"غدي نيوز"

وقعت "جمعية غدي" بالتنسيق مع وزير البيئة محمد المشنوق اتفاقية تعاون مع وزارة البيئة الأردنية في سياق تعميم تجربتها في مجال المشاتل الزراعية المدرسية في الأردن والإفادة من تجربة الأردن في مجال حماية الموارد الطبيعية واستدامتها، فضلا عن تبني الجانبين مشاريع وأفكار مشتركة بهدف زيادة الوعي البيئي وتنظيم ورش عمل حول قضايا مشتركة تهم البلدين.
أقيمت مراسم التوقيع في مقر الوزارة في عمان بين وزير البيئة الأردني الدكتور طاهر الشخشير ورئيس الجمعية فادي غانم بحضور رؤساء الأقسام والمسؤولين في الوزارة.

الشخشير

بدايةً، نوه الشخشير بـ "جمعية غدي اللبنانية وجهودها"، وقال: "أينما توجهنا في العالم نجد أن للبنانيين يدا في مجالات مختلفة"، ونوه الى "التواصل مع وزير البيئة اللبناني الصديق محمد المشنوق الذي أثنى على هذا التعاون وأبدى الحرص على نجاحه"، ولفت إلى "اننا ننظر إلى هذه الاتفاقية بأهمية كبيرة كونها تمثل خطوة مهمة مع جمعية أهلية، والاستفادة من تجربتها الناجحة ليس في مجال المشاتل الزراعية التربوية فحسب، وانما في مجالات بيئية عدة ولا سيما منها تعميم زراعة أشجار الصنوبر اللبناني المثمر وما يمثل من أهمية بيئية واقتصادية في آن".
ورأى الشخشير أن "هذا الاتفاق ستكون له مفاعيل عملية على الارض قريبا، بعد ان قدمت جمعية غدي للوزارة 2000 غرسة صنوبر سنقوم بزراعتها معا أوائل العام المقبل".
وتطرق الى المشكلات البيئية والتحديات التي تواجه البلدين على مستوى التغير المناخي وتراجع نسبة المتساقطات ومكافحة الحرائق حفاظا على الغطاء الاخضر، فضلا عن قضايا بيئية عدة.

غانم

بدوره، أشار غانم إلى أن "هذا اللقاء أكبر من توقيع اتفاقية فهو لقاء تأسيسيّ لبلورةِ مفاهيمَ تفضي إلى التكامل المطلوب بين المؤسسات الرسمية والقطاع الأهلي، لأنه السبيلُ الأمثل للارتقاء بالشأن البيئي ليصبحَ موضعَ اهتمام الدول ومكوناتها الاجتماعية كافة"، ورأى أن "الاتفاقية تمثل أرقى أشكال التعاون الذي يتخطى الجغرافيا إلى رحاب عملٍ إنساني يعود بالخير على بلدينا الشقيقين".
وقال: "نأتي إليكم اليوم محمَّلين بتحية معالي وزير البيئة في لبنان الأستاذ محمد المشنوق الذي ما إِنِ اطَّلع على اهداف هذا التعاون حتى بارك وأثنى، وأبدى غانم "الحرص على نجاح تجربتنا، لتكون نموذجاً قابلا للتعميم والتطوير على مستوى الدول العربية كافة، وها نحن اليوم نضع اللبنةَ الأولى في صرحٍ نريده واحةَ علم ومعرفة، نستلهم من قيم الطبيعة ما يرسخ تعاوننا".

مراسم التوقيع

بعدها جرت مراسم التوقيع وتبادل الهدايا التذكارية، وأقام الوزير الشخشير حفل غداء على شرف الوفد اللبناني، فيما وجه غانم دعوة للوزير الشخشير بزيارة لبنان للاطلاع على المشتل الزراعي للجمعية، وتتويج الزيارة بتكريم كل من وزيري البيئة في البلدين.

الاتفاقية

ومن أبرز بنود الاتفاقية، تعميم تجربة "المشاتل الزراعية المدرسية" التي تبنتها "جمعية غدي" منذ أكثر من عشر سنوات وشكلت نموذجا بيئيا وتربويا في لبنان على المدارس والمؤسسات التربوية في الأردن، تنويع الزراعات الحرجية في البلدين تبعا لما تفرضه خصائص المناطق غير المشجرة في الأردن، أو المتضررة في لبنان نتيجة عوامل كثيرة أبرزها الحرائق والتعديات، الإفادة من تجربة وزارة البيئة الأردنية في مجالات عدة، أهمها ما حققته من زيادة المساحات الخضراء وآلية نشاطها، تنظيم ورشة عمل مشتركة بين لبنان والأردن بالتنسيق بين وزارتي البيئة في البلدين لمتابعة مسار الطيور المهاجرة وحمايتها، تنظيم رحلات بيئية طلابية بين البلدين والمساهمة في غرس الشتول، إطلاق حملة تشجير واسعة في الأردن لزراعة أغراس الصنوبر المثمر، بالتعاون مع أندية وجمعيات بيئية وأهلية أردنية، خصوصا وأن الصنوبر المثمر الذي يغطي مساحات شاسعة من أحراج لبنان، لا يعتبر ثروة جمالية وبيئية ومناخية فحسب، وإنما ثروة اقتصادية ترفد الناتج المحلي اللبناني بمعدلات نمو كبيرة من العائدات الزراعية، تنظيم مسابقات مدرسية بين المدراس في البلدين تحت عناوين محددة لتحفيز الطلاب على البحث وصولا إلى إطلاق منصة مدرسية لمشاريع بيئية ينجزها الطلاب في البلدين مستقبلا...".