"غدي نيوز"
أرسل الصديق المهندس وائل أبو عاصي من مدينة السويداء هذا النص والصور للتعريف بمدينة جميلة في سوريا وهي مدينة “قنوات” الواقعة في جبل العرب في محافظة السويداء. وكما وعدنا بنشر مساهماتكم التي تغني موقعنا وتساهم في التفاعل الإيجابي الذي ننشده، نرفق نص المقال، وشكرا لك استاذ وائل.

عن موقع "غدي نيوز"، سوزان أبو سعيد ضو

قنوات

“قنوات”، من أعظم آثار منطقة جبل العرب وأغناها زخرفة مدينة أثرية تقع على بعد كم شمال شرق مدينة السويداء، ترتفع عن سطح البحر 1240 م.
"قنوات" هي من أقدم مدن المحافظة وأكثرها أهمية، لعبت دوراً هاماً في العصور التاريخية المختلفة، سكنها إنسان عصور ما قبل التاريخ، تمتد آثارها في أعلى أحد القمم وتتناثر في سفح واد غني بالأشجار والبساتين والحقول والمروج، وتعتبر من أعظم آثار منطقة جبل العرب وأجملها معابدها وحماماتها القديمة التي تحكي أساطير لتاريخ عتيق، ما جعل منها متحفاً أثرياً طبيعياً.

أهميتها عبر التاريخ

تقع "قنوات" على مسافة 7كم من مدينة السويداء، وكانت مدينة هامة جداً وخاصة أيام الرومان الذين جعلوها منذ العام 60 قبل الميلاد واحدة من أهم المدن العشر القديمة (ديكا بوليس): وهو ائتلاف كان يجمع عدداً من المدن التجارية وهي :فيلادلفيا ،عمان، جرش، إربد، أم قيس، درعا، بيت راس، نابلس، الحصن. وكانت دمشق على رأسها، وهذه الأهمية تفسر انتشار آثارها وتبعثرها والتي كانت تعتبر أعظم آثار منطقة جبل العرب وأغناها زخرفة.
وتبرز أهمية "قنوات" التاريخية والحضارية كونها انضمت إلى اتحاد المدن العشر وعدت في ذلك الوقت محطة تجارية هامة على طريق دمشق-بصرى، وقد عرفت في القرن الأول تطوراً اقتصادياً مهماً في مجال الزراعة، وشغلت في العصر البيزنطي مركزاً أسقفياً ارتبط بأنطاكية، وشكلت مركزاً مهماً للحج المسيحي إلى جانب مدينة السويداء.

معابدها الخالدة

هناك عدة معابد في مدينة "قنوات" تعدّ من المعابد الأثرية الخالدة، وهي خمسة معابد، أولها معبد "هليوس" الذي كرّس لعبادة إله الشمس، والثاني معبد زوس ومعبد آلهة المياه ومعبد أثينا اللات والخامس معبد الأوديون.
ويعود بناؤه إلى القرن الثاني الميلادي، حيث تظهر أطلاله في الجهة الجنوبية للبلدة القديمة، وكان له ستة أعمدة في واجهة مدخله أربعة منها في الخط الأمامي، والعمودان الباقيان في إطار الباب، وهي ذات تيجان زينت بأكاليل من أوراق "الأكانت" ذات الطراز الكورنثي.