"غدي نيوز"
أكد المشاركون في قمة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي افتتحت أعمالها ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة السبت (17-1-2015)، أن تذبذب أسعار النفط وهبوطها الحاد خلال فترة محدودة، لا يؤثر على الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، رغم أنها كانت كذلك في الأعوام السابقة.
فقد قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" عدنان أمين في افتتاح اجتماع الوكالة إن "أهمية الطاقات المتجددة تتعاظم بسرعة وكذلك تتعاظم أهمية الوكالة".
من ناحيته، أكد أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب أن المناقشات خلال الجلسة الافتتاحية "أثبتت أن الطاقة المتجددة أصبحت أمراً واقعاً على مستوى العالم".
وأضاف في حديث لـــ "سكاي نيوز عربية" أن التقرير السنوي للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أثبت أن هناك نشاطات على الأرض في جميع مناطق العالم، مشيراً إلى أن "الوفود من السعودية إلى المكسيك إلى الصين أثبتت أن الطاقة المتجددة لم تتأثر بتقلبات أسعار النفط هذا العام وأنها أصبحت أمراً واقعاً وأنها حاجة لكل العالم".
وحول انخفاض أسعار النفط وتأثيرها على الاستثمار في الطاقة المتجددة أكد صعب أنه في الماضي كان يعتبر ذلك خطراً أما حالياً، فلم يعد الأمر كذلك، حيث أثبتت المداخلات في اجتماعات إيرينا ان الطاقة المتجددة لم تعد متأثرة إلى هذا الحد "لأن الاستثمارات فيها ليست محدودة بسنة أو سنتين وإنما بعيدة المدى" على حد قوله.
أما رئيس قطاع الأبحاث والتطوير في مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في السعودية، ماهر العودان، فقال لـ "سكاي نيوز عربية" إن السعودية تسعى لإدخال الطاقة المتجددة، وخاصة الشمسية، إلى البلاد بشكل يؤثر على دعم الاقتصاد الوطني، من خلال استراتيجية مدروسة، بحيث يمكن إنتاج أكثر من 30 ألف ميغاواط في غضون عقدين.
وكانت أبوظبي شهدت انطلاق أعمال أسبوع كامل من الفعاليات والمؤتمرات الدولية المتمحورة حول الطاقة المتجددة والبيئة في ظل مخاوف من التأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط على جهود تعزيز استخدام هذه الطاقة النظيفة.
وناقشت الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة سبل تسريع نمو قطاع الطاقة المتجددة لمواكبة التحديات العالمية مثل ظاهرة تغيّر المناخ وأمن الطاقة.
كما تسلط الضوء على أهمية الطاقة المتجددة والمحافظة على مصادر المياه لاستدامة النمو الاقتصادي.
وقال وزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان الجابر خلال الاجتماع إن صندوق أبو ظبي للتنمية قدم منذ تأسيس الوكالة في 2009 قروضاً ميسرة بنحو 700 مليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة.
وتنعقد في هذا الأسبوع كذلك "القمة العالمية لطاقة المستقبل"، والقمة العالمية للمياه، وذلك بمشاركة عدد من قادة الدول.
وتسلمت اليابان رئاسة الوكالة، التي عام 2009 وتعمل كمنصة للأبحاث والتعاون الدولي في مجال الطاقة المتجددة، من المكسيك لهذه السنة.
وخلال الاجتماع، سيتم الإعلان عن تقديم صندوق أبو ظبي للتنمية تمويلاً لخمسة مشاريع جديدة للطاقة المتجددة في العالم بموجب اتفاقية مع الوكالة الدولية.
تمويل 5 مشروعات للطاقة المتجددة في البلدان النامية
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة وصندوق أبوظبي للتنمية، الأحد 18-1-2015)، عن تقديم قروض ميسرة بقيمة 57 مليون دولار أميركي لتمويل 5 مشروعات للطاقة المتجددة في البلدان النامية، وفي إطار الدورة الثانية لبرنامج التمويل المشترك بين الجانبين.
وتبلغ القدرة الإجمالية لهذه المشروعات، التي يستفيد منها 280 ألف نسمة في أرياف عدة بلدان، 35 ميغاواط، وتتوزع في عدة بلدان حول العالم هي الأرجنتين وكوبا وإيران وموريتانيا وسانت فنسنت وجزر غرينادا.
وتعد هذه الدورة الثانية، من أصل 7 جولات تمويلية تقدم على مدى 7 سنوات 350 مليون دولار أميركي لنشر حلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية من خلال مشروعات جديدة للطاقة المتجددة بقيمة إجمالية تفوق 800 مليون دولار أميركي.
وقال مدير عام إيرينا عدنان أمين، خلال مؤتمر صحفي على هامش الاجتماع الخامس للوكالة: "توفر المصادر المتجددة إمدادات مستقرة ومعقولة التكلفة من الكهرباء لحوالي1.3 مليار شخص لا يرتبطون بالشبكات الوطنية. ويمثل التمويل تحدياً رئيسياً أمام انتشار حلول الطاقة المتجددة بالرغم من وفرة مواردها في العديد من المجتمعات التي تفتقر إلى الكهرباء".
وتشتمل قائمة المشروعات، التي تم اختيارها للدورة التمويلية الثانية على محطات للطاقة الشمسية والمائية والهجينة (الرياح والطاقة الشمسية) والطاقة الحرارية الأرضية، وتمثل مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة القابلة للتطوير والاستنساخ في أماكن أخرى، كما تساعد على تحسين مستوى الوصول إلى الطاقة النظيفة.
من ناحيته، قال مدير دائرة العمليات في صندوق أبوظبي للتنمية عادل الحوسني: "انسجاماً مع التزامنا بتحقيق أثر إيجابي عميق في اقتصادات البلدان النامية، يتعاون صندوق أبوظبي للتنمية مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة لدعم قطاع الطاقة النظيفة بوصفه أداة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية".
وأضاف "إننا نحرص على تعزيز التنمية الاقتصادية وتوسيع انتشار مشاريع الطاقة المستدامة في البلدان التي تنطوي على إمكانات هائلة بمجال الطاقة المتجددة، ولكنها بحاجة ماسة إلى الموارد المالية والخبرات الضرورية لإدارة المشروعات".
أما الممثل الدائم للإمارات لدى إيرينا، ثاني أحمد الزيودي فقال إن الإمارات تعتبر الطاقة المتجددة "بمثابة حجر زاوية جديد لتحقيق التنمية المستدامة بالتوازي مع الانخفاض اللافت للتكاليف، مما جعلها الخيار الأكثر تنافسية للحصول على الطاقة في العديد من البلدان النامية".
وكان وزير الدولة الإماراتي الدكتور سلطان الجابر أعلن في وقت سابق أن صندوق أبو ظبي للتنمية قدم منذ تأسيس وكالة آيرينا في العام 2009 قروضاً ميسرة بقيمة 700 مليون دولار لمشروعات الطاقة المتجددة في البلدان النامية.
يأتي ذلك فيما تختتم أعمال مؤتمر آيرينا الأحد وسط آمال بتزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة واتساع الاستثمارات فيها.