشار إلى أن الـ "(بو بليق) واحد من انواع الطيور المهددة عالمياً بالانقراض".

آكل الحشرات

كثيرون لا يعلمون إلا القليل عن هذا العصفور الذي يقتات على الحشرات، ويقطع مئات الكيلومترات في هجرته السنوية، ليسدي خدمة للمزارعين دون مقابل، وانقراضه يعني الاستعانة أكثر بالمبيدات الحشرية وتحمل تبعاتها الكارثية على البيئة، بمعنى أن انقراضه يرتد سلبا على صحة الانسان ومحيطه الطبيعي، فالـ "بو بليق" ينجز "أطول رحلة يقوم بها طائر صغير، قاطعا المحيط والصحاري والثلوج، حيث اظهرت أجهزة التعقب الصغيرة ان هذا الطائر يقطع مسافة 15 الف كيلومتر بمسافة 290 كيلومتر يوميا"، وهذا ما تؤكده أحدث دراسة علمية على ما أشار لـ "غدي نيوز" الخبير الهنغاري ماتياس برومير، والذي قال: "هذا العصفور يحطم كل أرقام الهجرة القياسية، فهو يمضي فصل الصيف في القطب الشمالي والشتاء في افريقيا جنوب الصحراء قاطعا حوالي 30 الف كيلومتر ذهابا وايابا كل سنة، ونظرا إلى حجمه، تعتبر دورة هجرته أطول دورة معروفة لدى أي طائر في العالم"، لافتا إلى أنه "من العصافير آكلة الحشرات تتزاوج في شمال كندا وفي آلاسكا وتهاجر إلى مناطق مختلفة في افريقيا والمنطقة العربية".

ابن الصخور

وأشار رئيس "جمعية غدي" فادي غانم إلى أنه "في سياق توثيق الطيور المهاجرة ضمن مشروع أطلقته الجمعية السنة الماضية من أجل توفير قاعدة بيانات تمكننا كمجتمع أهلي مع الجهات الرسمية من مواجهة تحديات انقراضها، تبين لنا في معظم المناطق اللبنانية أن الـ "(بو بليق) سائر بسرعة نحو الانقراض، ولم نوثق وجوده إلا في مناطق صخرية نائية وبأعداد قليلة، وعثرنا عليه فرادى وليس في جماعات كسائر الطيور المهاجرة".
ولفت إلى أن "هذا العصفور بحجـم العصفـور الدوري"، واشار إلى أن "هناك خصائص فريدة تميزه ومنها أنه يهـز ذيلـه إلى أعلـى وأسفـل، وهو يقطـن الأماكـن الصخريـة، خـلال فصـل التكاثـر يصبـح الذكـر رماديـا من أعلـى مع شريـط أبيـض علـى كـل عيـن وقنـاع أسـود عريـض، وفـي الشتـاء يتشابـه الذكـر والأنثـى. تكـون الأفـراخ منقطـة لـدى مغادرتهـا الأعـشاش، وهو يغـرد علـى الأرض وعلـى الحجـارة. يبنـي عـشه بحيـث يكـون محميـا من الأعلـى، لتجنب الطيور الجارحة الكبيرة".
وأكد غانم أن "لا سبيل لمواجهة فوضى الصيد وحماية الانواع المهددة من الطيور سوى اعتماد عدد أكبر من المحميات الطبيعية، وإن كنا نؤثر أن يكون لبنان بكافة أراضيه محمية بحد ذاته"، وأشار إلى أن "التحدي الماثل الآن هو في كيفية استعادة طيور انقرضت أو تكاد"، وقال: "في ظل الفوضى لا ينفع أي قانون لتنظيم الصيد".
ورغم صغر حجمه، ثمة من يصنف الـ "بو بليق" كعصفور ينتمي إلى قائمة الطيـور الجارحـة، كون الحشـرات هي مصدر غـذائه الرئيسـي، وهو يعرف أيضا بـ "صائد الذباب" إلى جانب أنواع عدة تنتمي إلى نفس الفصيلة.

الحاجة لخطة إنقاذية

ويعرف الـ "بو بليق" wheatear بأسماء علمية وتعريفات عدة، منها Oenanthe oenanthe و Traquet motteux وغيرها، وثمة أنواع عدة منه تختلف في تفاصيل صغيرة كاللون، أما المعروف في لبنان فهو الأبيض والأسود والذي تغطي صدره بقعة تميل بين البني الفاتح والبرتقالي.
ورأى رئيس "مركز التعرف على الحياة البرية والمحافظة عليها" الدكتور منير أبو سعيد أن "كل الطيور المقيمة والمهاجرة في لبنان مهددة بالانقراض"، ولفت إلى أن "ما نقوم به اليوم من قتل لطيور مفيدة وضرورية في التوازن البيئي سيرتد علينا سلبا عاجلا أم آجلا، لأننا نهدم نظاما ايكولوجيا متكاملا".
وأكد أبو سعيد أن "المجال ما يزال متاحا لانقاذ بيئتنا الطبيعية، من خلال اعتماد برامج توعية والتشدد في تطبيق القوانين"، متسائلا: "ما الذي يمنع من تبني خطة وطنية لانقاذ الـ (بو بليق) واعتماده شعارا ورمزا في سياق أنشطة تسلط الضوء على أهمية هذا العصفور الصديق للبيئة؟".

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن