الطاقة الكهرومائية في كندا تتأثر سلبا بالتغير المناخي

Ghadi news

Sunday, December 1, 2024

الطاقة الكهرومائية في كندا تتأثر سلبا بالتغير المناخي

"غدي نيوز"


تواجه كندا، إحدى الدول البارزة في إنتاج الطاقة الكهرومائية في العالم، مجموعة من الظواهر الجوية “المتطرفة” المرتبطة بالتغير المناخي والتي أثرت في الآونة الاخيرة على إنتاجها وتهدد بنية سدودها، بحسب عدد كبير من الخبراء.

وفي السنوات الأخيرة، أدى الجفاف الذي طال أمده في المقاطعات المنتجة الرئيسية الثلاث وهي كيبيك وكولومبيا البريطانية ومانيتوبا، إلى انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية.

واضطرت البلاد التي تستمد أكثر من 60% من طاقتها من الطاقة الكهرومائية، إلى الحدّ من صادراتها إلى الولايات المتحدة، والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ 14 عاما، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الإحصاء الفدرالية.

وللمرة الاولى منذ ثماني سنوات، اضطرت كندا إلى استيراد الطاقة من الولايات المتحدة لثلاثة أشهر متتالية في بداية عام 2024.

ويؤثر هذا الاتجاه التنازلي أيضا على المنتجين العالميين الرئيسيين الآخرين (الصين وتركيا والولايات المتحدة)، إذ شهد عام 2023 “انخفاضا عالميا قياسيا” بحسب وكالة الطاقة الدولية.

لم يشهد سد دانييل جونسون العملاق في شمال كيبيك، المقاطعة المنتجة الرئيسية في كندا، زيادة في مستوى خزانه منذ عام.

ويقول بيار مارك روندو الذي يعمل في شركة “إيدرو كيبيك” العامة “حطمنا الأرقام القياسية في السنوات الأخيرة”، في إشارة إلى المستويات المنخفضة في بعض السدود.

ويدرك المهندس أن الشركة “بدأت تشعر” بآثار التغير المناخي ، ويقول “نكيّف طرقنا في استغلال السدود حاليا لنكون جاهزين في أي وقت” في حال حدوث فيضانات أو جفاف.

وهذا يتطلب من الشركة تخطيطا أكبر بكثير لإدارة السدود.

وقد خفّض نقص المياه أرباح الشركة بنسبة 30% للأشهر التسعة الأولى من عام 2024، بحسب نتائج نُشرت هذا الأسبوع. واضطرت “إيدرو كيبيك” إلى الحدّ من صادراتها بهدف تنظيم مخزونها من الطاقة وتلبية الطلب المحلي في عامي 2023 و2024.

وهذا ربح فائت للشركة التي بنت أخيرا خطوط نقل جديدة ووقّعت عقودا طويلة الأمد مع زبائن في ماساتشوستس ونيويورك.

– خطر الفيضانات المفاجئة –

ترى الباحثة في معهد تروتييه للطاقة في بوليتكنيك مونتريال إلويز إيدوم أنّ السدود تواجه أيضا مشكلة مختلفة تماما تتمثل في خطر زيادة الفيضانات المفاجئة في العقود المقبلة.

وتقول الخبيرة “في السابق، كنا نشهد فيضانات كل مئة عام، أما اليوم فباتت تحصل هذه الظاهرة مرتين كل عشر سنوات أحيانا”.

ويقول الأستاذ لدى جامعة كيبيك في مونتريال فيليب غاشون إن كيبيك ومقاطعة أونتاريو المجاورة شهدتا أخيرا أمطارا مفاجئة على غرار ما يُسجَّل في “المناطق الاستوائية”.

ويشير الخبير إلى أن الدورة الهيدرولوجية “آخذة في التغير”، متوقعا تساقط “كميات من المياه لم نرها من قبل” منذ بناء السدود.

وفي ظل هذا التغيير، تعمل مجموعة من الباحثين على وضع “مبادئ توجيهية جديدة” بعد إجراء تحليل للسدود.

وتشير النتائج الأولية التي توصلوا إليها إلى وجود “فجوات كبيرة في الأطر بالإضافة إلى خلل في الممارسات المتعلقة بتصميم السدود الحالية والتخطيط المرتبط بإدارتها”، على قول رضا نجفي من جامعة ويسترن.

ويؤكد أن 40 إلى 50% من السدود يتجاوز عمرها 50 عاما، ولم يتم تصميم هياكلها لمواجهة “الظواهر المتطرفة الكثيفة”.

يشدد الباحثون على ضرورة إدراج واقع التغير المناخي في المبادئ التوجيهية الوطنية المقبلة. ويوضح فيليب غاشون أن هذه الخطوة بدأت تتخذها أصلا شركات معينة مثل “إيدرو كيبيك”.

ويضيف “لكن هل ستجري إعادة تصميم البنية التحتية بسرعة التغييرات التي تحصل نفسها؟”.


المصدر: أ ف ب

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن